متحف فلسطيني يروي حياة وآلام المعتقلين في السجون الإسرائيلية

يعرض 76 طريقة من طرق التعذيب منها الضرب والتعليق في أوضاع مؤلمة

TT

يسوع المسيح كان أول مسجون سياسي في فلسطين هكذا يؤكد متحف جديد في الضفة الغربية يركز على المعتقلين الفلسطينيين. المتحف مقام داخل الحرم الجامعي لجامعة القدس في أبو ديس شرق القدس.

ويقول عبد العزيز عبد الباقي مدير المتحف لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) وهو يشير إلى مجسم مصغر لجسر حجري في القاعة الامامية يخترق حقلا من الصبار «هذا هو طريق الآلام».

ومشهد هذا المجسم لطريق الآلام يضرب بعنف فكرة الحاجز العازل الذي اقامته إسرائيل للفصل بين الفلسطينيين بعضهم ببعض، ويظهر جزء منه في صورة جدران اسمنتية على بعد مائة متر فقط من المجسم، افتتح المتحف في ابريل (نيسان). وأطلق عليه اسم المناضل الفلسطيني أبو جهاد احد قادة منظمة التحرير الفلسطينية الذي قتله عملاء إسرائيليون في المنفى في تونس عام 1988.

يضم المتحف، وهو عبارة عن مبنى من طابقين مطلي باللون الابيض صورا فوتوغرافية وثائقية وخرائط جدارية وأدوات للمعتقلين وخطابات وأعمال فنية ومكتبة وأرشيفا. ولا يتعامل المعرض مع أسباب الاعتقال في المقام الأول.

ويشاهد زائر المعرض مزيجا من الدعاية والتوثيق شيء بين تخليد المعاناة وتمجيد بطولة المقاومة. المتحف باختصار يعرض جانبا بارزا من الحياة الفلسطينية تحت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو السجن اليومي.

ويقول عبد الباقي أن نحو 800 الف فلسطيني ذاقوا مرارة الاعتقال منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967. ويقول الفلسطينيون إن عدد المعتقلين الفلسطينيين حاليا يربو على 11 ألفا.

وهذا يعني أن واحدا من بين كل أربعة فلسطينيين قد خبر تجربة الاعتقال وانه من الناحية العملية فان كل أسرة فلسطينية لديها معتقل حالي أو سابق.

وتبرر إسرائيل هذا بمتطلبات الحرب ضد الإرهاب وتقول إنها تتصرف تبعا لحكم القانون. بيد أن عبد الباقي الذي أمضى هو نفسه عامين في السجن يقول إن نظام السجون الإسرائيلية هو أيضا مكان «لكسر إرادة الفلسطينيين».

ويصور المتحف محاولات عنيدة للتصدي لذلك. ويمكن للمرء أن يجد خطابات مكتوبة على قصاصات من الورق توضع في كبسولات من البلاستيك محلية الصنع يتم تمريرها من فم لآخر عندما يقبل معتقلا زوجته عبر قضبان السجن.

ويقول عبد الباقي «إن قوة التخيل للمعتقلين هائلة». وتتنوع رسوماتهم البسيطة بين صور لحيوانات مفترسة وقبضات قوية تتغلب على الاسلاك المكهربة. ويتحدث مدير المتحف عن مقالات كتبها في السجن تتناول المستقبل السياسي لشعبه. ولأنه لم تكن لديه الفرصة للاطلاع على تقنيات الكتابة فانه كان يعتمد على قواه الذهنية الخاصة.

وهناك مئات الملفات التي تحتوي أشعارا وروايات وغيرها من الأعمال التي يمكن إطلاق وصف أدب السجون عليها محفوظة كلها في مكتبة المتحف ويمكن للباحثين الإطلاع عليها.

كما تتضمن الروايات الفلسطينية عن بطولة مقاتلين وأطفال حجارة عن مدرسين وشعراء جعلوا المقاومة جوهر حياتهم. كما يقدم المعرض عرضا لـ 76 طريقة من طرق التعذيب منها الضرب والتعليق في أوضاع مؤلمة. 223 هي محصلة القتلى في السجون الإسرائيلية أو خلال عمليات الاعتقال.

وهناك أكثر من 74 اعتقلوا لأكثر من 20 عاما. ويرمي المتحف الذي تكلف إنشاؤه 525000 يورو (748083 دولارا) قدمتها دولة الكويت إلى ابقاء ذكرى المعتقلين حية في الأذهان.