بن عيسى: حل نزاع الصحراء على ضوء مبادرة الحكم الذاتي سيخلق نظام أمن إقليمي مستقرا

المغرب يقترح عقد اجتماع لبحث توطيد الأساس القانوني لعمليات حفظ السلام

TT

قال محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب ان قضية الصحراء باعتبارها احد النزاعات الاقليمية المزمنة في القارة الافريقية، تمر بمنعطف تاريخي هام، في ضوء انطلاق مفاوضات منهاست بين اطراف النزاع، تحت اشراف الامم المتحدة، وفي ظل الدينامية التي افرزتها المبادرة المغربية المتعلقة بنظام الحكم الذاتي، والتي فتحت افاقا واعدة لتجاوز المأزق الذي يواجهه هذا الملف على المستوى الاممي. وجدد الوزير بن عيسى في كلمة القاها الليلة الماضية على هامش الدورة الثانية والستين للجمعية العامة للامم المتحدة، التزام بلاده بالمضي قدما في هذا المسلسل التفاوضي بغية الوصول الى حل نهائي لنزاع الصحراء في نطاق السيادة الوطنية للمملكة المغربية، ووحدة ترابها، وعلى اساس مبادرة الحكم الذاتي كهدف حتمي لهذا المسلسل التفاوضي، وكعرض منفتح ومرن، لكنه غير قابل للانتقاء والتجزئة.

واشار الوزير المغربي الى ان حل هذا النزاع الاقليمي على ضوء المبادرة المغربية من شأنه خلق نظام امن اقليمي مستقر ومتجانس، قائم على التعاون بين دول المنطقة لمواجهة التحديات الامنية الخطيرة، من ارهاب واتجار في البشر الى شتى اشكال التهريب، والتي تتجاوز اثارها السلبية المنطقة لتمتد لجوارها الاوروبي ـ المتوسطي.

الى ذلك، اعلن الوزير بن عيسى، اقتراح بلاده عقد اجتماع رفيع المستوى خلال السنة المقبلة لتناول موضوع توطيد الاساس القانوني لعمليات حفظ السلام وتقوية اطارها التنظيمي، واعتماد توصيات بشأنها ووضع قواعد جديدة وآليات عمل متطورة كفيلة بضمان نجاعتها، وتوسيع قاعدة المشاركة فيها، وتجاوز وقوع بعض الاحداث المأساوية المتعلقة بحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، او بعض الممارسات اللا أخلاقية المعزولة.

وتحدث وزير خارجية المغرب عن الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط، وقال انها تتطلب من الجميع بذل اقصى الجهود لإنهاء صراع مرير ومؤسف، عانت منه شعوب المنطقة طوال ازيد من نصف قرن، مشيرا الى ان بلاده تؤكد من جديد على الحاجة الملحة لإحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، وفق مقاربة شمولية، على اساس الاتفاقيات المبرمة بين الاطراف بما فيها خارطة الطريق، واعتماد مبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي، يترجم الرغبة الصادقة للدول العربية في تحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الاوسط يضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في انشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة.

وشدد بن عيسى على القول ان المغرب الذي يرأس لجنة القدس الشريف في شخص الملك محمد السادس، يشدد مرة اخرى على ضرورة احترام الوضع الخاص لمدينة القدس وهويتها الحضارية والروحية. وقال بن عيسى ان بلاده تتطلع بكل تفاؤل الى الاجتماع الدولي المزمع عقده بشأن الشرق الاوسط قبل نهاية السنة الجارية.