اتفاق في طريق تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي ينعش قمة الكوريتين

لقاء «صريح» جمع الزعيمين وروه أهدى كيم أشرطة «دي.في.دي»

TT

خيمت اجواء الارتياح على اولى جلسات التفاوض بين الكوريتين في قمة تاريخية تجمع بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل والرئيس الكوري الجنوبي روه مو ـ هيون امس في بيونغ يانغ، بعد الاعلان عن التوصل الى اتفاق اولي في المباحثات حول الملف النووي الكوري الشمالي في بكين، بعد انطلاقة فاترة للقمة الثانية بين الدولتين.

ففي بكين، أعلن عن اتفاق يقضي بقبول كوريا الشمالية جدولا زمنيا للمراحل المقبلة لنزع سلاحها النووي، فضلا عن تعهدها تفكيك منشآتها النووية في يونغبيون بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بإشراف الولايات المتحدة.

وتعهدت كوريا الشمالية كذلك بكشف «اللائحة الكاملة» لمنشآتها النووية.

والمنشآت النووية الثلاث في يونغبيون وبينها مفاعل تجريبي بقوة خمسة ميغاواط «سيتم تفكيكها بحلول 31 ديسمبر 2007»، على ما جاء في بيان مشترك نشرته الصين.

وأضاف البيان «بطلب من باقي الاطراف ستدير الولايات المتحدة عمليات التفكيك وستوفر الاموال الاولية لهذه العمليات»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وشاركت في المحادثات السداسية الكوريتان الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين. وانتهت المحادثات يوم الاحد لإعطاء الوفود مهلة للرجوع الى حكوماتها ومناقشة البيان المشترك.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية أن الاتفاق نشر في العاصمة الصينية بكين أمس، بعد ان وافقت عليه كل الاطراف.

وجاء هذا الاتفاق بعد نحو عام من إجراء كوريا الشمالية اول تجربة نووية لها وقد يخفف الضغط على رئيس كوريا الجنوبية حتى يسعى لانتزاع تنازلات متعلقة بنزع السلاح من نظيره الشمالي.

وفي نيويورك، قال نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي ان نزع السلاح في شبه الجزيرة الكورية، يتطلب وقف «السياسة العدائية» التي تعتمدها واشنطن حيال بيونغ يانغ وازالة التهديد النووي الكامل في المنطقة.

وقال شو سو ـ هون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ان بلوغ هذا الهدف يتطلب من واشنطن «وقف سياستها العدائية حيال كوريا الشمالية، وتطبيع العلاقات الثنائية معها». وأضاف «لن تحل اي مشكلة عبر اللجوء الى العقوبات والضغوط، كما اثبت ذلك التاريخ».

وفي بيونغ يانغ حيث عقدت اول جلسة محادثات استمرت نصف الساعة، وصف الرئيس الكوري الجنوبي روه مو ـ هيون المحادثات خلال القمة بأنها «صريحة وأدت الى نتائج جيدة».

وقال الناطق باسمه في تصريح تلفزيوني «نعتبر ان المحادثات كانت كافية وصريحة وادت الى نتائج جيدة»، مضيفا «الرئيس روه اعرب عن ارتياحه لنتائج القمة. وسنعلن النتائج عل شكل اعلان قبل صباح غد (اليوم)». ويفترض أن يلي هذه الجولة، جولة ثانية تجمع الرجلين بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وفي مؤشر على اجواء الانفراج المسيطرة، اقترح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل على نظيره الجنوبي تمديد اقامته ليوم واحد، لكن الأخير رفض الطلب وأصر على انهاء الأعمال، كما كان مقررا لها اساسا أي صباح اليوم، على ان يصدر اعلان ختامي مشترك بهذه المناسبة.

وقد اهدى الرئيس روه الى «الزعيم الغالي» المعروف بشغفه بالسينما حوالي 150 اسطوانة «دي.في.دي» ولا سيما فيلم «جوينت سكيورتي اريا» وهو فيلم تشويق كوري جنوبي ناجح، حول ازمة دبلوماسية بين البلدين.

وتريد الكوريتان تطوير المبادلات والتعاون في المجال الاقتصادي لتعزيز الازدهار والمصالحة، على ما قال الرئيس روه. وتريد كوريا الشمالية خصوصا ان تسرع سيول تطوير مجمع صناعي في مدينة كايسونغ الواقعة عند الحدود بين البلدين، والذي تموله كوريا الجنوبية وقال الرئيس الكوري الجنوبي ان «كوريا الجنوبية تعتبر مشروع كايسونغ الصناعي مشروعا ناجحا، لكن كوريا الشمالية ليست راضية عن السرعة التي يبنى بها المجمع الذي تعرقله العقبات التي يطرحها الملف النووي».

ومساء يفترض ان يشارك الرئيس الكوري الجنوبي بحضور كيم جونغ ايل ربما، في مهرجان اريرانغ. وقد تعالت اصوات تطالب روه بعدم حضور هذا العرض الملحمي الذي يتضمن رقصات تمجد النظام الشيوعي ومؤسسه كيم ايل سونغ الذي امر باجتياح الجنوب في 1950.

وافادت مصادر رسمية ان الرجلين قد يصدران في وقت متأخر «اعلان سلام» لكن من غير المرجح الكشف عن اتفاقية سلام رسمية، لأنها تتطلب موافقة الولايات المتحدة الموقعة على اتفاق الهدنة العام 1953.

وفي صلب المحادثات المساعدة التي تقدم الى نظام بيونغ يانغ الذي يواجه صعوبات منتظمة في توفير كميات كافية من الاغذية الى سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليونا.

وفضلا عن مجمع ايسونغ تمول كوريا الجنوبية مشروعا مشتركا آخر في الشمال هو مركز جبل كومبانغ السياحي. وقد در المشروعان منذ عام 1998 حوالي مليار دولار للشمال.

وقد جرى اللقاء بين رئيس كوريا الجنوبية روه مون ـ هيون والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ـ ايل في المقر الذي ينزل فيه روه في بيونغ يانغ.

ولم يعلن عن جدول اعمال لهذه القمة، لكن سيول اوضحت ان السلام والتنمية سيكونان الموضوعين الاساسيين للاجتماع، الا ان الموضوع النووي لن يغيب عنها ايضا.