شهية هوليوود لقصص الإرهاب تجذبها لشرق أوسطيين

ممثلون عرب يفتخرون بهويتهم ويجبرون على الكذب بشأنها

TT

سأل مدرب الصوت في نهاية الدرس «ما نوع هذا الاسم؟» الاسم الموجود على الصك المصرفي، الذي تلقاه من احد تلامذته، الذي لم يكن متماشيا مع اسماء الممثلين الشباب الاوروبية.

وتردد الممثل. كان جديدا على المدينة ويخشى أي خطوة غير سليمة، الا انه قال مترددا «جدتي من الشرق الاوسط».

وقال الممثل ان درجة حرارة الغرفة انخفضت فجأة. واخذه المدرب جانبا وقال له بسرية «انظر ارى تقدما كبيرا بالنسبة لك، ولكن اذا قلت للناس ذلك، فلن تعمل في هذا المدينة». وحصل الممثل في الاونة الاخيرة على دور مهم في فيلم ينتجه استديو كبير. ولكنه لا يزال يشعر بضرورة اخفاء خلفيته. اصدقاؤه المقربون هم الذين يعرفون اصوله العرقية، ويقول للاخرين ان والديه من ايطاليا او فرنسا او أي مكان الا الحقيقة.

وقال الممثل، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه الحقيقي، خوفا من تأثير ذلك عليه واضطراره لتمثيل ادوار الارهابيين «انا فخور بإصولي، ولكني على الكذب دائما حول ذلك».

وتجدر الاشارة الى ان العرب والعرب الاميركيين في هوليوود يعيشون في وقت مهم، فالشهية لقصص حول الشرق الاوسط ازدادت بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، وزادت مرة اخرى مع الحرب الجارية في العراق. ولكن الادوار التي تخلق للممثلين العرب محدودة ومحصورة في ادوار الارهابيين، او انها معدة بشكل سيئ، مما يدفع الكثير من الممثلين ذوي الاصول العربية الى ابتلاع كرامتهم.

الا ان البعض يرى ان ما يحدث دليل على التغيير. فيقول اسماعيل قناطر وهو ممثل مغربي يمثل في مسلسل sleeper cell «هناك مزيد من الاعمال للممثلين العرب، اكثر مما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات. هناك اهتمام بالمنطقة. وسيفتح ذلك الابواب».

وقد حقق ممثل واحد نجاحا وسط هذا الاهتمام. فقد ادى عمر متولي دور متطرف فلسطيني في فيلم «ميونخ». ويلعب دور عربي اميركي حوصر في الحرب على الارهاب عندما يصبح مشتبها في انه ارهابي في الفيلم الحالي RENDITIO. وتتلخص مأساة الممثلين العرب في قبولهم أداء ادوار الارهابيين ام عدم قبولهم ذلك. مع العلم بانه الدور الوحيد المتوفر لهم في معظم الاوقات.

ويتذكر توني شلهوب نجم MONK الحائز جائزة ايمي وهو من اصل لبناني، اول دور تلفزيوني ادى فيه دور ارهابي في عام 1986 في مسلسل EQUALIZER وقال «اديت هذا الدور مرة. وهي تكفي».

ويقول الكاتب المخرج هشام عيساوي وهو مصري، ان الزيادة في حجم ادوار العرب لم تماثلها زيادة في النوعية. واشار الى حالتين استثنائيتين: شخصية مجند الارهابيين في فيلم «سيريانا»، وهو الدور الذي أداه الممثل المصري عمر واحد ودور متولي في ميونيخ. واوضح ان الدوريين تميزا بالعمق».

وقال قناطر انه لا يعترض على تأدية دور الرجل السيئ وقال «يمكنني اداء دور الشرير. لقد اديت دور كاليغولا على المسرح». الامر الذي يضايقه هو الادوار الكثيرة الضعيفة والمسطحة للشخص السيئ.

وقد ادت ياسمين هناني وهي ممثلة عراقية اميركية دورا في OVER THRE و SLEEPER CELL ودورها في المسلسل الاخير هو توليها اعدام عنصر لمكتب التحقيقات الفيدرالي. وقالت الامر المتعلق بتمثيل دور الارهابيين هو وجودهم في الواقع».

وبطل دور الارهابيين العرب هو سيد بدرية. فالممثل المصري المولد الملتحي لعب مجموعة من ادوار الشخصيات المخيفة لمدة عشرين سنة. ومن المتوقع ظهوره مع الممثل الاميركي روبرت دوني في فيلم iron man في دور تاجر سلاح عربي يختطف البطل. وفي عام 2003 قدم هو وعيساوي فيلما قصيرا بعنوان t for terrorist يقوم فيه ممثل عربي محبط من اداء ادوار الارهاب بالاستيلاء على استديو تحت تهديد السلاح.

ويتذكر بدرية عندما وصل الى هوليوود لأول مرة في عام 1986. وقال ضاحكا «لم اتمكن من العمل. كنت شابا وسيما للغاية. ولذا زدت وزني واصبحت ملتحيا. وفجأة اصبحت اعمل كل يوم واؤدي دور العربي الغاضب». وينظر بعض الممثلين العرب الشباب نظرة فوقية الى بدرية لتأكيده الشخصية النمطية للعرب، الا ان بدرية يقول «لم امثل دورا لم يحدث في الحقيقة. نخطف الطائرات. وأديت دور خاطف. اقوم بعملي».

وبالرغم من ذلك فإنه يتذكر بعض اللحظات السيئة. فقد لعب دور ارهابي وكان مستشارا في سيناريو لفيلم كورت رسل ستفينز سيغال «القرار التنفيذي». واستخدم بدرية اتصالاته في مسجد لوس انجليس المحلي لتصوير حفل عقد قران في مسجد بورتريكي. وقلنا للحاضرين ان ذلك سيساعد على تحسين صورة العرب.

ويستدعي سيناريو الفيلم شخصية سفير عربي معتدل يساعد الابطال على هزيمة الارهابيين، الا ان مشهد حفل عقد القران وشخصية السفير الغيا من الفيلم. وقال بدرية «لم يرغبوا في رؤية عربي جيد».

ويحاول الممثلون العرب الذين يتجنبون ادوار الارهابيين العرب الى اخفاء خلفيتهم، كما اوضح عمر نعيم المخرج اللبناني لفيلم final cut الذي ظهر عام، 2004. وقال «اذا كان اسمك محمدا فسيكون الناس فكرة مسبقة عنك. واعرف اثنين من الممثلين الاميركيين العرب الجيديين، البعض منهم لا يتحدث العربية، ويمثلون ادوار العرب ويجبرون على نطق بعض الكلمات العربية». ويعترف متولي وهو نصف مصري نشأ في مقاطعة اورانج وفي نيويورك، انه يخشى من انه في طريقه الى تأدية الادوار النمطية.

الا ان نعيم قال ان الادوار النمطية يمكن ان تكون ناتجة من تركيز الممثل عليها. فقد حذر الممثلين والكتاب والمخرجين من الشعور بضرورة تحويل كل مشروع سينمائي الى بيان حول خبرات العرب الاميركيين.

وهناك مجموعة من السينمائيين العرب الاميركيين الذين يريدون تقديم افلام حول العرب الاميركيين، ويشتركون مع بعضهم بعضا في مثل هذه الافلام. ويصف ممثل تلك المجموعة باسم ham وهو اختصار للحروف الاولى من عبارة مافيا هوليوود العربية.

ويشير احمد زهرة وهو منتج سوري يعمل في الولايات المتحدة، يمكن اعتباره فيلمه القادم American east تجربة لمثل هذا الاتجاه.

ومن بين المفاجآت في مثل هذا الاتجاه النجاح المفاجئ في عام 2005 للفيلم الفلسطيني «الجنة الان» وهو قصة انتحاريين ورشح للاوسكار وحاز جائزة الكرة الارضية الذهبية. وقد انتقل مخرج الفيلم هاني ابو اسعد الى هوليوود.

ويقول نزار وتاد وهو كاتب سيناريو اميركي فلسطيني ان هاني تجاوز كل الحواجز.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»