إصابة السفير البولندي في هجوم ببغداد.. ووارسو تعتبره «محاولة اغتيال»

انفجارات تدمر 3 سيارات في الموكب الدبلوماسي وتقتل حارسا وأحد المارة

TT

في تطور يشكل نكسة لجهود العراق لإقناع دول العالم بفتح سفارات لديه، أصيب سفير بولندا أمس عندما تعرضت قافلته الدبلوماسية لهجوم بعدة قنابل في وسط بغداد في ما وصفه مسؤولون بولنديون بأنه محاولة اغتيال. وقالت الشرطة العراقية إن حارس السفير وأحد المارة قتلا في الهجوم وأصيب أربعة بينهم اثنان من مسؤولي السفارة.

وأعلن الناطق باسم الخارجية البولندية روبرت شانيافسكي أن السفير ادوارد بيترتشيك أصيب صباح أمس بجروح في اعتداء بالمتفجرات ببغداد عند مرور سيارته. وقال الناطق «انه انفجار لغم على الأرجح، وأصيب السفير بجروح لكنه تمكن من مغادرة الموقع بمفرده». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «ثلاث سيارات من الموكب البولندي دمرت خلال هذا الاعتداء الذي وقع بعيد الساعة السابعة بتوقيت غرينيتش».

وبدورها، قالت مصادر امنية عراقية ان «ثلاث عبوات ناسفة مزروعة على جانب الطريق في شارع العرصات الراقي (وسط بغداد) انفجرت على التوالي لدى مرور موكب السفير البولندي، ما اسفر عن مقتل مدني واصابة ثلاثة اشخاص من موكب السفارة بينهم السفير». وأضافت المصادر ان «اربعة مدنيين آخرين أصيبوا بجروح». لكن متحدثا باسم وزارة الداخلية البولندية أكد في وقت لاحق وفاة حارس السفير في المستشفى. من جانبه، قال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان الانفجار أدى الى احتراق ثلاث سيارات مدرعة رباعية الدفع تابعة للسفارة البولندية.

ومن جهتها، نسبت وكالة «رويترز» الى المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية القول انها «كانت محاولة اغتيال. اصطدمت سياراتنا الثلاث بألغام». وأضاف «خرج سفيرنا (من وسط الحطام) بدون مساعدة». وأظهرت لقطات لتلفزيون «رويترز» رجلا أوروبيا المظهر وقد وضعت ضمادات على رأسه وساقه ويديه ويجري نقله في طائرة هليكوبتر هبطت في الشارع. وقال شاهد ان سيارتين من السيارات الثلاث احترقتا بالكامل بينما كانت السيارة الثالثة ترفع علما دبلوماسيا في ما يبدو باللونين الأحمر والابيض.

يذكر ان بولندا أيدت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 الذي اطاح صدام حسين، ولها في الوقت الراهن قوة قوامها نحو 1000 جندي في البلاد. وأكد رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتشينسكي أمس ان بلاده لن تسحب قوتها. وأضاف للصحافيين أن «الانسحاب هو دائما أسوأ خيار... انه موقف صعب لكن من ينخرط في الأمر ويظل هناك لسنوات ثم ينسحب يكون قد ارتكب أسوأ خطأ ممكن ارتكابه».

ومن شأن هذا الحادث أن يعرقل جهود الحكومة العراقية الهادفة لإقناع دول العالم بإعادة فتح سفاراتها في بغداد. وترى الكثير من الدول ان مستلزمات الأمن في بغداد لا تكفي لدبلوماسييها لا سيما انه سبق ان استهدفت الجماعات المسلحة العديد من الدبلوماسيين. ففي العام الماضي تعرض أربعة دبلوماسيين روس للخطف والقتل. وفي عام 2005 قال متشددون إنهم قتلوا رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية ايهاب الشريف، وأصيب المبعوث البحريني بالرصاص عندما فتح مسلحون النار على سيارته.