سنوات حكم مشرف تضمن بقاء الجيش الباكستاني في السياسة

بعد الإعلان عن فصل منصب رئيس الدولة ورئيس الأركان

TT

تنتهي حقبة الحكم العسكري في باكستان التي استمرت 9 سنوات بعد الاعلان عن تعيين قائد جديد للجيش. وسيتخلى الجنرال برويز مشرف عن بدلته العسكرية بعد انتخابه لولاية جديدة في رئاسة باكستان يوم السبت المقبل بينما رئيس الاركان الجديد الجنرال اشفق برويز كياني سيتولى قيادة الجيش. وبالنسبة للحكومة، سيعني ذلك انسحاب الجيش من مقاليد الحكم في عملية معقدة. فخلال السنوات الاخيرة من الحكم العسكري المباشر، استطاع الجيش تقوية مكانته بطريقة اخرى. فسنوات الحكم الطويلة اتاحت له فرصاً لخرق مجالات الدولة والمجتمع الرئيسية. وذلك يشمل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، بالاضافة الى القطاع الخاص والصناعة والتعليم والاتصالات والمواصلات. وقد عين عدداً كبيراً من الضباط الحاليين والمتقاعدين في وظائف مدنية مما يعني ان المؤسسة العسكرية ستستمر بلعب دور اساسي في عملية اتخاذ القرار حتى بعد فصل منصبي رئيس الدولة ورئيس اركان الجيش. وهناك اسباب تاريخية وثقافية سمحت للجيش ان يتولى دوراً اساسياً في البلاد. فقد استطاعت المؤسسة العسكرية ان تحتفظ دوماً بصورة مهنية ونظامية ومتحدة. ويعتبرها الشعب الباكستاني مؤسسة اساسية لضمان سلامة البلاد، منذ ولادة الدولة الباكستانية قبل 60 عاماً الى المشاكل الامنية في الوقت الراهن.

وقال المحلل السياسي حسن عسكري رضوي: «يتمتع الجيش الباكستاني بصورة جيدة تقليدياً، ويحظى بالاحترام بسبب تقاليد القتال في محافظات بنجاب والشمال، بالاضافة الى احترام مبدأ الجهاد الاسلامي». وحصل الجيش على مكاسب من جراء الاختلاف بين القادة السياسيين حول دوره في العملية السياسية. ولم يتردد المتنافسون على السلطة من دعوة الجيش لاجراء انقلاب على خصومهم. وفي حالات الصدام السياسية والازمات في الحكم، يتمتع الجيش بدعم لدوره المدني. وحتى ان انسحابه من الادارة المباشرة للشؤون السياسية، يبقى الجيش ابرز قوة مستقلة تستطيع ان تؤثر على العملية السياسية. ومنذ توليه منصب رئيس اركان الجيش في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1998، وتوليه رئاسة البلاد العام التالي، غير مشرف الاتجاه السياسي والآيديولوجي للجيش وللمؤسسات الامنية التابعة له والتي تعتبر الذراع السياسي له.

واثناء حكم آخر حاكم عسكري قبل مشرف، وهو الجنرال ضياء الحق بين عامي 1977 و1988، زاد التركيز على الجانب الاسلامي لمهمة الجيش كمؤسسة. وأدى ذلك الى تعاون مكثف بين الجيش والقوى الاسلامية في البلاد. ولكن غير مشرف هذه السياسة، بتحالفه الوثيق مع الولايات المتحدة ومحاربته للمجموعات الاسلامية المتطرفة. وقد ادى ذلك الى استهداف الجيش الباكستاني من قبل المتطرفين والمسلحين في البلاد من جهة، وتقريب الجيش والحكومة من جهة اخرى. ومن المتوقع ان تستمر العلاقة الوثيقة بين الجيش والحكومة حيث لم تلتق المصالح في مكافحة المتطرفين.