لبنان: طائرات من قبرص وإيطاليا والأردن لإخماد حرائق الأحراج

النيران لم تنطفئ بعد ووشاح أسود يلف المناطق

TT

حطت قبل ظهر امس خمس طائرات في مطاري بيروت والقليعات في الشمال اللبناني للمساعدة على اخماد الحرائق التي لا تزال مشتعلة منذ اكثر من يومين، موقعة خسائر فادحة في الغطاء النباتي الذي ينحصر تدريجيا منذ اعوام.

وفيما اكد المدير العام للدفاع المدني اللبناني العميد درويش حبيقة عدم قدرته تقدير الحجم الاولي للخسائر تاركا الامر الى كل من وزارتي الزراعة والبيئة، أفاد بيان صدر امس عن قيادة الجيش ان الحرائق قضت على 2734 دونما من الاعشاب اليابسة والاشجار الحرجية والمثمرة. وأعلن البيان ان حرائق عدة اخمدت في بلدات عين بورضاي، شحيم، داريا، قب الياس، ضهور الشوير، الخنشارة، الكفير، رويسة النعمان، عين المرج، بعلشميه، دير القمر، برجا، كفرديس، عندقت، وادي عودين. وقد تدخلت وحدات الجيش المنتشرة في هذه المناطق بمؤازرة طوافات تابعة للقوات الجوية وعناصر الدفاع المدني.

وفي اطار المساعدات التقنية الضرورية لاخماد هذا الحريق الهائل، وصلت طوافة قبرصية تحمل طنا ونصف الطن من المياه الى مطار القليعات قبل ان تقلع من جديد لمساعدة طوافات الجيش اللبناني على اطفاء الحريق المندلع منذ 6 أيام في أحراج منطقة القبيات وبلدة عندقت في الشمال حيث عملت جرافات الدفاع المدني على شق الطرق بين بعض الغابات والأراضي، لتسهيل إخماد أي حريق قد يندلع.

كذلك وصلت تباعا الى مطار بيروت اربع طائرات، اثنتان من إيطاليا واثنتان من الاردن لمؤازرة وحدات الجيش والإطفاء على انجاز هذه المهمة الشاقة. وكان في استقبال هذه الطائرات اضافة الى العميد حبيقة مدير الدفاع المدني في إيطاليا جامبيارو سانغينيبو ومسؤولون في السفارة الإيطالية.

وقال حبيقة انه من المتوقع ان تصل الى بيروت (امس) الاربعاء ايضا طائرتان اردنيتان «سوبر بوما» لإخماد الحرائق في مناطق جبل لبنان، فيما ستستخدم طائرات «كانادير» في مناطق جرود القبيات التي تجددت الحرائق فيها مساء الثلاثاء بفعل الهواء القوي الذي أعاد إشعال الحرائق التي كانت قد أخمدت.

وفي حوار مع الصحافيين أشار حبيقة الى ان «وحدات الاطفاء ستستعين بمياه البحر». وفيما لفت الى ان هناك تحقيقات لمعرفة سبب اندلاع الحرائق قال: «لا يمكنني ان أجزم بأنها مفتعلة ونحن في انتظار النتائج.. ان التحقيقات جارية ولكن من غير المعقول ان يندلع حريق الثالثة فجرا من دون ان يكون هناك من مسبّب لاندلاعه».

وأوضح أن عدد الحرائق التي أخمدت منذ 3 ايام بلغ 118 حريقاً في كل المناطق اللبنانية»، مؤكدا ان عناصر الدفاع المدني في كل سنة يعلنون الجهوزية التامة بين 20 أيلول (سبتمبر) و20 تشرين الاول (اكتوبر) باعتبار ان الحرائق تزداد في الخريف من جراء تساقط اوراق الاشجار التي تولد بعد سقوط الامطار وتعرضها للتخمير بفعل أشعة الشمس غازاً من نوع ch4 methane وهو شديد وسريع الالتهاب. وقال: «سننتشر في كل الأودية والأحراج التي تعرضت للحرائق تحسباً لإعادة اشتعال أي منها ومن المتوقع أن ننهي هذه المهمة اليوم (امس)».

وعن التدابير الاحترازية التي ستتخذ للسنين المقبلة، أكّد ان مؤسسة الدفاع المدني تعمل دائماً على زيادة عدد التجهيزات اللازمة لمكافحة الحرائق من سيارات إطفاء وخراطيم مياه وغيرها. وفي الاطار نفسه، أوعز وزير السياحة اللبناني جو سركيس الى بعض المسؤولين في الوزارة التوجه إلى قرى الشمال ودير القمر في الشوف للكشف ميدانيا والاجتماع برؤساء البلديات للاستماع منهم إلى ما حصل في مناطقهم. واعلن سركيس بدء العمل على «الكشف عن الأضرار والتعويض على أصحاب الممتلكات الخاصة (...) وقد بدأت الهيئة العليا للإغاثة وبطلب من الرئيس (الوزراء) فؤاد السنيورة تتحرك في هذا الاتجاه». ولفت الى ضرورة «القيام بحملة وطنية لتشجير المناطق المحترقة وإعادة الأخضر، تشارك فيها جمعيات ومؤسسات غير حكومية والإدارات الرسمية الحكومية، وسأسعى ضمن الحكومة لتحقيق هذا الموضوع».وأضاف: «اللافت أن تحصل حرائق في الليل في وقت واحد وأماكن عدة من لبنان. لا شك ان الرياح القوية أثرت على الحريق. وأنا أعلم أنه في هذه الفترة من كل سنة يتم تشحيل وتفحيم، أي قطع أشجار للفحم، وربما تكون هناك أخطاء وإهمال من بعض الذين يعملون في هذا الاطار». وأضاف: «ينقصنا معدات متطورة وربما تكون هذه القضية أمثولة لنا كمسؤولين لتجهيز أنفسنا، لتكون لدينا إمكانات متطورة للمستقبل». وناشد رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين انطوان الحويك «الحكومة وفي اول جلسة لها اتخاذ القرار بشراء طائرة كانادير المتخصصة في اطفاء الحرائق»، منتقدا «الاهمال المستشري في توفير المستلزمات الضرورية لتلافي الكوارث الناتجة عن الحرائق التي أدت الى ابادة الاف الدونمات من الاحراج والاراضي». ودعا النائب علي عسيران الى «اعطاء وزارة الزراعة صلاحيات احتياطية واعادة النظر في الصلاحيات المسلوبة منها ودعمها لتضطلع بالدور المطلوب في حماية الغابات والاحراج، في اطار سياسة واعية وذات نظرة بعيدة المدى». واعتبر «ان الحرائق التي تعم غابات لبنان سنة بعد سنة والمقولات المتعددة عن جهات كثيرة حول طريقة اطفائها، نغمة قديمة جديدة نسمعها منذ عشرات السنين».

من جهته، سأل الوزير السابق وديع الخازن امس: «هل من الطبيعي أن تهب الحرائق دفعة واحدة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال مرورا بالجبل لتحصد كل ما يعترض سبيلها، لكأن كل ذلك (حصل) في «كبسة زر»؟