وثيقة بالأحرف الأولى بين الكوريتين تمهد للانتقال إلى السلام الدائم

دعت إلى قمة بمشاركة واشنطن وبكين وتعاون ثنائي

TT

اختتمت القمة الثانية بين الكوريتين باعلان مشترك يؤكد نية الطرفين السعي لاحلال السلام والازدهار في اخر جبهة من جبهات الحرب الباردة، وجاء ذلك بعد يوم من اعلان التوصل الى اتفاق دولي مع بيونغ يانغ يقضي بوضع جدول زمني لتفكيك منشآتها النووية.

لكن بعض المحللين يقولون ان وثيقة السلام بالاحرف الاولى، التي تم التوصل اليها في ختام الايام الثلاثة للقمة، كانت محدودة في مضمونها في ظل عزوف الشمال عن تقديم المزيد من التنازلات. ونص الاعلان الختامي على ان «الجنوب والشمال لهما رؤية مشتركة تنص على ضرورة انهاء الوضع الحالي المرتكز على الهدنة واقامة نظام سلام دائم»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يبرم البلدان اتفاقية سلام بعد توقف الحرب الكورية (1950-1953)، بل اتفاق هدنة مما يعني انهما لا يزالان نظريا في حالة حرب.

ودعت الكوريتان الى عقد قمة ثلاثية او رباعية، لتوقيع اتفاقية سلام رسمية تتطلب توقيع الولايات المتحدة والصين، وهما الطرفان المعنيان بالنزاع الكوري.

ووقع الرئيسان بالاحرف الاولى وثيقة تتضمن ثماني نقاط يتعهد فيها البلدان بتعزيز السلام والازدهار في شبه الجزيرة المقسمة منذ اكثر من خمسة عقود.

وسيسعى الزعيمان لاجراء محادثات الشهر المقبل مع الصين والولايات المتحدة لينهيا بشكل رسمي الحرب الكورية التي استمرت بين 1950 و1953، التي لا تزال مستمرة من الناحية الفنية.

كما اتفق الزعيمان أيضا على تشغيل أول خط منتظم لقطارات البضائع عبر الحدود بين البلدين منذ نحو نصف قرن.

وجدد الرئيسان وهما يرفعان كأسي شمبانيا، تأكيد التزامهما بتفكيك المنشآت النووية في كوريا الشمالية، التي يبدو انها تفي بالتعهدات الدولية التي قطعتها في هذا المجال.

وبموجب اتفاق كشفت عنه الصين اول من امس، وافقت كوريا الشمالية على جدول زمني يحدد المراحل المقبلة لنزع اسلحتها وبرامجها النووية متعهدة تفكيك منشآت مجمع يونغبيون، قبل 31 ديسمبر (كانون الاول) تحت اشراف الولايات المتحدة.

وقد أبدى الرئيس الكوري الجنوبي ثقة كبيرة بعزم كوريا الشمالية تفكيك برنامجها النووي.

وقال بعد عبوره المنطقة المنزوعة السلاح عائدا الى بلاده: «بما ان الزعيم الاعلى في كوريا الشمالية ابدى التزاما واضحا في مجال نزع السلاح النووي، لا ارى اي مشكلة في تطبيق ذلك».

واضاف «اعتقد بكل حزم ان المحادثات السداسية سوف تسير على ما يرام من دون أي عوائق»، حسبما نقلت وكالة اسوشيتد برس. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، اتفق الطرفان على عقد قمم جديدة. ومن المقرر ان يجتمع وزيرا الدفاع الشهر المقبل في بيونغ يانغ في محاولة لتسوية نزاع بحري مزمن في البحر الاصفر.

وفي المجال الاقتصادي قرر البلدان زيادة تعاونهما، لاسيما الاشتراك في بناء حوض بناء سفن في مدينة نامبو (جنوب غرب بيونغ يانغ). وتعول كوريا الشمالية على تسريع تطوير مجمع صناعي مقام في مدينة كايسونغ الحدودية (كوريا الشمالية) وتموله كوريا الجنوبية.

وتعتبر كوريا الجنوبية ان مجمع كايسونغ، حيث يعمل 13 الف كوري شمالي لحساب 22 شركة كورية جنوبية، مشروع اساسي للنهوض باقتصاد الشمال الذي يعاني من الانهيار.

الا ان النتائج بقيت دون التوقعات. وقال كيم يونغ يون المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية لوكالة رويترز، «توقعت نتائج أقوى بكثير، مثل تقديم مساعدات أو دعم على نطاق واسع لكوريا الشمالية. النتائج أكثر تواضعا مما توقعته».

وأضاف «اقترحت كوريا الجنوبية بحماس الكثير من المشروعات والاعمال، لكن من ناحية أخرى بدت كوريا الشمالية سلبية وغير مستعدة لقبول جميع هذه المشاريع».

وقد سارعت الصين التي تلعب دورا مهما في المحادثات لتفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، للترحيب بنتائج القمة بين الكوريتين. واعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان «الصين تدعم باستمرار الجهود التي يبذلها الشمال والجنوب لتحسين العلاقات الثنائية والمصالحة والتعاون عبر الحوار»، معتبرة ان القمة ستساهم في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، حسبما ذكرت وكالة اسوشيتد برس. وقد رحبت اليابان بالاتفاق الذي تم التوصل اليه لتفكيك المنشآت النووية الكورية الشمالية، الا ان الحزب الحاكم قرر امس استمرار فرض العقوبات على بيونغ يانغ على الاقل لمدة ستة اشهر اضافية.

من جانب اخر، نفى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل شائعات تحدثت عن وضعه الصحي، خصوصا اصابته بمشاكل في القلب وداء السكري.

وقال كيم امام حشد من المسؤولين في ختام القمة بين الكوريتين «قالوا انني اعاني من السكري او من مشاكل في القلب لكن هذا ليس صحيحا على الاطلاق»، حسبما نقل مجموعة من الصحافيين المعتمدين لتغطية اعمال القمة.

وكان الزعيم الكوري الشمالي البالغ من العمر 65 عاما، قد نفى اول من امس شائعات مماثلة مؤكدا انه ليس مريضا.