عباس وأولمرت يتفقان على إعلان «مصالح» عام بدلا من «إعلان مبادئ»

المواقف متباعدة.. و«هآرتس» تقول إن واشنطن تدرس تأجيل المؤتمر

TT

ذكرت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة أن كلاً من عباس واولمرت اتفقا على صياغة وثيقة «فضفاضة» تتضمن مبادئ عامة لحل الصراع، لتجنب انهيار اللقاء الدولي في انابوليس بالقرب من واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وعلمت «الشرق الأوسط» أن كلاً من ابو مازن وأولمرت اتفقا على «خفض سقف التوقعات من اللقاء حتى لا ينتهي الى فشل ذريع في ظل وجود بون شاسع في المواقف بين الجانبين. وفي ختام لقائهما توجه كل من ابو مازن واولمرت الى طاقمي التفاوض الإسرائيلي والفلسطيني وكلفوهما بإعداد وثيقة «فضفاضة» لبدء الاجتماعات من الاسبوع المقبل، للعمل على مناقشة وصياغة الافكار لوثيقة الاتفاق.

وذكرت المصادر أنه في بداية اللقاء، فاجأ اولمرت عباس عندما عرض عليه التوصل لـ«إعلان مصالح» عام بدلاً من «إعلان مبادئ»، كما كان يطالب ابو مازن. وفاجأ أولمرت ابو مازن مرة اخرى عندما أصر على أن تتطرق أيُّ وثيقة يتم التوصل اليها الطرفان الى رسالة الضمانات التي بعث بها في الرابع من يونيو (حزيران) من عام 2004 الرئيس الأميركي جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون والتي تعهدت فيها الادارة الاميركية بتأييد موقف إسرائيل القاضي بعدم الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة للأراضي التي شردوا منها، وتبني الموقف الإسرائيلي الرافض للانسحاب إلى حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 67، وتأييد الموقف الإسرائيلي القاضي بضم التجمعات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية لإسرائيل. وأصر أولمرت على أن تتطرق الوثيقة إلى خطة خارطة الطريق، وتحديداً التشديد على المرحلة الاولى من الخطة التي تؤكد أنه يتوجب على السلطة الفلسطينية محاربة «الارهاب» وتجريد حركات المقاومة الفلسطينية من السلاح ووقف كل اشكال «التحريض» ضد اسرائيل، الى جانب اصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية. من ناحيته، طالب الوفد الفلسطيني بعدم الربط بين الوثيقة المزمع التوصل اليها وكل من رسالة الضمانات وخطة خريطة الطريق. واشار مصدر إسرائيلي الى أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قررت زيارة كل من السلطة الفلسطينية واسرائيل بعد اسبوعين في مسعى لتقريب وجهات النظريين بين الجانبين، بعد أن تأكدت أن هناك بونا شاسعا في المواقف من قضايا الحل الدائم بين الجانبين.

من ناحيتها، قالت صحيفة «هآرتس» إن الادارة الاميركية ابلغت إسرائيل أنها قررت تأجيل اللقاء الدولي في انابوليس من مطلع نوفمبر الى نهايته من أجل تمكين الطرفين من محاولة تقريب وجهات النظر بينهما، ومن اجل منح طاقمي التفاوض وقتاً اطول لإنجاز مهمة صياغة الوثيقة المشتركة التي ستصدر عن اللقاء. وعلم أن الوفد التفاوضي الفلسطيني المكلف التفاوض مع إسرائيل للتوصل لوثيقة مشتركة سيرأسه رئيس الوزراء الاسبق احمد قريع وبعضوية كل من ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وصائب عريقات مدير دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، وجبريل الرجوب مستشار الأمن القومي الفلسطيني الاسبق، في حين سيرأس الوفد الاسرائيلي يورام طوربوفيتش رئيس ديوان اولمرت وعضوية نائب رئيس الوزراء حاييم رامون ورئيس هيئة الاركان الأسبق اسحاك ليبكين شاحاك ومدير عام وزارة الخارجية اهارون اهارونفيتش. إلى ذلك، كشفت صحيفة «معاريف» النقاب عن أن خلافات كبيرة نشبت داخل الحكومة الإسرائيلية حول اللقاء في انابوليس. واشارت الصحيفة إلى أنه خلال لقاء جمع اول من أمس كلاً من اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني ووزير دفاعه ايهود باراك، نشب خلاف بين ليفني وباراك. ففي الوقت الذي طالبت فيه ليفني اولمرت باستيضاح موقف الفلسطينيين بشأن قضايا الحل الدائم، أصر باراك على أنه يتوجب عدم ايلاء اللقاء الدولي أهمية خاصة لأنه «لا يوجد في الطرف الفلسطيني من يمكن التفاوض معه»، في إشارة إلى ضعف ابو مازن.