انفجار بركاني في جزيرة يمنية بالبحر الأحمر يتسبب في انهيار جزء منها

ارتفاع الحمم يصل إلى مئات الأمتار و8 جنود يمنيين مفقودون بعضهم قتل حرقا

الرئيس اليمني يتابع تطورات انفجار البركان من وزارة الدفاع بالحديدة أمس (أ.ب)
TT

اعلن مصدر في قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي اليمنية حدوث انفجار بركاني في جزيرة جبل الطير التابعة لمحافظة الحديدة في البحر الأحمر على بعد 140 كيلومترا من ساحل اليمن.

وقال المصدر اليمني إن القوات البحرية تبحث عن 8 مفقودين من جراء الانفجار، مشيرا إلى أن عددا من السفن العسكرية من القوات البحرية اتجهت إلى الجزيرة فور تلقيها معلومات عن بداية لنشاط بركاني مخلية الحامية العسكرية والسكان من الجزيرة فيما لا يزال البحث جاريا عن ثمانية مفقودين بسبب هذا البركان. وقالت المصادر الرسمية إن الرئيس علي عبد الله صالح وصل إلى مدينة الحديدة لمتابعة التطورات المحتملة والمتوقعة من جراء هذا الانفجار، فيما أكد المرصد الزلزالي في مدينة ذمار الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء رصده لعدد من الهزات التي حدثت أول من أمس. وأشار إلى أن الانفجار الرئيسي وقع بعد ظهر نفس اليوم وفي تمام الساعة الثانية والـ40 دقيقة من يوم الأحد، فيما قال نائب المرصد الزلزالي المهندس حسين عبد الله فارع إن مركزه رصد عدة هزات في المنطقة الواقعة بالقرب من جزيرة جبل الطير ووصلت شدتها إلى 3.7 وزادت قوة هذه الهزات في يومي الـ23 والـ24 من سبتمبر (أيلول) الماضي، غير انه قال إنه لا يمكن الجزم بوجود نشاط بركاني إلا بعد أن ينزل الفريق الجيلوجي والتأكد من وجود مقذوفات بركانية، لكنه اشار الى انه من خلال العودة إلى التأريخ الجيلوجي للجزيرة ليس مستبعدا وجود نشاط بركاني في هذه المنطقة التي تشكل محور انفتاح في أخدود البحر الأحمر وأن مثل هذه المناطق في الغالب ما تكون عرضة للنشاط البركاني. في غضون ذلك قال مسؤولون في البحرية الكندية ووكالة الانباء اليمنية ان الانفجار البركاني نفث حمما بارتفاع مئات الامتار، وقال مسؤول من وزارة الدفاع ان الجزء الغربي من جزيرة جبل الطير انهار عقب ثورة البركان.

وصرح وزير النفط والمعادن خالد بحاح بانه حدثت أمس الاول عدة هزات ارضية في الجزيرة مما ادى لثورة البركان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عسكريين تم اجلاؤهم من جبل الطير أمس ان اربعة من ثمانية عسكريين فقدوا بعد الانفجار قتلوا حرقا بالحمم البركانية.

وقال مسؤول عسكري في مرفأ الحديدة رافضا الكشف عن اسمه انه الى جانب العسكريين الاربعة «تم انقاذ عسكري خامس من قبل قوات حلف شمال الاطلسي فيما لا يزال هناك ثلاثة في عداد المفقودين».

وقال احد الجنود الذين تم اجلاؤهم في مرفأ الحديدة ان «اربعة من رفاقنا ماتوا حرقا بالحمم».

واكد عسكري يمني آخر لوكالة الصحافة الفرنسية ان القتلى الاربعة «هلكوا مباشرة بعد بداية النشاط البركاني»، وقال المسؤول العسكري ان خفر السواحل اليمني قام باجلاء اجمالي 49 عسكريا من حامية للجيش اليمني في الجزيرة وبعضهم «ادخلوا الى المستشفى لاصابتهم بجروح».

وكانت البحرية الكندية قد اعلنت في اوتاوا ليل الاحد الاثنين ان بركانا انفجر على جزيرة صغيرة قبالة سواحل اليمن موضحة انها تقوم بعمليات بحث في المنطقة للعثور على تسعة اشخاص مفقودين.

وقالت البحرية الكندية في بيان ان السفينة تورونتو تجري عملية بحث وانقاذ بناء على طلب حرس السواحل اليمني، وقالت انه في وقت ثورة البركان كان اسطول حلف شمال الاطلسي مبحرا شمالا في اتجاه قناة السويس، واضافت انها تحاول العثور على تسعة اشخاص يعتقد انهم كانوا في البحر في تلك المنطقة.

وابلغ كين الين المتحدث باسم البحرية الكندية الصحف الكندية ان الحمم انطلقت لارتفاع مئات الامتار في الهواء مع ارتفاع الرماد البركاني ايضا لمسافة 300 متر.

وفي رسالة بالبريد الالكتروني من تورونتو قال ان الجزيرة بأكملها متوهجة بالحمم والصخور المنصهرة التي تتدفق الى البحر.

ولليمن قاعدة عسكرية في جزيرة جبل الطير منذ عام 1996 عقب صراع مع اريتريا حول جزيرتين.

وذكر أن المركز الزلزالي بذمار تلقى عددا من البلاغات التي تفيد بنشاط بركاني بالقرب من جزيرة الطير. وأكدت قيادة القوات البحرية في بيانها بهذا الخصوص اتخاذها التدابير اللازمة في عمليات الإنقاذ وإخلاء الجزيرة من الحامية العسكرية والسكان وما قد ينجم عن هذا الانفجار البركاني. وتتكون هذه الجزيرة من طبقات بركانية وترتفع عن سطح البحر 1200 مترا في الجزء الجنوبي الأوسط من البحر الأحمر مكونة شكلا بيضاويا طوله 3 كيلومترات. وتقع جزيرة جبل الطير إلى الغرب والجنوب الغربي من جزيرة انتفاش في البحر الأحمر وتبعد مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة الحديدة في منطقة يطلق عليها خاصرة البحر الأحمر وتعد هذه الجزيرة البركانية واحدة من احدث سلسلة للبراكين الموجودة في البحر الأحمر. وترجع الجزيرة من حيث العمر إلى عصر الهيلوسين أي أقل من مليون عام . وقالت المصادر التاريخية إن الجزيرة نشطت بركانيا في القرنين الـ18 والـ19 ومن أهم مكونات الجزيرة المكونات الصخرية التي هي عبارة عن حمم بازلتية بأشكال مختلفة من المقذوفات المتحدة مع الغاز، وهذا ما يعد أحد مسببات الانفجار البركاني النشط في هذه المنطقة.