إسلام أباد: عودة النشاط إلى المسجد الأحمر ومدرسة حفصة

إمام المسجد الجديد تعهد بمواصلة الكفاح من أجل تطبيق أحكام الشريعة

TT

بالنسبة للمصلين الذين تدفقوا زرافات ووحدانا على المسجد الأحمر في إسلام أباد أمس، فان إعادة افتتاح المسجد والأجزاء المتهدمة منه ترتبط في أذهانهم بذكريات المعركة الدموية التي دارت رحاها الصيف الماضي وما تخلف عنها من بقايا للجثث.

صاح شاب بينما يهم أحد الصحافيين بتفتيش الحجارة وأجزاء الحطام المعدنية التي غطت المكان حيث كانت المدارس الدينية لجامعة حفصة «لا تنزل هنا فقد تتعثر بعشرات الجثث ونسخ القرآن الكريم التي دفنت تحت الحطام».

وكانت عمليات تفتيش سابقة قد كشفت ما بدا انه أعداد هائلة من الرفات البشرية، الأمر الذي يعزز المزاعم بأن الرقم الحقيقي للقتلى في حادث الاقتحام المروع تمت التغطية عليه.

تقول السلطات إن نحو 100 شخص بينهم 12 جنديا قتلوا في عملية الاقتحام التي جرت وقائعها في 10 يوليو (تموز) الماضي ضد طلاب ومقاتلين متشددين مدججين بالسلاح تحصنوا داخل المسجد الواقع في قلب العاصمة الباكستانية.

لكن إدارة المسجد تزعم أن أكثر من 3 آلاف طالب قتلوا، وان جثثهم دفنت في مكان آخر أو دفنت تحت الانقاض. كما تحدث شهود عيان لعملية رفع الانقاض التي تمت على عجل أيضا عن مئات من الجثث التي تم إخفاؤها.

تقول أم حسن زوجة امام المسجد السابق، مولانا عبد العزيز، الذي يقول البعض انه مدبر الحملة المشؤومة التي قام بها الطلاب هذا العام من اجل فرض حكم إسلامي على طريقة طالبان في باكستان «لقد كانت العملية الأمنية بمثابة اختبار لإرادتنا وعزمنا ولكننا واجهنا هذا الاختبار بالعزم والصبر ونجحنا. لقد أعاد المولى عز وجل افتتاح المسجد من اجلنا».

وكان عبد العزيز قد اعتقل أثناء فراره من المعركة متخفيا في زي امرأة منقبة بينما قتل شقيقه وشريكه في تدبير الامور عبد الرشيد غازي خلال تبادل لإطلاق النار جرى في قبو المسجد.

ومنذ ذلك الحين تتجمع مسيرات احتجاجية حول المسجد حيث تقام صلاة الجمعة خارجه بشكل شبه منتظم. وفي خضم ضغوط الرأي العام المتصاعدة لاستعادة المسجد لم تكتف المحكمة العليا بإصدار أمرها بإعادة فتح المسجد فحسب بل أمرت أيضا بتوكيل أنصار عبد العزيز بإدارته في تحرك يخشى كثيرون من انه قد يؤدي لتجدد المواجهة.

وتعهد مولانا عبد الله جعفر، إمام المسجد الجديد، أمام حشد من المصلين المبتهجين بلغ 3 الآف شخص بمواصلة الكفاح من اجل تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية.

وقال جعفر «إننا سنواصل مهمة غازي. مهمة تمكين الإسلام. لقد ضحى غازي بحياته من اجل هذه القضية وعزيز يواجه محنة السجن». إلى جانب آخر، صرح يحيى حسن قائد احدى وحدات الشرطة المتمركزة على بعد 30 مترا من المسجد قائلا «الشرطة انسحبت من المسجد وتم نقل إدارة المسجد لأسرة عبد العزيز لكن فور قيام هؤلاء الناس بأي خروج على القانون، فإننا سنتحرك بسرعة ونطوق المكان».

ويشعر الرجل المفترض انه أعطى الأمر النهائي باقتحام المسجد الرئيس برويز مشرف بالقلق بشكل واضح من أن هذا ربما لا يكون نهاية المطاف.

وقال الحاكم العسكري في مقابلة بثت أمس «إنه مسجد جميل وأنا أود أن اذهب لأصلي فيه لكن لسوء الحظ أن هناك عناصر تريد السيطرة على المسجد وتحدي أمر الحكومة».

وأضاف «كيف يمكن أن نتسامح مع شيء كهذا؟ إننا نريد إعادة افتتاح المسجد لكن لن نسمح لأحد أبدا بالسيطرة عليه».

وفي إشارة أخرى إلى المتاعب المرتقبة أمرت المحكمة بتسجيل قضايا القتل ضد أولئك المسؤولين عنها ممن نفذوا العملية العسكرية كما أمرت بإعادة بناء مدارس جامعة حفصة».