قيادي أصولي يحذر من تسميم بن لادن .. والطاجيكي يتحدث عن اختراق لمعسكر الفاروق

مراسلات «القاعدة» السرية في مواقع الجيش الأميركي

TT

بثت مواقع مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق ومراسلات باللغة العربية بين قادة تنظيم «القاعدة»، عثر عليها الجيش الأميركي في إطار الحرب على الإرهاب، بينها رسائل كتبها قادة «القاعدة» موجهة الى «ابي عبد الله» أسامة بن لادن، اضافة الى اخرى من قيادي اسمه عطية الله موجهة الى الزرقاوي واخرى بالعربية من مسؤول امني موجهة الى (ابو عبد الله) اسامة ابن لادن، تتحدث عن مخاطر الاكل الجماعي بين بن لادن واركان قيادته كل جمعة بعد الصلاة، وقالت الملاحظة الامنية انه لا توجد أي رقابة على مطبخ بن لادن، الذي يطهو فيه الشباب العرب في المضافات، وهو باب مفتوح للاستخبارات الاميركية، واشار كاتب التقرير الى انه اثناء توزيع الطعام الجماعي تتم الاشارة الى الصحن الذي سيأكل منه بن لادن، وهي نقطة سلبية قد يستفيد العدو منها لوضع السموم لكم، وقال اتوقع ان تكون السموم هي السلاح المستخدم في المرحلة المقبلة». وهناك تقرير آخر مرفوع من حسان الطاجيكي الى المسؤول العسكري لـ«القاعدة»، وفيه اشار الى التهكم على المسؤول العسكري، الذي يعتقد انه محمد عاطف ابو حفص المصري، الذي قتل في عمليات قندهار نهاية عام 2001. ويقول الطاجيكي: «الى المسؤول المشغول جدا جدا جدا الذي لم يستطع لانشغاله ان يكتب لنا رسالة على الاقل يقول فيها: «لقد وصلت رسائلكم بل مجلداتكم، ولاني مشغول جدا فاني لا استطيع ان اكتب اليكم الان والسلام». ويضيف الطاجيكي في التقرير المرسل من افغانستان الى سيف العدل حيث كان يقيم في «سودانستان»، كما سمى السودان: «لست ادري الى أي حد انتم مشغلون، خصوصا بعدما سمعنا عن تطورات امنية هناك من هجوم على مسجد اهل السنة ومنزل ابي عبد الله». ويتحدث التقرير السري باسهاب عن «مخ العمل» وهي البرامج العسكرية في معسكر الفاروق التابع لاسامة بن لادن مع عناصر الطاجيك». ويكشف حسان الطاجيكي في رسالته عن نقطة غاية في الاهمية وهي تدرب اكثر من 6 آلاف اسلامي في معسكر الفاروق بافغانستان، نسبة لا بأس منهم من عناصر مخابرات الدول العربية والاسلامية، الذين حاولوا اختراق تنظيم القاعدة ابان وجوده في افغانستان بحسب قيادي اصولي مقيم في بريطانيا». ويقول الطاجيكي: «أشهد الله اننا أحسنا اليهم كل الاحسان ودربناهم بما نستطيع في ذلك المعسكر واطعمناهم وكسوناهم، وكل ذلك وهم مخابرات». وكشف ان الفاروق في احدى المراحل كان تحت اشراف ابو الوليد المصري القيادي الاصولي الذي يعتقد انه محتجز حاليا في ايران لدى الحرس الثوري، (صاحب كتاب «ثرثرة تحت سقف العالم»، الذي نشرت «الشرق الاوسط» مقتطفات منه قبل عام). وتحدث الطاجيكي عن الاستخبارات العربية والغربية التي كانت ترسل عناصرها الى بيشاور لجمع المعلومات الاولية عن المجاهدين العرب، وقال: «كان هناك من كل بستان زهرة بل زهور كثيرة جاءت الى بيشاور، ولا شك ان اغلب الدول كانت ترسل سياحا الى بيشاور». واعتبر الطاجيكي ببيشاور الخط الخلفي للفاروق، وتحدث عن بعض المشاكل الروتينية، منها لقاؤه ابو خباب (خبير متفجرات القاعدة مدحت مرسي السيد عمر، الذي قتل في غارة اميركية أثناء حفل عرسه على زوجة أحد مجاهدي طالبان عام 2006)، وقال انه جاء الى معسكر الفاروق لاعطاء دورة في التصنيع، ولكني لم اكن اعلم شيئا عنها، ثم جاء ابو بكر عقيدة ليعطي هو الآخر دورة لم اعلم عنها شيئا». وتكشف الرسالة عن نوع من الضيق في نفوس الطاجيك ضد القيادات العربية في افغانستان». وتتحدث الرسالة عن كثير من المشاكل الادارية والعسكرية بين العرب والطاجيك والاوزبك، ويطالب بايجاد حل لجميع المشاكل المتعلقة بمعسكر الفاروق قبل ان تستفحل الامور. وفي الختام يرسل كاتب التقرير سلاماته الى ابو عبد الله (بن لادن) وابو عبيدة ابي حفص وعبد الخالق وسيف العدل. وضمن مراسلات «القاعدة» التي بثها الجيش الاميركي على موقعه ايضا رسالة من عطية الله قيادي «القاعدة» الذي تلقى العلم الشرعي في موريتانيا قبل ان ينتقل الى افغانستان الى الزرقاوي قائد «القاعدة في بلاد الرافدين» قبل مقتله. وقد اهتم البنتاغون بهذه الرسالة وترجمها الى الانجليزية لانها كشفت الكثير من الحقائق عن تنظيم بن لادن. والرسالة هي من باب النصيحة الشرعية وتعكس في الوقت ذاته مدى الاحباط الذي كان تستشعره قيادات بن لادن من طريقة ادارة الزرقاوي لتنظيم «القاعدة في العراق». والرسالة تحذر الزرقاوي قبل مقتله بـ 6 اشهر من أنه يغامر بإزاحته من موقعه كزعيم لـ«القاعدة» في العراق إذا ما واصل عزل الزعماء الدينيين والعشائريين السنة وإثارة عدائهم وعداء جماعات المتمردين المنافسة.

وكشف عطية الله انه يكتب رسالته من مقرات «القاعدة» في إقليم وزيرستان الحدودي بباكستان، كان عضوا في قيادة أسامة بن لادن العليا، وقد وقع الرسالة باسم «عطية». وقال مركز مكافحة الإرهاب التابع للجيش في ويست بوينت، الذي نشر الترجمة الإنجليزية للرسالة العربية التي أعلنت في العراق، والتي ضمت 15 صفحة الأسبوع الماضي، إن هويته الحقيقية «مجهولة».

غير أن مسؤولي مكافحة الإرهاب قالوا إنهم يعتقدون انه عطية عبد الرحمن، الليبي البالغ من العمر 37 عاما، والذي انضم إلى بن لادن في أفغانستان خلال سنوات الثمانينات عندما كان مراهقا. ومنذئذ حقق مكانة مهمة في «القاعدة» كخبير متفجرات ورجل دين. وبعد أن أصبح قريبا للزرقاوي في مدينة هيرات غرب أفغانستان أواخر التسعينات، أصبح محاور «القاعدة» الرئيسي مع الزرقاوي.

وكانت رسالة سابقة كتبها أيمن الظواهري في يوليو (تموز) 2005 قد تضمنت بعضا من النقاط ذاتها. ولكن يبدو أنها لم تكن ذات تأثير كبير. وتبدأ رسالة عطية بالتحية الحارة للزرقاوي «كمقدمة» ذلك أن بقية الرسالة ستكون، حسبما ورد فيها «بشكل رئيسي حول الجوانب السلبية والتحذير من الأمور الخطرة والمدمرة». أمره عطية ألا «يتخذ أي قرار حول قضية برمتها» بدون أن يستشير بن لادن والظواهري و«أخوة» آخرين.