بوتو تهيمن على انتخابات الرئاسة من منفاها في لندن

الاقتراب من اتفاق بينها وبين مشرف... والمحكمة العليا تنظر في طعون جديدة لترشيحه

TT

استطاعت رئيس الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو ان تفرض دوراً مهماً لنفسها في انتخابات الرئاسة الباكستانية المتوقع اجراؤها يوم غد. وهيمنت بوتو من مقر اقامتها في لندن أمس على التطورات الباكستانية، غير معلنة حتى مساء أمس إن كان حزبها (حزب الشعب الباكستاني) ينوي الانضمام الى المعارضة في مقاطعة الانتخابات او الاتفاق مع الرئيس برويز مشرف عشية الانتخابات. وقالت بوتو امس انها تتوقع التوصل الى «اتفاق مصالحة» مع مشرف، مما قد يؤدي الى اقتسام السلطة خلال بضعة أشهر. واضافت: «اننا متفائلون اليوم لكن لا يمكنني القول انه تم وضع اللمسات النهائية لكل شيء»، مؤكدة ان حزبها لن ينسحب من البرلمان اذا تم التوصل الى اتفاق.

وقال وزير السكك الحديدية الباكستاني رشيد احمد أمس ان «مجلس الوزراء اجتماع يوم الثلاثاء الماضي برئاسة شوكت عزيز وقرر اسقاط جميع التهم الموجهة لبي نظير بوتو واعطائها الحصانة المطلوبة». ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار ينص على اسقاط الاتهامات عن بوتو. إلا ان فرحة الله بابر، السكرتير الصحافي لبوتو، شرح لـ«الشرق الاوسط» ان هذا القرار غير كاف بالنسبة لحزب بوتو، معتبراً انه لا يتطابق مع مبادئ الاتفاق مع الحكومة. وأضاف بابر: «نريد سحب جميع تهم الفساد التي وجهت الى ابرياء بين عامي 1988 و1999 والتي لم يتم اثباتها امام القضاء، بينما مسودة القرار الذي تسلمناه يظهر ان الحكومة تريد اعطاء الحصانة فقط لاعضاء البرلمان المؤيدين لهم». وأكد وزير باكستاني طلب عدم الكشف عن اسمه ان الحكومة تدرس اعداد مشروع قرار جديد بالتشاور مع حزب مشرف. وعلى الرغم من ان مشرف يقترب من كسب حليف محتمل، فانه ما زال غير متأكد حول ما اذا كانت انتخابات الرئاسة ستمضي قدماً يوم غد لان المحكمة العليا مازالت تنظر اعتراضات لترشيحه للانتخابات، وهو مازال في منصب قائد الجيش. ويتوقع ان تصدر المحكمة قرارها اليوم بشأن ما اذا كانت ستأمر بتأجيل انتخابات شبه مؤكد أن الجنرال مشرف يفوز فيها اذا جرت.

ويخضع مصير مشرف حليف الولايات المتحدة ومستقبل باكستان النووية للمراقبة عن كثب ولاسيما من قبل دول غربية لها قوات في أفغانستان تتعرض لتهديد من مقاتلي «القاعدة» المختبئين في منطقة القبائل على الحدود بين باكستان وأفغانستان. وطلب محامو المعارضة من المحكمة العليا تأجيل الانتخابات التي يصوت فيها اعضاء مجلسي البرلمان واربعة مجالس اقليمية وهي تنظر الطعون المقدمة منهم في حق مشرف في ترشيح نفسه. ويقاطع تحالف للمعارضة يتزعمه حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف انتخابات الرئاسة. وستفتقر الانتخابات للمصداقية اذا انضمت بوتو الى انسحاب اصبح مستبعدا الآن بعد التصريحات التي ادلت بها لصحافيين في العاصمة البريطانية. وتتوقع بوتو التي تعيش في منفى اختياري منذ اكثر من ثماني سنوات ان يصدر مشرف مرسوما يقول مسؤولون انه سيلغي اتهامات بالفساد ضد بوتو وزعماء مدنيين آخرين. وقالت بوتو للصحافيين عندما وصلت الى يوم ثان من المحادثات مع قيادة حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه: «نتوقع صدور المرسوم». وكان اسقاط الاتهامات من المطالب الرئيسية لبوتو في المحادثات بشأن اتفاق لاقتسام السلطة. وكانت مطالبها الرئيسية الاخرى هي ان يتنحى مشرف عن قيادة الجيش وهو ما وعد به بعد ان يفوز بفترة ولاية ثانية ورفع حظر على رئيسي الوزراء السابقين لخوض انتخابات تشريعية العام المقبل. ولا تنتاب المحللين شكوك في ان اتفاق المصالحة هو خطوة تسبق اقتسام السلطة في المستقبل بين مشرف وبوتو بعد انتخابات عامة مقررة في منتصف يناير (كانون الثاني) للمقبل. وتزمع بوتو العودة الى باكستان يوم 18 اكتوبر (تشرين الاول) لتتزعم حزبها في الانتخابات العامة. ويتوقع ان يحقق الائتلاف الحاكم الذي يقوده مشرف نتائج سيئة في الانتخابات التشريعية التي يشارك فيها الناخبون مباشرة، بسبب مشاكل اقتصادية داخلية واستياء من التحالف مع الولايات المتحدة الذي وضع الجيش في صراع مع شعبه. يذكر ان الولايات المتحدة التي تحرص على أن تواصل باكستان جهودها للقضاء على «القاعدة» والحد من هجمات «طالبان» في أفغانستان تشجع بهدوء مشرف وبوتو على العمل معاً.