المعارضة اللبنانية تبحث «خيارات» عدم التوافق وتعلن التمسك بالاعتصام لغاية التوصل الى اتفاق

الأكثرية البرلمانية تطالب بتفاهم يتخطى اسم رئيس الجمهورية

TT

فيما كان رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري يبدأ زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة والتي سيتوجها اليوم بلقاء مع الرئيس جورج بوش، كانت المعارضة اللبنانية تبحث في بيروت «الخيارات المحتملة» اذا لم يحصل التوافق في موضوع الاستحقاق الرئاسي.

وقد اجتمع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون في منزله في الرابية بوفد من «لقاء الاحزاب الوطنية والقوى اللبنانية» للبحث في الاستحقاق الرئاسي «والخيارات المحتملة». وتحدث عقب الاجتماع نائب رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» محمود قماطي باسم الوفد، فقال: «أكدنا على ضرورة التوافق وإعطاء مبادرة الرئيس نبيه بري كل الدعم للتوصل الى مرشح توافقي ينقذ البلاد من الأزمة. ودرسنا الآليات المحتملة لكل من الخيارين، سواء خيار التوافق أو عدمه، وإن كنا منحنا مبادرة الرئيس بري كل التأييد». وأضاف، ردا على سؤال، ان «خيار عدم التوافق يضع البلاد أمام حالة من الفوضى». وسئل عن الخطوات التي ستتخذها المعارضة لمواجهة هذا الخيار، فأجاب: «نركز على التوافق. ولسنا في صدد تغليب عدم التوافق على التوافق. وسنترك إعلان هذه الخطوات الى حينه». ونفى المعلومات عن إمكانية رفع المعارضة اعتصامها في وسط بيروت، قائلا: «ليس هناك ما يدعو الى إنهاء الاعتصام في وسط بيروت لأن التوافق لم يعلن بعد لإزالة الخيم. وإذا توصلنا فعلا الى توافق جدي، تصبح كل الأمور قيد الحل».

وقالت كتلة نواب «حزب الله» في بيان اصدرته في ختام اجتماعها الاسبوعي امس: «ان الايجابية التي تبديها المعارضة ازاء المسعى التوافقي حول الرئيس المقبل لا تسقط على الاطلاق وجوب الالتزام بالنص الدستوري الواضح لجهة لزوم توافر نصاب الثلثين لجلسة انتخاب الرئيس». واعتبرت «ان تلويح بعض فرقاء السلطة بسلاح النصف زائد واحدا هو تلويح بسلاح يفضي الى تخريب المؤسسات وتعميق الخلاف بين اللبنانيين وفتح البلد امام المجهول وتحويله الى ساحة مفتوحة امام صراعات القوى المختلفة التي لا يعرف احد تداعياتها وخطورتها على الجميع». ودعت الجميع الى «ان يدركوا ان انتخاب رئيس جمهورية بنصاب النصف زائدا واحدا هو تعطيل لموقع الرئاسة وليس ملأ للفراغ الذي يحكى عنه. وبالتالي هو تعميق للازمة وتوسيع لها، وليس انجازا لفريق كما يظن بعض الواهمين». واعتبرت «ان الفرصة الجدية المتاحة الان تستوجب من فريق السلطة وقفة عاقلة ومسؤولة تخفف من غلواء المواقف والتصريحات المتوترة التي تستحضر التدخل الخارجي مما يربك الساعين الى انجاز التوافق، ويعيق مساعيهم المبذولة».

هذا، وبقي رئيس مجلس النواب نبيه بري «محطة» اساسية للمهتمين بموضوع الانتخابات الرئاسية. وقد التقى امس السفير الروسي في بيروت سيرغي بوكين الذي اكد «متانة الاقتناع الروسي بأنه لا يمكن أن يكون في لبنان إلا رئيس صنع في لبنان». وقال: «نحن نعتبر انه في سياق الاستحقاق الرئاسي لا بد من إيجاد توافق سياسي واسع يجمع عليه اللبنانيون. ونحن نعتقد انه فقط من خلال ايجاد هذا التوافق السياسي بين جميع الأفرقاء اللبنانيين يمكن بلورة صيغة سياسية وصيغة للاستحقاق الرئاسي مقبولة من جميع الاطراف اللبنانيين. ومن خلال تلك الخطوات فقط يمكن ان ينتخب لبنان رئيسا مقبولا من جميع اللبنانيين. ونعتقد انه لا بد أن يجمع جميع اللبنانيين على رئيس» مشدداً على ضرورة «عدم السماح بأي تدخل خارجي أياً تكن الجهة الخارجية، دولية او اقليمية».

واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب عبد المجيد صالح «ان الموقف الاميركي حيال الملف الرئاسي اللبناني ملتبس ولا يدعو الى الاطمئنان».

ورأى رئيس «حركة التجدد الديمقراطي» النائب السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية نسيب لحود انه «بعدما زال الاحتلال الاسرائيلي ورفعت الهيمنة السورية عن لبنان، هذه فرصة للبنانيين بقواهم السياسية ان ينتخبوا رئيسا بإرادتهم الذاتية الوطنية وبحسب اقتناعاتهم» متمنياً على «الزملاء النواب الكرام ان يختاروا على هذا الاساس قبل انتهاء المهلة الدستورية». وسئل عن الاتصالات الجارية بشأن التوافق حول الاستحقاق الرئاسي، فأجاب: «هي قيد البحث. هناك مباحثات جرت على مستوى كبير من الجدية بين النائب سعد الحريري والرئيس بري. هذه المحادثات ما زالت قيد البحث. واتمنى ان تصل الى اتفاق، ليس فقط على اسم الرئيس الجديد، ولكن على توافق حول القضايا الكبرى التي يمكن ان تكون خلافية بين اللبنانيين. «.وشدد النائب مصباح الاحدب قوى (14 آذار) على ضرورة «الوفاق في الاستحقاق الرئاسي». لكنه رأى «ان التسوية لا تعني ان الرئيس يجب ان يكون من خارج قوى الرابع عشر من آذار». واعتبر «ان خيار النصف زائدا واحدا دستوري. وان التوافق هو ما نتمناه. ونتمنى ان نصل الى امكان التوافق. ولكن التوافق يجب ان يكون واضحا. وهو ليس الموافقة على ما هو مطروح من قبل فريق محدد. وهذا الطرح قائم على اساس ان هذا الفريق يمتلك القوة على الارض وتهديداته تأتي بطريقة مباشرة او غير مباشرة بشكل يمكن من القول: اذا لم تمشوا بالوفاق الذي نفرضه يعني ان البلد سيواجه الخراب».

وحول اصرار رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع على رئيس من «14 آذار»، قال الاحدب ان «التسوية لا تعني ان الرئيس يجب ان يأتي من خارج 14 آذار. فالتسوية يجب ان تقوم على مواصفات الرئيس وماذا سيقوم به بعد انتخابه».