القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا شرعت في عملها انطلاقا من ألمانيا بانتظار اختيار مقر

حظوظ موريتانيا تتعزز لتحتضن «أفريكوم».. والحديث عن المغرب لم يخب

TT

قالت مصادر بوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إن مقر القيادة العسكرية الأميركية للقارة الافريقية (افريكوم) لم يتقرر بعد، وستبقى هذه القيادة الجديدة مؤقتاً في المانيا لمدة اقصاها سنة، حيث ستعمل كقيادة مستقلة على غرار القيادة الوسطى، على ان تنتقل الى القارة الافريقية قبل 30 سبتمبر (ايلول) من العام المقبل.

وكان قد تردد في وقت سابق ان القيادة الاميركية الجديدة ستعمل انطلاقاً من ثلاثة مراكز في شرق القارة الافريقية، (جيبوتي) وغرب وجنوب القارة، لكن لم يتأكد بعد ما إذا كان هذا هو الخيار النهائي، أم ان واشنطن ستختار بلداً واحداً ليكون مقراً دائماً للقيادة الاميركية في القارة الافريقية.

ومن بين الدول التي تم التداول بشأنها اخيراً كمقر لهذه القوات، موريتانيا، نظراً لانها تقع على الساحل المقابل للسواحل الاميركية وهي ترتبط بعلاقات طيبة مع واشنطن وأدت التحولات الديمقراطية فيها الى تحسين صورتها في الولايات المتحدة. كما ان الحديث عن المغرب كمقر لهذه القيادة لم يخب، بيد ان الرباط نفت ان تكون واشنطن بحثت معها هذا الامر عندما زار وفد من البنتاغون العاصمة المغربية في وقت سابق.

وقال متحدث باسم البنتاغون إن القيادة الاميركية في أفريقيا شرعت منذ الاثنين الماضي في عملياتها، انطلاقاً من مقرها المؤقت في شتوتغارت في المانيا، من دون ان يوضح طبيعة هذه العمليات. وكانت وزارة الدفاع قد قالت من قبل، إن هذه القيادة ستعمل مع الافارقة على محاربة الارهاب والمساهمة في برامج التدريب المشتركة وتقديم بعض الخدمات للسكان المدنيين، خاصة اثناء الكوارث الطبيعية. وقال الجنرال ويليام وارد قائد القيادة الجديدة: «وصلت قواتنا الى طاقتها القصوى بحيث ستنطلق في عملياتها، وشرعنا بالفعل في العمل كقيادة اقليمية جديدة للبنتاغون».

وكان الكونغرس قد اقر تعيين وارد في موقعه الجديد خلال الاسبوع الماضي بعد جلسة استماع في مجلس الشيوخ. وسيشرف الجنرال وارد على العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة و53 دولة أفريقية، كانت موزعة في وقت سابق بين القيادة الاوروبية وقيادة المحيط الباسيفيكي والقيادة الوسطى. وتعمل في القيادة الجديدة هيئة اركان تتكون من 120 ضابطاً سيشكلون القيادات الميدانية للقيادة الجديدة. ولن يقتصر الأمر في (افريكوم) على العسكريين، بل هناك موظفون من الخارجية الاميركية والوكالة الاميركية الدولية للتنمية ووزارتي التجارة والخزانة. وتتباين مواقف الدول الأفريقية من احتضان مقر القيادة، حيث تبدي بعض الدول حماساً ملحوظاً لذلك، لأن اختيارها كدولة مقر سيجلب معه مداخيل كبيرة ومشاريع تنموية تنفذها القيادة الجديدة من أجل الحصول على مستلزماتها، في حين أن بعض الدول خاصة في شمال افريقيا تخشى، في حال استضافة القيادة الاميركية، الى ردود فعل من جهات مناوئة للسياسة الاميركية. واكد مصدر في البنتاغون أن الهدف الاساسي لقيادة افريكوم هو «تحقيق الأمن والسلام للقارة الافريقية». وقال الجنرال ويليام وارد اثناء ادلائه بشهادته امام الكونغرس: «اعتقد ان تأسيس افريكوم يعتبر بمثابة فرصة رائعة لتحقيق اهداف الولايات المتحدة بكيفية تساعد على تطوير افريقيا وايجاد حلول للمشاكل الافريقية».