المداولات بين بري والحريري لم تخض بعد في الأسماء قبل بحث «المبادئ»

واشنطن مع انتخاب رئيس «صنع في لبنان» بعد التوافق على برنامجه

TT

استمر الاهتمام اللبناني منصبا على الجهد الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل»، النائب سعد الحريري، من اجل التوصل الى حل لازمة الانتخابات الرئاسية قبل موعد الجلسة المقبلة المحدد في 23 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري. وافاد النائب غسان تويني عقب لقائه بري امس، ان المحادثات مع الحريري لم تصل بعد الى مرحلة الاسماء، موضحا انهما سيتطرقان اليها بعد الانتهاء من بحث «المبادئ».

وفي خطوة لافتة، زار امس السفير الاميركي جيفري فيلتمان النائب ميشال عون والتقاه على مدى ساعة ونصف ساعة. وعقب اللقاء قال فيلتمان: «كان النقاش جيداً. تحدثنا عن الاستحقاق الرئاسي وعن المرحلة المقبلة. وقلت للعماد عون ان خيار الاستحقاق الرئاسي يجب ان يكون خياراً لبنانياً وليس اميركياً او غيره». وأضاف: «تطرق البحث الى ضرورة الاتفاق ليس على هوية الرئيس المقبل بل ايضا على برنامجه. والتقيت مع العماد عون على ضرورة بناء دولة قوية تدافع عن سيادة لبنان واستقلاله».

ورداً على سؤال عن سبب «استدعاء» النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط الى واشنطن طالما ان خيار الرئيس هو لبناني، افاد فيلتمان: «ان هذه الزيارة تأتي في سياق المشاورات الدورية بين نواب لبنانيين والادارة الاميركية. واللقاء مع العماد عون اليوم يصب في الخانة ذاتها».

ورداً على سؤال آخر عن مطالبة «حزب الله» بانتخاب رئيس يحمي سلاح المقاومة، قال: «المجتمع الدولي اوضح ان الدولة اللبنانية مسؤولة عن حماية وصون اراضيها والدفاع عنها. وهذا الموقف تؤيده كتل نيابية كثيرة ومنها التغيير والاصلاح. وفي هذا الاطار تقوم الولايات المتحدة الاميركية بتقديم المساعدات التقنية لتقوية الجيش اللبناني». ورأى ان القرار الدولي 1559 «مهم جداً ويشمل امورا عدة، طبق منها جلاء الجيش السوري. ونأمل ان تنفذ بقية بنوده وأهمها انتخاب رئيس صنع في لبنان وفقا للدستور اللبناني ومن دون اي تدخل خارجي، وان تسلم الميليشيات سلاحها».

ورفض فيلتمان الخوض في «فرص» عون للوصول الى الرئاسة. وقال: «لست في موقع التكهن عن فرصة وصول العماد عون الى سدة الرئاسة لان هذه يقررها اللبنانيون. لكن عون كان اعلن عن رغبته في استنهاض المؤسسات الدستورية كي تتحمل مسؤولياتها. وكجزء من المجتمع الدولي نقوم بدورنا في دعم لبنان» وأضاف: «انا متفائل. وهناك رؤى مشتركة لقيادات المعارضة والموالاة. واسمع مواقف رافضة من الجهتين للحرب ولاي شكل من اشكال الوصاية. وهذا مشجع جداً».

وقيل لفيلتمان: الشعب يتخوف من ان ينسف الجو الايجابي بعد عودة النائبين جنبلاط والحريري من واشنطن، ماذا سيقول لهما الرئيس جورج بوش؟ فأجاب: «لا استطيع التحدث باسم الرئيس بوش. لكنني اظن انه سيدعم انتخابات رئاسية يقودها الشعب اللبناني وسيؤكد على ضرورة ان يكون قرار انتخاب الرئيس صنع في لبنان. والولايات المتحدة الاميركية تدعم اللبنانيين كي يستطيعوا المشاركة في مستقبل بلدهم».

ورداً على سؤال إذا كان يلمس تدخلاً سورياً في الاستحقاق الرئاسي، قال: «نريد ان يتم هذا الاستحقاق بأمان وسلام. ويجب الا تمنع التهديدات الامنية القادة السياسيين من اللقاء. نحن لا نتدخل في الاستحقاق الرئاسي. ونتمنى على سورية الامر نفسه»، مشددا على «ان الولايات المتحدة الاميركية ستدعم رئيسا منتخبا بحسب الدستور اللبناني»، معتبراً انه «ليس من اللائق ان نفسر دستوركم» في اشارة الى قضية النصاب.

وزار فيلتمان وزير الاتصالات مروان حمادة، حيث اكد ان «الولايات المتحدة الاميركية متفائلة جدا بالاسابيع والاشهر التي يشهدها لبنان لانتخاب رئيس جديد». وقال: «عبرت للوزير حمادة عن مدى تشجعنا بمساعي الحوار، فقوى 14 اذار ورئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد (ميشال) عون جميعهم يتحدثون عن الحاجة الى الحوار. وكل هذه المساعي ايجابية وتظهر ان اللبنانيين ذاهبون الى خلق المناخ الذي سينتخب في ضوئه النواب الرئيس الجديد بعيدا من التدخل الخارجي».

وكان حمادة التقى السفير المصري لدى لبنان احمد البديوي. واكد خلال اللقاء «ان هناك الى جانب الاسماء والمواصفات (للرئيس المقبل) مواصفات سياسية هي الغالبة على ما عداها». وزار السفير البديوي ايضا وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية جان اوغاسبيان. وشدد على ان مصر «تولي الاستقرار في لبنان الاهمية القصوى» وعلى «اهمية اجراء الاستحقاق الرئاسي بتوافق داخلي وايجاد حلول لكل المسائل، على ان تكون كلها حلولا لبنانية».

هذا، وشدد المرشح للرئاسة النائب روبير غانم بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير على «ضرورة انقاذ البلد من خلال الوفاق بين جميع اللبنانيين تكريسا لمبدأ ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، وان لبنان هو لبنان الوفاق، وليس لبنان التصادم»، مشيرا الى «ان رئاسة الجمهورية هي احدى الركائز الاساسية لمبدأ وجود لبنان».

وحذر وزير الصحة المستقيل محمد خليفة من ان «الوضع القائم تخطى الازمة السياسية الى ما يمكن ان يطيح السلم الاهلي والوفاق الوطني». ورأى «ان الخرائط التي تعد للمنطقة تحمل في طياتها الفتن»، مجددا التأكيد على «ان مبادرة الرئيس بري تشكل مخرجا للازمة ونقطة لتحقيق الانفراج على كل المستويات». بدوره دعا النائب انور الخليل (كتلة التحرير والتنمية) الى «انجاح مبادرة الرئيس نبيه بري، لانه في حال الفشل نكون قد حكمنا على انفسنا بالتشتت وشرذمة الصفوف والابتعاد عن الحقيقة التي نريدها جميعا».

ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي بزي ان «لا مناص امام اللبنانيين على اختلاف مكوناتهم سوى التعاطي الايجابي مع مبادرة الرئيس نبيه بري». وقال: «ان سلسلة اللقاءات التي حصلت وما رافقها من أجواء تفاؤلية تبشر بانفراجات نأمل ان تتوج بتوافق حول رئيس الجمهورية». واصدر تكتل «التغيير والاصلاح» في ختام اجتماعه الاسبوعي امس بيانا جاء فيه ان عون «جدد تأكيد التكتل الإصرار على إنجاح مبادرة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، وأكد الانفتاح على كل المبادرات الهادفة الى إخراج لبنان من أزمته والرغبة في الحوار المفتوح مع كل الأطراف والكتل النيابية الأساسية توصلاً الى إمرار الاستحقاق الرئاسي بسلام، لأن الوفاق الوطني الشامل هو الحماية الفضلى والضامنة لوحدة الوطن واستحقاقاته وأمنه واستقراره».