رئيس نظام بورما: مستعد للقاء سو تشي إذا تخلت عن دعم الغرب

مظاهرات في 30 دولة غداً .. دعماً لثورة الزعفران

TT

أعلن التلفزيون الرسمي الخميس، أن زعيم النظام العسكري البورمي الجنرال ثان شوي، مستعد للقاء المعارضة اونغ سان سو تشي، اذا تخلت عن دعمها للسياسة الغربية، حيال فرض عقوبات على بلاده.

وأعلن التلفزيون ان ثان شوي، قدم هذا العرض خلال لقائه الثلاثاء مع الموفد الخاص للأمم المتحدة ابراهيم غمبري.

وقال التلفزيون «لقد قال الجنرال ثان شوي خلال لقائه غمبري، ان سو تشي تنشر اربعة امور، هي المواجهات والخراب الشامل، والعقوبات الاقتصادية على بورما، وعقوبات اخرى».

وأضاف «بعدها نقل اليه رسالة مفادها بأنه قد يعقد معها لقاء مباشرا، من اجل الحوار اذا اعلنت تخليها عن هذه الأمور الاربعة».

كذلك، اعلن التلفزيون الرسمي ان اكثر من الفي شخص تم اعتقالهم عقب المظاهرات التي جرت الاسبوع الماضي ضد النظام العسكري الحاكم.

واوضح التلفزيون الذي يسيطر عليه المجلس العسكري الحاكم ان عدد الذين اعتقلوا بين 25 سبتمبر الى يوم امس بلغ 2093 شخصا، مضيفا ان 692 شخصا اطلق سراحهم.

واضاف، «بدافع الحيطة، طلبت الحكومة من السكان عدم التجمع، الا انه وعلى الرغم من هذا فان هناك اشخاصا اقاموا تجمعات»، مشيرا الى ان هؤلاء «تم توقيفهم طبقا للقانون».

واكد التلفزيون ان «من بين المعتقلين متظاهرون ومناصروهم وعدد من الرهبان. وعلى الرغم من كونهم رهبانا فقد خرقوا القانون».

واوضح التلفزيون ان الاشخاص الـ692 المفرج عنهم اطلق سراحهم بعدما وقعوا على وثائق تعهدوا بموجبها عدم المشاركة في مظاهرات جديدة .

وعشية عرض مبعوث الامم المتحدة تقريره عن الوضع في بورما على الامين العام للمنظمة الدولية، شدد النظام العسكري الحاكم في بورما قبضته على الشارع، منفذا عشرات الاعتقالات.

فقد اعتقل العشرات ليل اول من امس عندما داهمت قوات الامن منازل بالقرب من معبد شويداغون، اقدس المعابد في البلاد، والذي شكل نقطة انطلاق مسيرات ضخمة تقدمها رهبان بوذيون، حسب السكان. كما فرض الجيش حظرا للتجول طوال الليل وداهم منازل لاعتقال عدد من النشطاء المدرجين على القائمة السوداء. وقالت شاري فيلاروسا رئيس البعثة الاميركية في البلد الخاضع للحكم العسكري لوكالة الصحافة الفرنسية «لقد فرضوا حظرا للتجول، وكل ليلة يقومون باعتقالات». وأضاف ان «الحياة الطبيعية عادت الى الشوارع إلا ان من يعيشون هنا يرون أن المناخ تغير. ورغم ان الاستياء كان سائدا دائما، الا انه يسود الآن جو من الغضب والخوف.

وقال احد السكان طالبا عدم الكشف عن هويته «لقد تم اعتقال الكثيرين خلال الليل، ولكن من الصعب تحديد عددهم بالضبط. إلا انه يلاحظ غياب البائعين المعتادين الذين كانوا يتجمعون حول معبد شويداغون».

وقالت فيلاروسا «نعتقد ان عدد القتلى اكثر من عشرة بكثير». كما شككت في عدد المعتقلين، وقالت «انا شبه متاكدة من ان اعدادهم بالآلاف».

وقال احد الرهبان «علينا ان نختبئ، لقد شاركنا في المظاهرات بشكل سلمي لنصلِّ من اجل الناس. والآن لا ادري ماذا حدث، ولكن علينا الاختباء. آمل في ان تعود الامور الى طبيعتها». ويبدو ان قوات الامن تستخدم صورا التقطها ناشطون وصادرتها عن المظاهرات لتجميع قائمة باسماء الناشطين الذين اخذت تطاردهم الآن.

وقال قريب لثلاث نساء أفرج عنهن ان السلطات الحاكمة في بورما قسمت المحتجزين الذين حققتهم معهم الى أربع مجموعات؛ الاولى للمارة والثانية لمن تابع حشود المعارضين والثالثة لمن صفق لها والرابعة لمن شارك فيها.

وتقول وسائل الاعلام الرسمية ان عشرة أشخاص قتلوا خلال الاحتجاجات؛ من بينهم مراسل ياباني قتل بالرصاص في رانغون وعادت جثته الى بلاده امس لتشريحها والذي قد يؤدي نتائجه الى ان تنفذ طوكيو وعيدها بتقليص المساعدات الاقتصادية لبورما، وهي واحدة من أفقر دول آسيا. وفي نيويورك، قال الامين العام للامم المتحدة ان السلطات في بورما وعدت غمبري بزيارة ثانية الى البلاد بمتابعة مساعيه.

ومن المقرر ان يطلع مبعوث الامم المتحدة الأمين العام للمنظمة بان كي مون على نتائج مهمته التي استمرت اربعة ايام والتقى خلالها بجنرالات من المجلس العسكري الحاكم وزعيمة المعارضة المعتقلة اونغ سان سو تشي. وقال بان كي مون «غمبري نقل رسالة قوية مني انا شخصيا وجرى نقل مخاوف المجتمع الدولي بشكل واضح جدا الى السلطات البورمية».

واشار إلى أن سيتشاور مع اعضاء مجلس الامن الـ15 اليوم لدراسة الخطوة المقبلة التي سيقوم بها المجتمع الدولي. من جانبها، واصلت السلطات في بورما اتهامها العالم الخارجي بالسعي الى زعزعة نظامها. وحملت الصحف الرسمية عناوين مثل «نحبذ الاستقرار، نحبذ السلام» او «نعارض الاضرابات والعنف». واعتبرت انتقادات المجتمع الدولي لها بمثابة «اكاذيب هادفة الى تدمير الامة».

وافادت وكالة رويترز ان احدى العاملات في البرنامج الانمائي التابع للامم المتحدة في بورما تم الافراج عنها مع اثنين من اقربائها وسائقها بعد يوم من القاء القبض عليهم خلال الحملة نفسها، نقلا عن مصدر في الامم المتحدة. من جانب آخر، ينظم انصار حركة الدعوة الى الديمقراطية غدا مظاهرات في عدد من دول العالم بدعوة من منظمات حقوقية؛ منها منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش» و«كرايسس اكشن» وغيرهما من المنظمات.

وتقرر تنظيم احتجاجات عند الظهر بالتوقيت المحلي في 30 بلدا من بينها النمسا، استراليا، بلجيكا، بريطانيا، كندا، فرنسا، الهند، آيرلندا، نيوزيلاند، النرويج، كوريا الجنوبية، اسبانيا، تايلند، والولايات المتحدة.