الصومال: اغتيال رجل دين في كيسمايو .. واختطاف طائرة شحن بالشمال

الحكومة تكشف عن حملة أمنية واسعة في مقديشو لصد الهجمات

TT

وقعت سلسلة من الهجمات في العاصمة الصومالية مقديشو، قتل فيها عدد من الجنود الصوماليين والإثيوبيين، وقصف المسلحون القصر الرئاسي بعدد من قذائف الهاون لكن لم يكشف عن إصابات. وفي مدينة كيسمايو (جنوب) اغتال مسلحون مجهولون رجل دين بارزا في المنطقة. في هذه الأثناء، كشفت الحكومة الصومالية عن حملة أمنية واسعة في مقديشو لصد هجمات المسلحين يشارك فيها الآلاف من عناصر الجيش والشرطة تدعمها القوات الإثيوبية.

وشهدت مقديشو امس أعنف سلسلة من الهجمات والتفجيرات ضد الأهداف الحكومية منذ بداية شهر رمضان الجاري. فقد أطلق المسلحون 10 قذائف هاون على القصر الرئاسي (فيلا صوماليا) بوسط العاصمة مقديشو لكن جميعها سقطت في المناطق المحيطة بمقر الرئاسة، ولم يتم الكشف عن إصابات نجمت عن ذلك.

وفي منطقة «هليوا» بشمال شرقي العاصمة قتل 5 أشخاص، من بينهم جندي إثيوبي وآخر صومالي إثر انفجار لغم زرع بجانب الطريق، وقد طوقت قوات الشرطة والجيش التي تدعمها القوات الإثيوبية المنطقة، وبدأت عملية تفتيش للمنازل والأشخاص لعدة ساعات تم خلالها اعتقال عدد من الأشخاص. وشمل إغلاق الشوارع جزءا كبيرا من العاصمة مقديشو التي أصيبت الحركة فيها بشلل شبه كلي.

وفي منطقة «البكارو» التي يقع فيها أكبر الأسواق المفتوحة في العاصمة لقيَّ شخصان مصرعهما وأصيب 3 آخرون بجراح في انفجار بقرب مجموعة من عناصر الشرطة كانوا موجودين في السوق الذي دمرت الحرائق جزءا كبيرا منه يوم أمس. وكانت الجماعات المسلحة قد أعلنت عن تصعيد هجماتها ضد الأهداف الحكومية ومقرات القوات الصومالية والإثيوبية خلال شهر رمضان. وقد أصبح هذا التهديد واقعا بحكم كم الهجمات اليومية التي تحدث في مقديشو.

في هذه الأثناء، كشفت السلطات الصومالية عن أكبر حملة أمنية في العاصمة بمشاركة آلاف من عناصر الجيش والشرطة سيتم نشرهم في 52 تقاطع طرق رئيسية في العاصمة، الأمر الذي سيصبح في حال تنفيذه أكبر انتشار للقوات الحكومية والإثيوبية في مقديشو منذ إخراج مليشيات المحاكم الإسلامية من العاصمة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال محمد محيي الدين المتحدث باسم إدارة محافظة مقديشو ان العملية الأمنية ستخضع لإشراف مباشر من وزارة الداخلية ويتم رفع التقارير الأمنية مباشرة الى الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد.

وكانت القوات التابعة للحكومة الصومالية التي يدعمها الجيش الإثيوبي قد نفذت حملات أمنية مماثلة خلال الأشهر الماضية إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع الهجمات التي يشنها المسلحون المعارضون للحكومة الصومالية والتي تصاعدت وتيرتها خلال الأسابيع الماضية. على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون في مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم الى الجنوب من مقديشو) رجل الدين الشيخ يوسف محمود طيري) المعروف في المنطقة، وقد اختطف مجموعة من المسلحين الشيخ طيري ومعه أحد رجال الأعمال البارزين في كيسمايو واقتادوهما الى خارج مدينة كيسمايو ثم قاموا بقتلهما وعثر على جثة الرجلين في وقت لاحق جنوب المدينة. وهذا الحادث هو الثاني الذي يستهدف رجال الدين في كيسمايو خلال أسبوع واحد حيث اغتيل قبله رجل دين آخر يدعى الشيخ جيلاني معلم على يد مسلحين مجهولين. وفي مدينة بوصاصو بولاية بونت بشمال شرق الصومال اختطف مسلحون طائرة شحن من مطار المدينة واقتادوها الى شمال الصومال، وكانت الطائرة التي قدمت من إثيوبيا قد أفرغت شحنة من القات في مطار بوصاصو، ثم صعد اليها مجموعة من المسلحين وأجبروا طاقمها على الإقلاع. وأفادت مصادر بشمال الصومال لـ«الشرق الأوسط» بأن الطائرة المختطفة هبطت في مطار صغير بمدينة «لاس قري» بشمال الصومال ولم يوضح الخاطفون هويتهم كما أنهم لم يعلنوا عن أية مطالب حتى الآن. وتعتبر حوادث اختطاف الطائرات نادرة في الصومال التي يشيع فيها خطف السفن التجارية وناقلات النفط بحيث يصنف مكتب الملاحة الدولي في لندن السواحل الصومالية واحدة من أخطر السواحل في العالم، وتنتشر فيها مليشيات القرصنة التي أثرت من عمليات اختطاف السفن التي تعبر المياه الصومالية.