اشتباك في مخيم المية ومية يثير مخاوف الفلسطينيين من انتقال صراع «فتح» و«حماس» إلى داخل لبنان

TT

ازدادت مخاوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من انتقال الصراع المسلح بين حركتي «فتح» و«حماس» في قطاع غزة الى مخيماتهم بعد الاشتباك الذي وقع فجر امس في مخيم المية ومية (جنوب شرقي صيدا) واسفر عن جرح فلسطيني ومواطن لبناني كان في منزله في بلدة مغدوشة القريبة من المخيم.

وقد سلط الاشتباك المسلح الذي استمر دقائق عدة واستخدمت فيه الاسلحة الرشاشة الخفيفة، الضوء على مستقبل الوضع الامني في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان لاسيما انه وقع في مخيم المية ومية الذي كان طوال سنوات هادئا ومعزولا عن مسلسل الصراعات والحوادث الامنية التي شهدها بعض مخيمات اللاجئين وخصوصا مخيم عين الحلوة.

وقد استوجب هذا التطور اجراء اتصالات لبنانية ـ فلسطينية شارك فيها مسؤولون صيداويون وفلسطينيون في صيدا ومخيمي عين الحلوة والمية ومية لمعالجة ذيول الاشتباك ومنع تكراره في ظل غياب اي معالجة سياسية للخلاف القائم بين حركتي «فتح» و«حماس» في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقد علمت «الشرق الاوسط» من مصادر مطلعة ان مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين يعملون في منطقة الجنوب على ترتيب لقاءات لمسؤولين في «فتح» و«حماس» خلال الفترة المقبلة بهدف «تحصين» ساحة المخيمات الفلسطينية في لبنان من الاختراقات والحوادث الامنية في ظل وجود «طابور خامس» يسعى الى اشعال فتنة فلسطينية ـ فلسطينية. وذكرت المصادر نفسها ان المساعي قطعت شوطا كبيرا وستكون مقدمتها وقف الحملات السياسية والاعلامية بين «فتح» و«حماس» داخل المخيمات الفلسطينية.

وشدد مصدر فلسطيني في مخيم عين الحلوة، الذي يعتبر عاصمة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على اهمية الوحدة الفلسطينية في هذه المرحلة، متوقعا عدم حصول احداث كبيرة بين الفصائل الفلسطينية، ولاسيما ان الوضع في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان تحت السيطرة «لان ما يجمع بين حماس وفتح اكثر مما يفرق بينهما».

هذا، وعاد الهدوء الى مخيم المية ومية بعد نجاح المساعي والاتصالات التي قام بها قادة الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، في وقت اتخذ فيه الجيش اللبناني اجراءات امنية في محيط عين الحلوة والمية ومية.

يذكر ان حركة «حماس» التي تتمتع بوجود قوي في معظم المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان لا تملك مراكز عسكرية ويقتصر نشاطها على تقديم الخدمات الطبية والاجتماعية والتربوية. وفي المقابل، تنتشر عشرات المكاتب والمراكز العسكرية لحركة «فتح» في جميع مخيمات الجنوب اللبناني ولاسيما عين الحلوة والرشيدية.