«الوافدون» العرب أتوا إلى كركوك بحوافز.. ويغادرونها بتعويضات

مسؤول: ألف أسرة جنوبية سجلت أسماءها للحصول على التعويض

TT

كركوك ـ رويترز: انتقل أبو محمد، 60 عاما، الى مدينة كركوك قبل 28 عاما بعدما أغرته حوافز تقدمها حكومة الرئيس السابق صدام حسين. لكن الحال تغير في كركوك التي تبعد 250 كيلومترا شمال بغداد وتضم مزيجا من الأكراد والعرب والآشوريين والتركمان مما يجعلها شرارة لأعمال عنف يحتمل ان تنطلق في العراق في المستقبل.

وقرر أبو محمد، وهو عربي، قبول تعويض قدره 20 مليون دينار عراقي (16 ألف دولار أميركي) للانتقال طواعية هو وأسرته المؤلفة من عشرة أفراد الى السماوة بجنوب العراق في اطار خطة «تطبيع» منصوص عليها في الدستور العراقي. وقال «وجدت أن من الأفضل لي وعائلتي العودة للمحافظة التي نشأت فيها.. سواء رضينا أم أبينا سيغادر المهاجرون العرب عاجلا أم آجلا». وخطة «التطبيع» محاولة لاستعادة كركوك تركيبتها السكانية السابقة على خطة التعريب التي نفذها صدام في السبعينات والثمانينات حين طرد الأكراد والتركمان. والخطة عنصر مهم في التحضير لاستفتاء من المقرر أن يجري في نهاية العام بشأن وضع المدينة المتعددة الأعراق والتي يريد الأكراد أن تصبح جزءا من منطقتهم التي تتمتع بالحكم الذاتي.

ويخشى بعض العرب والتركمان الذين لا يرغبون في الرحيل أن يجبروا على مغادرتها في حالة إجراء الاستفتاء ويريدون تأجيله او التخلي عنه. ويخشى محللون من أعمال عنف إذا جرى الاستفتاء ضد رغبات الطوائف غير الكردية. وتتباين كثيرا تقديرات أعداد المهاجرين العرب في كركوك ويقول إحسان كلي القائم بأعمال رئيس بلدية كركوك ان هناك 70 ألف أسرة عربية أو حوالي 230 ألفا من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 750 ألف نسمة. وتقدر وزيرة البيئة، نرمين عثمان، وهي كردية ان الرقم أعلى كثيرا ويقترب من 135 ألف أسرة وقالت إن 9450 أسرة عربية بدأت اجراءات الانتقال.

وقال محمد خليل الجبوري عضو اللجنة المسؤولة عن ضمان تعويض من يرحلون أن عددا كبيرا من الأسر التي حصلت على التعويضات انتقلت بالفعل من المدينة. وأضاف «عدد الأسر التي سجلت اسماءها للحصول على تعويضات بلغ نحو ألف أسرة حاليا والأغلبية جاءت من جنوب العراق». وتابع «معظم هذه الاسر غادرت كركوك على اي حال والبعض عاد لتسجيل اسمه بعد ان علم بالتعويض». وقالت أم زينب، 50 عاما، ولديها سبعة ابناء، انها ضاقت ذرعا بالانحياز ضد الوافدين العرب أمثالها. وتابعت وهي تقف أمام مكتب المجلس الاقليمي لاستكمال الإجراءات الورقية «لم يعد يسمح لي بالعمل في كركوك. لهذا السبب أريد العودة الى العمارة»، في اشارة الى مدينة شيعية جنوبية فقيرة. وأضافت «أقمت هنا لما يزيد على 25 عاما ولكن مهما كان طول المدة فإننا سنشعر دائما أننا غرباء».