الحريري يؤكد من واشنطن: نريد رئيسا من «14 آذار» ونطالب النظام السوري بأن يدع اللبنانيين وشأنهم

بوش يعرب عن «قلقه البالغ» من التدخل الأجنبي في انتخابات لبنان

الحريري خلال لقائه بوش في البيت الابيض (أ.ف.ب)
TT

اجتمع امس الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض مع النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل البرلمانية في لبنان. وفيما اكتفى مصدر في البيت الابيض بالقول إن اللقاء تطرق الى الوضع في لبنان اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش، عقب اللقاء، انه «قلق للغاية ازاء تدخل اجنبي» من دول مثل سورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان. وأضاف «لقد تم توجيه رسالة الى دول مثل سورية بان عليهم الا يتدخلوا».

وكان الحريري التقى ايضا ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي. وتزامن اجتماع بوش مع الحريري مع مأدبة افطار اقامها الرئيس الاميركي الليلة الماضية على شرف علماء وقيادات اسلامية اميركية، وهو حفل إفطار سنوي اعتاد البيت الابيض تنظيمه سنوياً. وكان سعد الحريري قد اعلن من واشنطن ان قوى الاكثرية البرلمانية (14 اذار) في لبنان تريد رئيسا لديه ارادتها وينتمي اليها. وأكد، خلال زيارته الولايات المتحدة «مواصلة العمل مع حلفائنا من اجل تحقيق السلام في لبنان». وفي حفل افطار أقامه سفير لبنان في واشنطن انطوان شديد على شرف الحريري وحضره اعضاء الوفد اللبناني وسفراء المملكة العربية السعودية عادل الجبير، ومصر نبيل فهمي، والكويت سالم الصباح، والنواب الاميركيون نك رحال وداريل عيسى وراي لحود ونائب رئيس البنك الدولي مروان المعشر ونائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش وعدد كبير من المسؤولين الاميركيين، ألقى الحريري كلمة قال فيها: «أخيرا أصبحت لدينا سفارة تؤدي دورها المطلوب بفضل سفيرنا الجديد وتعمل من أجل اللبنانيين جميعا لا لخدمة بلد آخر. يشرفني ان أزور هذه المدينة الجميلة، وان ألمس لمس اليد كل ما حصل عليه لبنان من دعم في الماضي، ولا يزال يحصل عليه اليوم. وإني آمل بأن يستمر هذا الدعم لسنوات طويلة في المستقبل، في سبيل دعم الشعب اللبناني وحريته ونظامه الديمقراطي وخيره. لقد عانى لبنان على مدى سنوات طوال من المتاعب والاغتيالات. وأعتقد ان حلفاء الشعب اللبناني يقفون الى جانبه منذ اغتيال والدي، الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وسوف يتذكر لبنان واللبنانيون هذا الدعم دائما». واضاف: «اننا نتطلع الى انتخاب رئيس جديد للبنان لديه ارادة 14 آذار وينتمي اليها. وسوف نواصل العمل مع حلفائنا من اجل تحقيق السلام في لبنان ومساعدة اللبنانيين حيثما كانوا». واعربت النائبة غنوة جلول، التي ترافق الحريري في زيارته الى واشنطن، في حديث اذاعي بث امس عن تفاؤلها بالاجتماع المرتقب بين الرئيس جورج بوش والنائب الحريري، مشيرة الى «ان الدعم الاميركي من جمهوريين وديمقراطيين واعضاء الكونغرس كافة الذين اجتمعنا بهم مشجع جدا ويعطي الارضية المكملة للدعم الذي كان يلمسه لبنان من الادارة الاميركية». وكان الحريري استهل زيارته الى واشنطن بسلسلة لقاءات عقدها مع عدد من اعضاء مجلسي النواب والشيوخ بدأها بلقاء مع السناتور جون كيري ثم توجه الى مبنى الكابيتول حيث قابل رئيس الغالبية في مجلس النواب ستاني هوير في حضور عدد من اعضاء الوفد المرافق. وقال الحريري انه تم خلال هذه اللقاءات «طرح استفسارات عديدة واسئلة من قبل النواب الاميركيين بالنسبة الى انتخابات رئاسة الجمهورية. واكدنا لهم اننا ندرس هذا الموضوع جدياً. ونحن في قوى 14 آذار لدينا مرشحان. وهناك حوار يحصل بيننا وبين الرئيس نبيه بري وآخرين. ولكن نحن لدينا مشروع. مشروعنا لبنان حر عربي ومستقل. ولا نريد اي تدخلات. نريد رئيس جمهورية للبنان، للبنان فقط وليس لأي جهة اخرى». ورداً على سؤال عن قول الرئيس السوري بشار الاسد ان سورية مع الوفاق اللبناني قال الحريري: «نحن نريد الوفاق والاستقرار في سورية. وليجروا انتخابات حرة ومستقلة بإشراف مراقبين دوليين. نحن لا نتدخل في الشؤون السورية. ولا نريد التدخل في شؤونهم. ولكن الشأن اللبناني اصبح الشغل الشاغل للنظام السوري. وما نطلبه هو ان يبتعدوا عن السياسة اللبنانية ويدعوا اللبنانيين وشأنهم».

وفي بيروت حذر البطريرك الماروني نصرالله صفير، في كلمة القاها امام وفد اقتصادي زاره امس من «ان الوضع اصبح خطيرا جدا وهو يهدد بالانهيار. ويجب الا نحجب الواقع بإصبعنا. يجب ان نراه كما يجب ان يُرى... اننا نتطلع مثلكم الى ان يأتي رئيس يعي كل هذه المصاعب وان يعمل ما في استطاعته لكي يعيد لبنان الى سابق عهده في الازدهار ويعيد الطمأنينة الى أهله والى جواره». وكان البطريرك صفير استقبل السفير الاميركي جيفري فيلتمان الذي اكتفى بالقول ردا على سؤال عن امكان زيارة وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى لبنان: «سنتحدث لاحقا عن هذا الموضوع». وهاجم عضو كتلة النائب وليد جنبلاط، انطوان اندراوس امس «حزب الله» متهما اياه بانه «يخطف البلد نحو المجهول ويمسك بقبضته الحديدية على مفاصله كافة ويسخر امكاناته العسكرية والمادية والمؤسساتية في سياق تدمير ممنهج لتقويض المؤسسات الرسمية والاستقرار في لبنان». وسأل: «ما معنى ان يريد الحزب رئيسا يحمي المقاومة وسلاحها وشعبها وبيئتها كما قال احد قادة الحزب؟ فهل نريد رئيسا لطائفة وللمقاومة فقط، وبمعنى آخر رئيسا على شاكلة اميل لحود منبوذ داخل طائفته ومن السنة والدروز وكل الطوائف مع تقديرنا واحترامنا للطائفة الشيعية الكريمة التي نجل ونقدر؟ فبهذا الخيار الذي يُسوِّق له الحزب ومن يسير في ركبه، انما يريد القول بما معناه: اما رئيس يساير المقاومة ويحفظ سلاحها الى الابد ويماشي النظام السوري وسياسته واملاءاته، واما لا انتخابات رئاسية بل التعطيل ثم التعطيل». واستغرب اندراوس «نهج حزب الله الفوقي والمتغطرس» متهما اياه بانه «يوزع سلاحه وكوادره وماله على حلفاء النظام السوري، ليزرع الفتنة داخل الطائفة المسيحية عبر دعمه للتيار العوني. والامر عينه على الساحة الدرزية. ويبشرنا ايضا بمنحى تعطيلي آخر عندما رد سريعا على بيان مجلس المطارنة الموارنة، مؤكدا على بقاء مخيم رياض الصلح، هذا المخيم الذي عطل مصالح الناس والدورة الاقتصادية في وسط بيروت».

وفي المقابل، قال عضو كتلة نواب «حزب الله» حسن حب الله: «المقاومة ومعها حلفاؤها في المعارضة يريدون لبنان القوي لذلك هم متمسكون بالجيش اللبناني الوطني الذي يصوب بندقيته نحو العدو الصهيوني. وهم متمسكون ايضا بالمقاومة المسلحة التي تكون الى جانب شعبها وجيشها في مواجهة اي عدوان واي خطر صهيوني على لبنان. واي رئيس يفكر به ان يكون رئيسا توافقيا يجب ان يكون ملتزما هذه الخيارات وان يكون ملتزما لبنان الواحد الموحد القوي بمقاومته وان يحافظ على سلاح المقاومة كما يحافظ على الوطن».