البرادعي يدعو طهران لإيضاح نقطتين.. ومتقي يستبعد حربا أميركية

إيران تستدعي القائم بالأعمال الفرنسي للاحتجاج على تصريحات كوشنير

TT

قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان الولايات المتحدة ليس بمقدورها شن حرب على ايران في ضوء التزاماتها العسكرية في العراق. وأضاف في مؤتمر صحافي في الامم المتحدة، «ليست الولايات المتحدة في موقع يؤهلها لفرض حرب أخرى على المنطقة في مواجهة دافعي الضرائب الاميركيين»، ويأتي ذلك فيما نقل التلفزيون الايراني عن وزارة الخارجية الايرانية قولها، ان ايران استدعت أمس القائم بالاعمال الفرنسي واحتجت رسميا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، الذي اعلن ان طهران تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية.

وجاء في بيان الوزارة ان «القائم بالاعمال الفرنسي جان غريبلينغ استدعي صباح امس الى وزارة الخارجية لابلاغه باحتجاج واستياء الجمهورية الايرانية من المواقف الفرنسية السلبية الاخيرة، على الرغم من اتفاقات (التعاون) بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية». واضاف النص ان الدبلوماسي الايراني المكلف دول اوروبا الغربية احتج على «مواقف فرنسا الاخيرة وجهودها لتبني قرار جديد في مجلس الأمن الدولي ومحاولاتها تشجيع الدول الاوروبية على فرض عقوبات جديدة خارج اطار مجلس الامن». ومنذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي في مايو (ايار) شددت فرنسا موقفها حيال ايران، داعية الى الحزم، وخصوصا الى فرض عقوبات جديدة لارغام طهران على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

من ناحيته، دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ايران الى تقديم تفاصيل حول برنامجها النووي قبل نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، محذرا من عواقب امتناعها عن التعاون. وقال البرادعي في حديث لصحيفة «فايننشال تايمز» في فيينا، انه يريد توضيحات حول قدرات ايران في مجال الابحاث وقدرتها على الانتقال الى القطاع العسكري. واضاف «قلت للايرانيين انه اختبار حاسم. تعهدتم بالتعاون واذا لم تفعلوا ذلك فلن يدعمكم احد»، في اشارة الى اتفاق وقع في اغسطس (آب) الماضي حول برنامج زمني يمتد اشهرا، من اجل توضيح بعض النقاط الغامضة في البرنامج النووي الايراني قبل نهاية السنة الجارية. وقال البرادعي ان تقصير طهران في احترام الجدول الزمني «سينعكس عليها سلبا». ويفترض ان يقدم البرادعي تقريرا في هذا الشأن في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، بموجب البرنامج الزمني المبرم. واضاف ان «الامر يتعلق بالبرهنة على ان ايران تتصرف بحسن نية». واوضح البرادعي ان القضيتين الاساسيتين اللتين يجب تسويتهما هما قدرات الابحاث والتطوير المتعلقة بالتخصيب وقدرة ايران على استخدام المواد النووية في اسلحة. واضاف «آمل ان نكون تمكنا من تسوية هاتين النقطتين بحلول نوفمبر»، ودعا طهران لان «تتصرف بارادة طيبة ونوايا حسنة». كما دافع البرادعي عن البرنامج الزمني الذي وقعته الوكالة مع ايران، موضحا انه لم يتجاوز صلاحياته رغم الاستياء الذي عبرت عنه قوى غربية. وقال «فوجئت وشعرت بالقلق لان عددا كبيرا من وسائل الاعلام رأت اننا فعلنا ذلك بمفردنا».

وفي طهران، قتل امام ديني ينتمي للمذهب الشيعي في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق ايران بالرصاص، عندما كان يلقي خطبته في احد المساجد، على ما افادت به وكالة «فارس» الايرانية للانباء. واوضحت الوكالة ان مسلحين على دراجة نارية اطلقا النار على حجة الاسلام مهدي توكلي، حين كان يلقي خطبة في قرية قرب كاش. ولم تورد الوكالة المزيد من التفاصيل. وشهدت محافظة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان خلال الاشهر الماضية عددا من الهجمات وعمليات الخطف التي نسبت الى مجموعة «جند الله». وتضم محافظة سيستان بلوشستان التي ينشط فيها تهريب المخدرات، اقلية سنية كبرى في بلد يشكل الشيعة اكثر من 90% من سكانه السبعين مليونا. ويتركز السنة في سيستان بلوشستان وخوزستان (جنوب غرب) وكردستان (غرب).