وزير الخارجية التركي يزور سورية بأفكار جديدة للوساطة مع إسرائيل

مقتل 3 من حزب العمال الكردستاني في مواجهات مع الجيش التركي على حدود سورية

TT

يبدأ وزير خارجية تركيا علي باباجان مباحثات في دمشق غدا مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم حول قضايا السلام وغارة جوية نفذتها إسرائيل على الأراضي السورية الشهر الماضي. وذكرت مصادر متطابقة لوكالة الأنباء الألمانية أن باباجان الذي سيختتم زيارته الأحد سيحمل رسائل بشأن السلام وستركز مباحثاته حول إمكانية لعب دور تركي جديد في الوساطة بين سورية وإسرائيل. وأضافت أن المباحثات ستتناول الغارة الجوية الإسرائيلية على سورية، خصوصا أن تركيا لم تتلق بعد ردا إسرائيلياً على طلبها لتوضيح ظروف الحادثة من الجانب الإسرائيلي.

ويأتي ذلك فيما ذكرت مصادر أمنية تركية أن ثلاثة من عناصر حزب العمال الكردستاني قتلوا فيما أصيب جندي تركي بجروح طفيفة خلال اشتباك على الحدود السورية أمس. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة «حرييت» التركية عن المصادر القول إن الاشتباك جرى أثناء قيام القوات التركية المسلحة بعملية تمشيط على الحدود السورية في منطقة «نسايبين» بالقرب من مدينة «ماردين» التركية. وأوضحت المصادر أنه عند قيام القوات التركية بعملية تمشيط في المنطقة واجهت مجموعة مسلحي حزب العمال الكردستاني وطلبوا منهم تسليم أنفسهم ولكن المجموعة ردت بإطلاق النار، مما أدى إلى إصابة جندي من القوات التركية ومقتل ثلاثة من المجموعة المسلحة. يشار إلى أن هناك عمليات تمشيط واسعة في المناطق الحدودية لاسيما بعد العملية التي نفذها عناصر من حزب العمال الكردستاني في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي وقتل فيها 12 عاملاً تركياً. على صعيد أخر، يقوم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم باول زيارة الى تركيا منذ توليه مهامه وهو من انصار انضمام ذلك البلد الى الاتحاد الاوروبي خلافا للرئيس نيكولا ساركوزي الذي يرى ان لا مكان لذلك البلد في الاتحاد. وأعلن وزير الخارجية ان تلك الزيارة التي تستغرق يوما «تدل مجددا على تمسكنا بتعزيز الحوار مع تركيا اثر المحادثات التي اجراها الرئيس» نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاسبوع الماضي في نيويورك. وأعلن كوشنير الذي ما زال يؤيد انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، بعد تلك المحادثات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، ان باريس وأنقرة ستشكلان مجموعة عمل للنظر «في كافة احتمالات» التقارب مع الاتحاد الاوروبي. وشدد وزير الخارجية الفرنسي على انه من الذين «اقنعوا» الرئيس ساركوزي خلال الصيف الماضي «بعدم قطع عملية» التفاوض الجارية بين تركيا والاتحاد الاوروبي. وأكد انه خلافا لساركوزي، يعتقد انه يجب «قبول تركيا لأن دفع الاسلام المعتدل نحو التطرف سيكون خطأ كبيرا» لكنه اوضح «لست انا الذي يقود اللعبة». وأعرب الرئيس الفرنسي مرارا عن رفضه انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان «ليس لذلك البلد مكان في اوروبا» لانه يقع في «آسيا الصغرى»، مقترحا مكان الانضمام شراكة وثيقة. وتطرق ساركوزي في نهاية اغسطس (آب) الماضي الى امكانية استئناف المفاوضات حول انضمام ذلك البلد شرط ان يشكل الاتحاد الاوروبي «لجنة حكماء» توكل اليها مهمة التفكير في مستقبل الاتحاد. كما اعرب الرئيس الفرنسي عن رغبته في ان تركز تلك المفاوضات على الفقرات المواتية مع صيغة الشراكة كي لا تبقى في نهاية المناقشات سوى الفقرات التي لا تنص على الانضمام. لكن شركاءه الاوروبيين لا يشاركون ساركوزي ذلك الموقف ويبلغونه بذلك بانتظام. ودعا رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلدت خلال زيارة الى باريس امس، ساركوزي الى «الإصغاء الى كافة الدول التي ترغب في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي»، مضيفا انه يخشى من ان تركز «لجنة الحكماء» كثيرا على «القضية التركية».

ومما قد يترك ارتياحا لدى انقرة، ان باريس تفكر في احتمال الغاء ضرورة استشارة الفرنسيين في استفتاء حول الدول التي ستنضم مستقبلا الى الاتحاد الاوروبي مما قد يزيل على المدى المتوسط عائقا في وجه تركيا. وتمت المصادقة على ذلك الاجراء مطلع 2005 مع اقتراب الاستفتاء على الدستور الاوروبي في محاولة طمأنة الفرنسيين الذين أبدوا قلقا من توسيع الاتحاد الاوروبي.

وسيلتقي كوشنير نظيره علي باباجان واردوغان والرئيس عبد الله غل. وتعود آخر زيارة على هذا المستوى لتركيا الى فبراير (شباط) 2006 حين قام وزير الخارجية السابق فيليب دوست بلازي في عهد الرئيس جاك شيراك بزيارة الى انقرة. وتركيا تعتبر السوق الخامسة للصادرات الفرنسية خارج الاتحاد الاوروبي بحجم سنوي يعادل اكثر من عشرة مليارات يورو.