اليابانيون يسوقون «المدينة المستدامة» بين الدول الخليجية

المدن المقترحة تخفض استهلاك الطاقة بنسبة 50%

TT

من السيارات صديقة البيئة إلى المدن الخضراء مرورا بالبنزين الأخضر.. كلها مبادرات بيئية غزت الخليج بحثا عن تقليل انبعاثات الطاقة، لكن الأمر بلغ حدا أكبر عبر مدن مستدامة بأكملها، حيث يسعى اليابانيون لنقل تجربتهم الناجحة في تأسيس هذه المدن للمنطقة الخليجية.

ويستعد تجمع من قادة الاعمال والمستشارين الحكوميين اليابانيين الكبار إلى زيارة دولة الامارات العربية المتحدة، ومن ثم دول الخليج في خطوة لاحقة، لعرض مشروع «المدينة المستدامة»، وهي مبادرة بيئية تقوم على مبادئ مدينة البنية التحتية البيئية والمتراصة. وتشكل المدن المستدامة تحديا لمخططي المدن وخبراء المرور والمعماريين والبيئيين وغيرهم من المبدعين والتقنيين في العالم، وقد زاد الاهتمام بعلوم وتكنولوجيا المباني الخضراء التي هي مصطلح يدل على المباني الصحية الآمنة والمريحة والتي تستخدم مواد صديقة للبيئة وتطبق مبادئ كفاءة استخدام الطاقة مع التركيز في نفس الوقت على خفض تكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة. ويسعى اليابانيون عبر كونسورتيوم SDCJ «التنمية الحضري المستدام للشراكة بين اليابان ودول الخليج» لنقل تقنياتهم في هندسة الحفاظ على الطاقة او ما يعرف بالهندسة الخضراء، إلى المنطقة الخليجية عبر تأسيس مدن مستدامة، وتركز هذه الهندسة على وسائط النقل ومشروعات تطوير المدن ذات الانبعاث الكربوني المنخفض. وتخفض المدينة المقترحة استهلاك الطاقة بنسبة تصل الى 50% باستخدام تقنيات متقدمة مجربة بالفعل في اليابان ومتاحة فورا. ويقول خبراء البيئة إنه مع ازدياد الطلب على الطاقة بشكل دائم وزيادة معدلات النمو السكاني في العالم، فإن العالم قد يواجه بنقص حاد في موارد الطاقة في المستقبل القريب، نظراً لأنه يتم استنفاد الموارد غير المتجددة للأرض بسرعة كبيرة، ولذلك فإن البحث عن موارد وتقنيات الطاقة المستدامة يعتبر بارقة أمل لمستقبل أفضل. وتشير التنبؤات إلى أنه بحلول عام 2050 ستعتمد نصف الطاقة المطلوبة في الإمارات العربية المتحدة على مصادر الطاقة المتجددة. وفي الأغلب ستشكل الطاقة الشمسية التي تعد أنظف مصدر للطاقة، نسبة كبيرة من تلك الطاقة المتجددة. ويعتبر الدكتور كايوشي كوروكاوا المستشار الخاص للعلوم والتكنولوجيا والابتكار للحكومة اليابانية والرئيس السابق لمجلس العلوم الياباني، أن تكنولوجيا الطاقة والبيئة باعتبارها منطقة تنافسية اساسية «يمكن لليابان بها الاسهام ايجابيا على الصعيد العالمي». ويمكن القول إن الحفظ الناجح للطاقة قاد اليابان الى تخفيض استهلاكها من الطاقة الرئيسية نسبة لاجمالي الناتج المحلي الى ما يعادل فقط نصف متوسط استهلاك دول الاويسيد واقل بأكثر من 70% من المتوسط العالمي. وبمقابل ذلك يقول خبراء إن استهلاك الطاقة في دبي أي كمية الطاقة المستخدمة للفرد هي من بين اعلى المعدلات في العالم وهي اعلى بكثير من سنغافورة او هونغ كونغ. ولكون الامارات هي واحدة من اسرع الاقتصادات نموا في العالم فإن الطلب على الطاقة سوف يتضاعف على الارجح بحلول عام 2015. وتعتبر الطاقة الشمسية والمولدة من الرياح مرشحين بارزين في تكوين المدينة النظيفة. ويقدر ان هذه الموارد لوحدها قد تقضي على انبعاث 1.5 مليون طن من غاز الدفيئة الحرارية ثاني اكسيد الكربون للغلاف الجوي سنويا. ويضم اعضاء الكونسورتيوم الذي سيزور الامارات في نوفمبر المقبل لتسويق المدينة المستدامة كلا من: دايكن للصناعات، فيغلا، هيتاشي، كومي سيكاي، ماتسوشيتا الكتريك ووركس، نيكين سيكي، سانيو الكتريك، شركة غاز طوكيو، طوكيو لهندسة الغاز، توشيبا، تسوشيا غومي، ياماتاكي. وبالرغم من أن دول الخليج العربي تعتبر من الدول الرئيسية المنتجة للنفط والغاز، إلا أنها اتجهت في السنوات الأخيرة لايجاد مصادر للطاقة المتجددة. وكان أول مبنى في الشرق الأوسط يستخدم الطاقة الشمسية لتبريد المبنى نهارا هو مجمع سكني مكون من 100 شقة في دبي، ولقد انخفضت فواتير المرافق بنسبة الثلث، ومؤخرا أنشئت ابوظبي محطة توليد طاقة الرياح بجزيرة سير بني ياس، حيث يعد هذا أول مشروع لتوليد طاقة الرياح على مستوى شبه الجزيرة العربية بأكملها.