السلطة الفلسطينية تشترط جدولا زمنيا من 6 اشهر للتوصل إلى سلام شامل

حملت تل أبيب مسؤولية أي فشل لمؤتمر الخريف

TT

أكد وزير الإعلام الفلسطيني، الناطق باسم الحكومة الفلسطينية رياض المالكي ان المواقف بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي متباعده الى حد كبير. وقال المالكي «ان لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني في نيويورك اظهر تباينا واضحا بين التوقعات الفلسطينية من جهة والاسرائيلية من جهة اخرى، كما عزز الاجتماع الاخير بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت هذا التباين فيما يتعلق بالوثيقة التي يتم العمل على اعدادها حتى لقاء الخريف». واشار المالكي في مؤتمر صحافي عقده في رام الله امس الى ان الموقف الفلسطيني من مؤتمر الخريف يستند الى عدة نقاط ثابتة، وقال ان اهم هذه النقاط «هو التفاوض من اجل التوصل الى اتفاق قبل المؤتمر حول وثيقة جوهرية تتطرق الى كل قضايا الحل النهائي دون البحث في التفاصيل الدقيقة، لعرضها على كل الدول المشاركة في المؤتمر، من اجل اعتمادها للدخول فورا في عملية تفاوضية تبحث التفاصيل ضمن اطار زمني محدد بهدف الوصول الى اتفاق سلام شامل خلال مدة اقصاها ستة اشهر من المؤتمر».

وحسب المالكي، فان الفرقاء سيعودون بعد ذلك حاملين الاتفاق المفصل الى اجتماع جديد مع الدول المشاركة في مؤتمر السلام، يتم خلاله اعتماد الاتفاق والتوقيع عليه من قبل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبقية الدول الاخرى.

وجدد المالكي نية السلطة عرض اي اتفاق على الشعب الفلسطيني عبر استفتاء لتحديد موقفه. واضاف «الاغلبية البسيطة من الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات كافية لإقرار الاتفاق او العودة الى المجلس الوطني». ويعتبر المالكي ان السلطة الفلسطينية لا تستطيع من حيث المبدأ عدم المشاركة في مؤتمر السلام، خصوصا ان اللقاء مخصص للمسار الفلسطيني، مؤكدا ان الجانب الفلسطيني سيعمل على انجاح اللقاء. كما شدد على ضرورة ان يبحث المؤتمر المسارات الاخرى للصراع العربي الاسرائيلي، وقال «ان الادارة الاميركية وعدت ببحث المسار السوري، ولكن بعد المسار الفلسطيني وليس بشكل مواز».

ولم يستبعد المسؤول الفلسطيني امتناع السلطة الفلسطينية عن المشاركة في مؤتمر الخريف «اذا ثبت عدم جدية او تقاعس الشركاء في التوصل الى الاتفاق المنشود». وتابع «نحن نفضل عدم المشاركة على المشاركة في لقاء هزيل». وحمل المالكي مسبقا الجانب الاسرائيلي مسؤولية أي فشل لمؤتمر الخريف. وقال «إن الجانب الفلسطيني يعلن منذ الآن النية والرغبة والعزيمة والجهد لإنجاح المؤتمر وأي فشل يجب تحميله للجانب الاسرائيلي الذي عمل منذ البداية على خفض مستوى التوقعات واعطاء العديد من التبريرات المسبقة لامكانية تاجيل او فشل هذا اللقاء». ونقل المالكي على لسان الرئيس الاميركي جورج بوش قوله للرئيس عباس في نيويورك انه لن يقبل الفشل للقاء الخريف القادم، وبالتالي سيتم العمل من اجل تحقيق النجاح لهذا اللقاء. وقال المالكي ان بوش ابلغ الرئيس عباس بانه «ينتظر ان تخرج المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية بوثيقة جوهرية تتضمن اتفاقا اوليا حول قضايا الخلاف لكي يحملها الى بقية الدول؛ وعلى اساسها يوجه الدعوة لها للمشاركة في اللقاء الدولي». وتطرق المالكي الى الموقف الاسرائيلي الذي نقلته الوزيرة ليفني في لقائها الاخير مع عباس في نيويورك، التي قالت ان «الافضل الحديث عن بيان مقتضب ضمن خطوط عريضة دون الدخول في التفاصيل او حتى ذكر مواضيع مفاوضات الحل النهائي». وقال ان ليفني بررت هذا الموقف بقولها ان أية اشارة الى مواضيع الحل الدائم وخصوصا القدس واللاجئين يتطلب موافقة الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) عليه مما سيعيق عمل الطواقم ويمنع امكانية التوصل الى اتفاق يعرض في لقاء الخريف. واضاف «تعتقد ليفني ان مجرد الحديث اعلاميا عن هذه المواضيع (قضايا الحل الدائم) من شأنه اثارة العديد من القوى والفعاليات الشعبية المعارضة مثل المستوطنين وبعض المجموعات اليمينية التي قد تتوحد مع قوى المعارضة لمنع استمرار عملية التفاوض».