علماء أوروبا يحذرون من فيضانات قادمة في أفريقيا

طالبوا ببناء مركز أفريقي للإنذار المبكر ضد الكوارث

TT

حذر مركز الأبحاث الأوروبي المشترك (GFS) من مخاطر المزيد من الفيضانات الكارثية التي ستحل بالمنطقة الساحلية الشرقية من أفريقا. وقال العلماء في تقرير نشرته صحيفة «دي فيلت» يوم أمس إن المنطقة مقبلة على المزيد من الفيضانات التي ستبلي سكان أفريقيا بالأمطار والأمراض الخطيرة. ودعا العلماء إلى تشكيل مركز إنذار مبكر في أفريقيا لتحذير السكان من الفيضانات القادمة.

ورفع العلماء الأوروبيون، من مركزهم في اسبرا (إيطاليا)، تقريرا إلى المفوضية الأوروبية يقول إن المجاعات والجفاف ستترك محلها لأمطار وفيضانات «كارثية» في المستقبل. واقترح العلماء على الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع الأمم المتحدة، بناء مركز أفريقي للإنذار المبكر من الفيضانات على غرار «نظام الإنذار الاوروبي من الفيضاناتEffas ».

وكتب البروفيسور آلان بيلوارد، من مركز الابحاث الأوروبي المشترك، ان فيضانات كالتي جرت في أفرقيا في سبتمبر الماضي، ستتكرر خلال السنة القادمة أو خلال السنوات الثلاث القادمة. ويقوم بيلوار وفريق عمله بمتابعة وتحليل التغيرات المناخية، والتقلبات التي تطرأ على مناسيب المياه، والتغيرات الحاصلة على المياه الجوفية وعلى الأشجار منذ عام 2000.

وتهدد الأمطار والفيضانات، التي تعتبر الأسوأ من نوعها خلال الثلاثين سنة الماضية، التي حدثت في سبتمبر الماضي حياة ووجود ملايين الناس في الصومال والسنغال وغيرهما. وأغرقت المياه مئات الآلاف من البيوت ومعظم المحاصيل المزروعة، وبشكل يهدد بإصابة 200 مليون إنسان بالجوع والأمراض. وهذا ليس كل شيء لأن مياه الفيضانات المفاجئة فتكت أيضا بالطيور والماشية في منطقة شاسعة تمتد بين موريتانيا وبوركينا فازو وبنين ونيجيريا.

وكتب بيلوارد «ان حجم الكارثة لا يمكن تقديرها هناك إلا بعد أسابيع»، وحذر من انتشار الأمراض، وخصوصا الكوليرا والملاريا، والمجاعة الناجمة عن موت الماشية. وحذر الباحث بشكل خاص، في التقرير المؤلف من 15 صفحة، من انتشار الملاريا التي تقتل 800 ألف انسان في أفريقيا سنويا.

ويقدر مركز الأبحاث المشترك ان تشمل الفيضانات القادمة مناطق من السودان والنيجر حيث قد تنتشر الأمراض الوبائية بشكل انفجاري. كما يتوقع الباحثون أن ترتفع نسبة الإصابة بالملاريا والكوليرا في القرن الأفريقي خلال شهرين من الآن. وهناك خطر آخر قد تجلبه الفيضانات معها وهو النمو الهائل للأشنات السامة من نوع «الأخضر الأزرق»، وهي أشنات تساعد على نمو البكتيريا المرضية وانتقالها إلى مياه الشرب.

وشخص الباحثون، من الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، وجود «سجادات» خضراء هائلة من هذه الأشنات السامة في أوغندا، وخصوصا قرب بحيرتي ألبرت وكويغا. ويعني وجود هذه الأشنات، أن أسماك المنطقة ستتسمم أيضا، وينتقل التسمم إلى البشر بشكل أمراض الكبد والإسهال.

ويشير العلماء في تقريرهم إلى مسؤولية التحولات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري عن لفيضانات التي تهدد شمال القارة الأفريقية. كما يشيرون إلى انحراف في وضع منطقة الالتقاء الاستوائية إلى الجنوب وتأثيره على المناخ في أفريقيا. وعموما يترافق هذا الانحراف مع أمطار غزيرة وفيضانات، وقاس بيلوارد وفريق عمله انحراف منطقة الالتقاء الاستوائية بمقدار 5 درجات طول نحو الجنوب. وأطلقوا على هذا الأساس تحذيراتهم من الفيضانات «الكارثية» المقبلة في أفريقيا.

ويربط العلماء أيضا بين انخفاض درجات الحرارة، وذوبان الثلج في القطبين، وبين هطول الأمطار الغزيرة في أفريقيا. وتوصل العلماء الأوروبيون إلى هذه النتيجة بعد تحليل العلاقة بين مناخ القطبين ومناخ الشمال الأفريقي طوال الـ155 ألف سنة الماضية. وقارن العلماء الجيولوجيون بين نماذج صخور أخذت من عمق37 مترا عند مصبات الأنهر في النيجر وغينيا مع صخور أخذت من نفس العمق في القطب. وكشفت العينات أن ارتفاع منسوب الماء العذب في أفريقيا كان يترافق دائما مع انخفاض درجات الحرارة ومستوى الجليد في القطب.