مقديشو: الحرائق تلتهم مئات المحلات في سوق البكارو.. وإذاعة شبيلي تعاود بث برامجها

الصومال ينتقد الدول بسبب بطء المعونة التي أصبحت «أزمة منسية»

TT

التهمت النيران مئات من المحلات التجارية في سوق البكارو، أكبر الأسواق المفتوحة في العاصمة الصومالية. وقد اندلعت الحرائق في أجنحة من السوق أثناء اشتباكات بين القوات الحكومية وعناصر الجماعات المسلحة الذين شنوا هجوماً على عدد من مراكز القوات الصومالية والإثيوبية التي تدعمها من بينها مقر وزارة الدفاع سابقا.

وأفاد شهود عيان بأن قذيفة هاون طائشة سقطت وسط السوق، مما أدى إلى اشتعال الحرائق فيها مسببة تدمير مئات من المحلات التجارية في الجزء الجنوبي والغربي من السوق الذي يضم أكثر من 40 جناحاً لمختلف البضائع وآلاف من المحلات.

ومع غياب فرق الإطفاء بسبب الوضع الأمني، فإن أصحاب المحلات والسكان المجاورين للسوق استخدموا أيديهم وجرادل الماء لإطفاء الحرائق، الأمر الذي أدى إلى استمرار ألسنة اللهب لعدة ساعات.

وبعد هدوء النيران، هرع أصحاب المحلات إلى السوق، لكنهم وجدوا ركاما من الدمار مما خلق حالة من الهرج والمرج داخل السوق الذي أغلقت الأجنحة المتبقية أبوابها خوفا من حدوث عمليات نهب وسلب من المليشيات المسلحة. وتشير تقديرات رجال الأعمال في مقديشو إلى ان الخسارة الناجمة عن هذه الحرائق تتراوح ما بين 20 إلى 30 مليون دولار.

وفي الوقت الذي كانت فيه الحرائق تلتهم أجزاء من سوق البكارو، فإن اشتباكات عنيفة كانت تجري بين القوات الحكومية وعناصر الجماعات المسلحة في عدد من المناطق بغرب العاصمة وسمع دوي القذائف الصاروخية التي كانت يتبادلها الطرفان. وقد تبنى تنظيم «شباب المجاهدين» المقرب من المحاكم الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات المتكررة التي تعرضت لها مقرات القوات الحكومية خلال الأيام الماضية. وأورد موقع تابع للتنظيم على الإنترنت بأن تكثيف هذه الهجمات «جاء بمناسبة شهر رمضان».

على صعيد آخر، هاجم مسلحون مجهولون عبد طوف نجل أحمد ديرية المتحدث باسم مجلس عشائر قبيلة الهويا ذات الأغلبية السكانية في العاصمة. وأطلق المسلحون على عبد طوف النار من مسدساتهم في شارع «الثلاثين» بجنوب العاصمة، وأصيب بجروح بالغة حيث وضع في غرفة الإنعاش في مستشفى «المدينة المنورة» بالعاصمة.

وأفاد شهود عيان بأن ثلاثة من المسلحين أوقفوا الحافلة التي كان يقودها الشاب ثم أمروه بالنزول وأفرغوا عليه عدة رصاصات ثم تركوه مرمياً على الأرض. وقال أحمد ديرية، والد الشاب عبد طوف، انه لا يقدر توجيه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، لكنه قال ان الهجوم يدخل في إطار سلسلة الهجمات والاغتيالات الغامضة التي تحدث في العاصمة. ويعرف عن أحمد ديرية كونه من أشد المعرضين للحكومة الصومالية الانتقالية، إضافة إلى كونه متحدثا باسم «مجلس عشائر قبيلة الهَوِيَا» الذي قاطع مؤتمر المصالحة الذي انتهى في العاصمة في أغسطس (آب) الماضي. من جهة أخرى، عاودت محطة «شبيلي»، إحدى أكبر المحطات الإذاعية في العاصمة، بث برامجها بعد توقف دام 15 يوما بسبب تعرضها لإطلاق النيران من قبل القوات الحكومية، والتي أيضا اتخذت مواقع لها في محيط مبنى الإذاعة، الأمر الذي حال دون وصول العاملين في المحطة الى المبني. وقد أخلت القوات الحكومية شارع آدم عدي المعروف بشارع «المريحان» وسط العاصمة الذي يمر أسفل مبنى محطة شبيلي، مما أدى إلى عودة الحياة إلى هذا الشارع الذي يعتبر من الأكثر ازدحاما في العاصمة وعاد أصحاب المحلات إلى فتح أبوابها، وعاودت محطة شبيلي بث برامجها. وتعرض العديد من الصحافيين ووسائل الإعلام المحلية لمضايقات واعتقالات وتهديدات من جهات غير معروفة خلال الشهور الماضية، واغتيل اثنان من الإعلاميين في العاصمة، الشهر الماضي. وتلقى آخرون تهديدات عبر مكالمات من مصادر مجهولة، الأمر الذي أدى إلى توقف بعضهم عن العمل واختفائهم عن الأنظار، فيما فر آخرون إلى خارج الصومال. من جهة اخرى، حث الصومال المجتمع الدولي على مساندة «أمة في حاجة ماسة للمساعدة». وشكا من تحفظ دولي في المساعدة على حل ما تسميه دول افريقية اخرى «أزمة منسية».

وقال وزير الخارجية الصومالي حسين الأبي للجمعية العامة للامم المتحدة «مما يبعث على الأسف اننا نشعر ان جهودنا الرئيسية في بناء الدولة وتنمية المؤسسات الحكومية لاقت عدم استجابة وتحفظا لا يمكن تفسيره»، حسب ما ذكرته رويترز.

وأضاف قوله «العمل الجماعي لهذه المنظمة العالمية كان أقل ثباتا ويفتقر إلى الهمة حتى وقت قريب لنجدة أمة في حاجة ماسة إلى المساعدة».

وقال الوزير ان مؤتمر المصالحة الوطنية هذا العام كان ناجحا «على الرغم من اعمال تخويف معطلة من جانب عناصر ارهابية». واستدرك بقوله ان جهود الحكومة لن تؤتي ثمارها بدون دعم مالي دولي. ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين لمساندة جهود بناء الدولة والى تقديم معونات من اجل اعمال الاغاثة الانسانية.