مصدر فرنسي رسمي: ساركوزي وصل إلى موقف شيراك السابق إزاء سورية

TT

تترقب باريس عودة رئيس الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري من زيارته الى العاصمة الأميركية، للإطلاع على مجرى اتصالاته بأعلى المسؤولين الأميركيين في ما خص الموضوع الرئاسي، وعلى «آخر» أجواء واشنطن إزاءه.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية في باريس لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة «تفاهما مرحليا» قائما بين باريس وواشنطن اللتين تتقاربان في مواقفهما أكثر فأكثر من قضايا الشرق الأوسط، بدءا من الموضوع الفلسطيني، الى الملف العراقي، وانتهاء بالبرنامج النووي الإيراني، حول الملف الرئاسي اللبناني. ويقوم هذا التفاهم على ترك باريس تدعو لرئيس توافقي في المرحلة الراهنة، شرط أن يكون ملتزما المحافظة على استقلال لبنان وسيادته وتنفيذ القرارات الدولية، بما فيها قيام المحكمة ذات الطابع الدولي. وتلعب باريس بقوة ورقة الرئيس التوافقي انطلاقا من قناعتها أن عكس ذلك «سيجر تداعيات خطيرة على لبنان». فضلا عن ذلك تقول المصادر الفرنسية، إن عدم إجراء الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية «سيعني مرحلة من الفوضى والفراغ، لأنه ليس من المؤكد أن إجراءه سيكون ممكنا بعد ذلك». من هذا المنطلق، دعمت باريس مبادرة الرئيس بري علنا و«غضت الطرف» عن انتقادات الأخير للبيان الذي صدر الأسبوع الماضي عن مجلس الأمن، وهي في هذا التوجه، تنسق مع أكثر من جهة على رأسها السعودية ومصر وعمرو موسى وشركائها الأوروبيين وإيران.

وقالت مصادر فرنسية مطلعة، إن موقف إيران «إيجابي» وأن إيران تفهم أن مصلحتها في لبنان في الوقت الحاضر هي تحاشي الفراغ، واندلاع أزمة. و«الأمر الوحيد» الذي يطالب به الإيرانيون هو أن يكون الرئيس الجديد «غير معاد لحزب الله»، ما يفترض ضمنا ألا يلح على نزع سلاح حزب الله. وتفهم باريس موقف إيران بأنه دعوة لرئيس توافقي.

غير أن ما يقلق باريس هو موقف دمشق. وقالت أوساط فرنسية واسعة الإطلاع، إن الرئيس ساركوزي «يكاد يصل الى الخلاصة نفسها، التي وصل اليها الرئيس شيراك وهي أنه لا خير يرجى» من الجانب السوري في لبنان، وأن «كل الدعوات والإشارات التي أرسلت الى دمشق والتي تعدها بـ«العجائب» إذا ما ساعدت على استقرار الوضع في لبنان وتمرير الاستحقاق الرئاسي بأفضل الظروف «لم تلاق الصدى المنتظر». وترى باريس أنه إذا ما تأكد هذا التوجه من خلال تعطيل الجلسة القادمة لمجلس النواب في 23 الشهر الحالي، وفي الأيام التي تليه، فإنه من الواضح، أن «التفاهم المرحلي» مع واشنطن «سينتهي مفعوله» وأن واشنطن «ستدفع عندها الى انتخاب رئيس جديد بالنصف زائد واحد أو بأية طريقة أخرى على أن تعمل لحشد الاعتراف به عربيا ودوليا». وتدرس الدوائر الفرنسية المعنية «كافة السيناريوهات» بما فيها انعكاس ذلك على وجود قواتها العاملة في إطار اليونيفيل. وكان هذا الموضوع من بين ما بحث في الاجتماع الثلاثي، الذي جرى قبل ثلاثة أيام في روما بين وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا واسبانيا التي لها قوات في اليونيفيل. كما درس الوزراء الثلاثة معنى الرسالة التي وجهها النائب وليد جنبلاط الى عدد من رؤساء الدول العربية والأجنبية. لكن السؤال الذي يشغل الأوساط الفرنسية اليوم هو التالي: ما هو الموقف الذي ستلتزم به باريس، إذا لم ينتخب رئيس توافقي؟

تقول الأوساط الفرنسية، إن الخيارات «صعبة ونحن لا نضع أنفسنا في إطار هذا السيناريو». لكنها تضيف أن «أسوأ الحلول هو الفراغ» وبالتالي فإن باريس ستسير عندها في ركب رئيس «النصف زائد واحد» لأنه «سيكون الحل الوحيد، بعد أن «تعطلت الحلول الأخرى».