الجيش الأميركي: «القاعدة» تعود إلى الظهور في مخابئ باكستانية

واشنطن تؤيد إجراء محادثات مع عناصر طالبان

TT

أكد الجيش الأميركي أمس، انه يتوقع ان تواصل «القاعدة»، «إعادة ظهورها» في مخابئ في مناطق القبائل الباكستانية التي تشن منها هجمات في افغانستان. وصرح مسؤول في الجيش الاميركي ان تلك المخابئ اصبحت متوفرة لعناصر «القاعدة» وطالبان بعد ان وقعت اسلام اباد على اتفاق سلام مع مسلحين في محاولة يائسة لاخماد العنف في المناطق التي تديرها الحكومة الفيدرالية في سبتمبر (ايلول) 2006.

واعلن المسلحون الغاء الاتفاق في يوليو (تموز) من هذا العام، بعد ان داهمت قوات الأمن الباكستانية المسجد الاحمر في اسلام اباد الذي كان يضم متمردين، مما اسفر عن مقتل العشرات منهم. وصرح الميجور تيم ويليامز المسؤول عن التخطيط الاستخباراتي للعمليات المستقبلية في الجيش الاميركي «لا تزال هذه منطقة دعم وحماية للتمرد بسبب اتفاقيات السلام هذه». وأكد أنه من المرجح أن يحافظ المتمردون الإسلاميون على وجودهم في تلك المناطق، رغم جهود الجيش الباكستانية القضاء عليهم. وقال ويليامز «في هذه المناطق القبلية الخاضعة فيدراليا، نتوقع أن تواصل «القاعدة» ظهورها من هذه المخابئ». واضاف ان هذه المخابئ ربما تضم زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا محمد عمر. وفر معظم قادة طالبان الى منطقة القبائل التي تسكنها غالبية من الباشتون في اعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان في 2001 والذي اطاح نظام طالبان. وردا على سؤال حول ما اذا وجود «القاعدة» قد ازداد في افغانستان، قال وليامز ان عناصر «القاعدة» لا يعبرون في العادة الحدود للدخول الى افغانستان لشن اية عمليات، الا انهم يوفرون الموارد الضرورية والتدريب لذلك. وتصاعد تمرد طالبان خاصة خلال العامين الماضيين، حيث تزايدت التفجيرات الانتحارية. الى ذلك قال مسؤول اميركي رفيع المستوى، ان الولايات المتحدة تؤيد عرض كابل اجراء محادثات سلام مع طالبان، الا انها تعتقد ان التفاوض مع المتطرفين المتشددين في افغانستان لن تثمر عن نتائج. وقال كيرت فولكر نائب رئيس مكتب الشؤون الأوروبية والآسيوية في وزارة الخارجية الاميركية، ان واشنطن ترحب بجهود الرئيس الافغاني حميد كرزاي للتفاوض مع الجماعات الافغانية المتشددة، شرط ان تنبذ العنف. وصرح فولكر للصحافيين خلال زيارة الى برلين «يجب السماح للمقاتلين السابقين، الذين يودون العودة إلى المجتمع القيام بذلك».

وأضاف «اعتقد أن رغبة الحكومة الأفغانية والرئيس كرزاي الاتصال والعمل مع من يبذون العنف، ويرغبون في دعم الحكومة المركزية، ويدعمون حقوق الانسان ويبنون السلام والأمن والتنمية في البلاد، هي رغبة في المصالحة ونحن نؤيد ذلك». إلا انه حذر من التفاوض مع من يتبنون العنف وقال «لا يمكن التفاوض مع من يهدفون الى تدمير البلاد». وكان كرزاي قدم السبت عرضا مباشرا لإجراء محادثات مع زعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم الحرب المتشدد قلب الدين حكمتيار المدرجين على قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة. ورفض الزعيمان أجراء المحادثات، إلا بعد خروج القوات الأجنبية المقدرة بنحو 50 الف عسكري من البلاد.