دفن 98 من مقاتلي «فتح الإسلام» في شمال لبنان

ظلوا مجهولي الهوية وجثثهم حملت أرقاما مرمَّزة

TT

فصل أساسي من «حقبة» تنظيم «فتح الإسلام»، «دفن» بعد ظهر امس في تراب طرابلس، عاصمة شمال لبنان، حيث تولت القوى الأمنية عملية دفن ثمان وتسعين جثة لمقاتلين من هذا التنظيم في «مدافن الغرباء» في المدينة حملت أرقاما مرمزة.

فمنذ الصباح باشرت الجهات الصحية المختصة في الجيش والمستشفى الحكومي في محلة القبة في طرابلس بتوضيب الجثث، التي جرى تجميعها في شاحنة تبريد خاصة منذ 20 مايو (ايار) الماضي، عندما دهمت القوى الأمنية شقة في شارع المائتين في المدينة، وقتلت عددا من المسلحين كانوا شاركوا في عملية سطو على احد المصارف في قضاء الكورة والتي على اثرها هاجمت مجموعات من «فتح الاسلام» حواجز ومراكز للجيش في محيط مخيم نهر البارد وقتلت عشرات العسكريين، الذين كانوا نياما في خيمهم، لينفجر بعدها الوضع الأمني في محيط المخيم بين الجيش والمسلحين، وتستمر المعارك مائة وخمسة ايام بشكل متواصل، سقط خلالها عشرات المسلحين قتلى من دون ان تعرف هوياتهم الحقيقية، اذ كانوا في معظم الاحيان يحملون بطاقات هوية مزورة. وهذا ما جعل الجهات المختصة تعرّف الجثث بأرقام مرمزة للعودة اليها عند الحاجة، اذا ما تم التعرف الى هوية اصحابها الحقيقية، والى اي جنسية ينتمون.

وقد وضعت الجثث في نعوش نقلت الى مدافن الغرباء، حيث وضعت في اربع حفر متقاربة، ثم طمرت. وتمت العملية بمواكبة من الجيش وقوى الأمن الداخلي ومشاركة عدد محدود من المواطنين، وحشد كبير من ممثلي وسائل الاعلام.

وقد أبقيت جثتان في براد المستشفى الحكومي. الأولى للقيادي في «فتح الإسلام» «أبي يزن» (سوري الجنسية) والثانية لشريف النشار (سوري الجنسية ايضا) من دون ان تعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا الاجراء. ويشار الى ان احد اركان التنظيم، شهاب القدور (الملقب بأبي هريرة) كان ووري في مدافن الغرباء منذ نحو اسبوعين، بعدما رفض اهالي مسقط رأسه بلدة مشمش (قضاء عكار) السماح للسلطات اللبنانية بدفنه في البلدة.