أحمدي نجاد: إيران لها «مهمة دولية» وهي الحد من هيمنة إسرائيل

بوش: يمكن أن نجلس مع طهران.. والقرار بيد الرئيس الإيراني وليس بيدي

إيرانيون يمرون بجوار ملصق يظهر فيه ما يشبه ملاك الرحمة يكنس إسرائيل فيما كتبت عبارة «اذهبوا بعيدا عن بيتي فلسطين» (ا ب)
TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن إيران لديها «مهمة دولية» تتمثل في وقف الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط. وتأتي هذه التصريحات بينما أوضح الرئيس الاميركي جورج بوش أن حكومته قد تجلس مع الحكومة الايرانية على طاولة مباحثات، كما فعلت مع كوريا الشمالية، غير انه اشترط ان توقف طهران تخصيب اليورانيوم، مشيرا الى ان القرار بهذا الصدد يعود للرئيس الإيراني وليس له. ونقلت وكالة الانباء الإيرانية «إرنا» عن أحمدي نجاد قوله، في أحد مساجد طهران ليل اول من امس، أن «إيران لديها مهمة دولية وإن من يعتقدون أن البلاد يجب أن تركز على المسائل الداخلية فحسب مخطئون، حيث أنه يتعين بذل جهود كذلك لإصلاح القضايا الدولية أيضا».

وأشار الرئيس الإيراني إلى إسرائيل في هذا السياق، قائلا إنه بفضل هذه الجهود «يسعد الصهاينة الذين أرادوا دوما إقامة دولة من النيل إلى الفرات الآن بإرساء سلطتهم غير المشروعة في جزء صغير من فلسطين وحدها». وأضاف أحمدي نجاد: «إذا لم نكن موجودين على الساحة العالمية، سيتولى آخرون اتخاذ القرارات نيابة عنا في نهاية المطاف». وجاءت تصريحات أحمدي نجاد قبل المظاهرات السنوية ضد إسرائيل في أنحاء إيران في إطار ما يسمى «يوم القدس» في الجمعة قبل الأخيرة من شهر رمضان (اليوم). يذكر أن «يوم القدس» مبادرة إيرانية للدعوة إلى تحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي وإلى جعل المدينة عاصمة لدولة فلسطينية متحدة.

كما قال الرئيس الايراني انه لا يمكن لاي قوة ان تمنع «انتصارات» ايران في مسيرتها النووية، في حين دعت فرنسا الاوروبيين الى تبني عقوبات لارغام طهران على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم. ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية عن احمدي نجاد قوله أمس «في قضية النووي حرك الاعداء كل الوسائل.. لكني اقول للعالم اجمع ان الشعب الايراني عبر الممرات الصعبة، ولا يمكن لاي قوة ان تمنع الانتصارات المتتالية لايران». ويأتي هذا التصريح في حين وجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رسالة الى نظرائه الاوروبيين يطلب منهم فيها التحضير لعقوبات جديدة ضد ايران لارغامها على تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل. وأعربت بريطانيا عن دعمها لموقف الوزير الفرنسي من دون تحفظ. وقال احمدي نجاد ان «الاعداء لا يعرفون بعد الشعب الايراني. انصحهم بوقف الشتائم والأعمال العدوانية». وأضاف «كما وعد الله سيمرغ انف الطغاة في التراب». من جهة اخرى، استشهد الرئيس الاميركي جورج بوش بكوريا الشمالية لطرح امكانية اجراء محادثات مباشرة مع ايران، مشترطا لذلك ان تبادر طهران بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة. وشدد بوش متحدثا في لانكستر في بنسلفانيا بشرق اميركا على ان الملفين النوويين الكوري الشمالي والايراني يستوجبان اسلوبين مختلفين في المعالجة، لكن الولايات المتحدة وافقت على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية وقد تفعل ذلك مع ايران، اذا امتثلت لشروط محددة. وأدلى بوش بهذه التصريحات في وقت سجل فيه تقدما في ملف نزع سلاح كوريا الشمالية النووي يدعم قراره المشاركة في مفاوضات سداسية مع النظام الشيوعي. وفي المقابل، لا تزال ايران التي لا تربطها علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 1980، ترفض تعليق تخصيب اليورانيوم بالرغم من العقوبات الدولية المفروضة عليها والتهديد بعقوبات دولية جديدة. وأصبحت كوريا الشمالية عام 2006 قوة نووية عسكرية باجرائها اول تجربة نووية، في حين تؤكد ايران ان برنامجها النووي محض مدني، وهو ما تشكك فيه الولايات المتحدة ودول غربية اخرى، مشتبهة باخفاء ايران شقا عسكريا في برنامجها المدني. وصنف بوش ايران وكوريا الشمالية عام 2002 بين ما وصفه بدول «محور الشر». وقال الرئيس الاميركي «كل حالة مختلفة، واذا كان سؤالكم: هل انك ستجلس ذات يوم الى طاولة المفاوضات ذاتها معهم؟ (الايرانيين)، لقد اثبتنا اننا نفعل ذلك مع كوريا الشمالية، والجواب هو: نعم، بشرط ان نتوصل الى شيء ما، بشرط ان يكون في وسعنا تحقيق هدفنا».

واشار بوش الى ان الولايات المتحدة عرضت عام 2006 على ايران المشاركة في محادثات متعددة الاطراف شرط ان تبدأ بتعليق تخصيب اليورانيوم، رغم التصريحات «الاستفزازية جدا» للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا فيها الى «محو اسرائيل عن الخريطة». وقال بوش «القرار يعود اليه الان وليس لي». وكان الرئيس الاميركي يقارن بين ايران وكوريا الشمالية في وقت تواصل فيه هذه الاخيرة عملية باشرتها في فبراير (شباط) وتعهدت في اطارها بإزالة كل منشآت مجمع يونغبيون النووي الرئيسي لديها وتوفير لائحة كاملة بكل منشآتها وبرامجها النووية بحلول نهاية السنة الحالية. وتعرض بوش لانتقادات من التيار المتشدد في معسكره بسبب المقاربة التي اعتمدها مع كوريا الشمالية اذ انه يكافئ برأيهم نظاما قد لا يفي بتعهداته كما سبق وفعل في الماضي. وانتقده اخرون لرفضه التفاوض من دون شروط مع ايران.