مبعوث الأمم المتحدة يطلع كي مون على نتائج مهمته ويعود قريبا إلى بورما

مجلس الأمن ينتظر تقريره قبل اتخاذ قرار في الأزمة

TT

يفترض ان يقدم مبعوث الامم المتحدة الى بورما ابراهيم غمبري بعد عودته الى نيويورك نتائج الوساطة التي قام بها الى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون رغم ان هذه المهمة التي أتاحت له لقاء زعيمة المعارضة ورئيس النظام العسكري الحاكم لم تسفر عن وقف اعمال القمع في رانغون حيث تتواصل حملة الاعتقالات.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية ميشال مونتاس ان غمبري سيعرض نتائج هذه المهمة على مجلس الامن الدولي «الجمعة (غدا) على الارجح». وذكرت مساعدة رئيس البعثة البريطانية في مجلس الامم المتحدة كارن بيرس للصحافيين ان موقف مجلس الامن الدولي مرتبط بتقرير غمبري. وأضافت ان «الجميع يريدون الاستماع لما سيقوله ابراهيم غمبري»، قبل اتخاذ أي موقف موضحة ان المجلس «لم يطرح امكانية اصدار قرار بعد» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان غمبري وصل مساء اول من امس الى سنغافورة قادما من بورما حيث قام بزيارة استمرت اربعة ايام التقى خلالها زعيم المجموعة العسكرية الحاكمة ثان شوي والمعارضة اونغ سان سو تشي. وفي بروكسل، اتفق اعضاء الاتحاد الاوروبي ال 27 امس على مبدأ تشديد العقوبات على بورما، وفق ما افادت الرئاسة البرتغالية للاتحاد الاوروبي.

واتخذ هذا القرار المبدئي خلال اجتماع لسفراء الدول الاعضاء في بروكسل. ويجب ان يتم التصديق عليها من قبل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اثناء اجتماعهم في 15 الشهر الجاري في لوكسمبورغ. ولم توضح الرئاسة طبيعة العقوبات الاضافية المزمع اتخاذها. كذلك، دان مجلس النواب الاميركي بالاجماع تقريبا «القمع العنيف» للرهبان البوذيين المتظاهرين «المسالمين الاخرين» في بورما.

وقد طلب المجلس ايضا مدعوما بتأييد 413 صوتا ومعارضة اثنين، الافراج «الفوري وغير المشروط» عن زعمية المعارضة اونغ سان سو تشي.

وفي رانغون، وبعد ساعات من رحيل المبعوث الاممي، قام المجلس العسكري الحاكم باعتقال مزيد من المواطنين امس. وقال شهود لوكالة رويترز ان ثماني شاحنات محملة بالمحتجزين انطلقت من قلب رانغون كبرى مدن بورما التي شهدت الاسبوع الماضي احتجاجات قادها رهبان ضد عقود من الحكم العسكري لبلادهم وتفاقم المحنة الاقتصادية للمواطنين. في أحد المنازل القريبة من معبد شويداغون المقدس لدى البوذيين والذي انطلقت منه الاحتجاجات لم يبق سوى طفلة عمرها 13 عاما قالت ان والديها اعتقلا.

وتواصلت الحملة القمعية رغم ما لاح من امل التقدم في مهمة مبعوث الامم المتحدة الخاص لإقناع ثان شوي رئيس المجلس العسكري الحاكم بتخفيف قبضته الحديدية على البلاد وفتح باب الحوار مع زعيمة المعارضة التي التقاها غمبري مرتين خلال زيارته. وقالت سنغافورة التي ترأس حاليا رابطة دول جنوب شرقي اسيا (اسيان) التي تضم بورما انها تعتبر «تعاون حكومة بورما مع غمبري والسماح له بلقاء سو تشي امرا مشجعا». ووصل غمبري الى سنغافورة امس في طريقه الى نيويورك لكن من غير المرجح ان يدلي بأي تصريحات علنية قبل لقائه بان كي مون.

وقالت مصادر الامم المتحدة ان من المتوقع ان يعود غمبري الى بورما في اوائل نوفمبر بطلب من الحكومة. وعندما غادر ميانمار لم ترد أنباء عما اذا كان الاجتماع الوحيد الذي عقده مع رئيس المجلس العسكري الحاكم قد أقنعه بالتخفيف من القبضة الحديدية أو بدء المحادثات مع زعيمة المعارضة. وقالت مصادر بالامم المتحدة دون ان تكشف عن تفاصيل ان غمبري نقل رسالة من زعيمة المعارضة الى الحكومة العسكرية.

من جانب اخر قال أحد الرهبان الذي أفرج عنه اليوم امس وأقارب رهبان اخرين ان المجلس الحاكم في بورما أفرج عن 80 راهبا و148 امرأة يعتقد انهن راهبات اعتقلوا في احتجاجات الاسبوع الماضي.

وقال أحد أقارب ثلاث نساء أفرج عنهن ان السلطات الحاكمة قسمت المحتجزين الذين حققت معهم الى ثلاث مجموعات الاولى لمن تابع الحشود والثانية لمن صفق لها والثالثة لمن شارك فيها.

وقال الراهب انه و79 راهبا اعيدوا الى ديارهم في رانغون بعد منتصف الليل بقليل. وقال ان باقي الرهبان المحتجزين وهم 16 من بين 96 اعتقلوا بشكل اجمالي من هذا الدير سيفرج عنهم قريبا وكانوا من بين مئات اعتقلوا في مداهمات مماثلة على ما لا يقل عن 15 مركزا بوذيا في رانغون.