أبوالوليد المصري لسيف العدل: توسع في إرهاب المدن بالصومال واستخدم الأسلحة الخفية

مراسلات «القاعدة» السرية للفيلق الأفريقي

TT

بثت مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق ومراسلات باللغة العربية بين قادة تنظيم القاعدة، عثر عليها الجيش الأميركي في إطار الحرب على الإرهاب، تعتبر بمثابة ثروة للدارسين والمهتمين بشؤون القاعدة ومكافحة الارهاب. وتنشر «الشرق الأوسط» اليوم 3 رسائل تتعلق بالفليق الافريقي للقاعدة في الصومال واوجادين موجهة الى سيف العدل المسؤول العسكري للتنظيم، ورسالتين تتعلقان بالجهاد في القوقاز موجهتين الى ابي عبد الله اسامة بن لادن. والرسالة الاولى موجهة من ابوليد المصري «مصطفى حامد» منظر ومفكر «القاعدة» الى سيف العدل، وفيها كثير من العبر والدلائل، وموقعة باسم «عمك ابوالوليد»، وكشف اصوليون في لندن لـ«الشرق الأوسط» الى ان ابوالوليد هو والد زوجة سيف العدل، وكلاهما معتقل حاليا في ايران. ويوجه ابوالوليد سهام النقد الى الحركة الصومالية التي ذهبت القاعدة لنجدتها، مشيرا الى انها حركة انعزالية تعاني من جمود في ردات الفعل تجاه الاحداث، وقال: اذكركم باكتشاف عمره الاف السنين، يقول ان الحركة المنعزلة عن جمهورها والتي تشك في شعبها ويشك شعبها فيها، فلا يمكن ان تحقق الحركة شيئا سوى تدمير نفسها. وقال ابوالوليد ان العمل العسكري يحتاج الى المناورة وفق خطط مرحلية، مشيرا الى ان العمل الجهادي على طريقة وحيد القرن، عمل غبي فاشل، واعني به العمل العسكري لا يرى غير العمل العسكري لا غير.

واوضح منظر القاعدة: «عندما دخلتم الصومال كان الميدان عقيما وغير مجدي، ولكن تغير الامر بعد تدخل اميركا وفرسان الصليب، كنتم اشبه بصياد وجه بندقيته الى غصن شجرة يابس لا ورقة فيه ولا طير عليه، حتى هبط النسر الاميركي الاقرع، على غصن الشجرة، وعلى استقامة البندقية تماما، فهل يضغط الصياد على الزناد كي يقتل النسر او يدميه على الاقل؟. لقد هبط النسر الاميركي على مرمى بنادقكم، ويمكنكم قتله او اصابته بعاهه مستديمة، فان فعلتم فقد انقذتم السودان وباب المندب واليمن والبحر الاحمر وبحر العرب ومياه النيل، هل هناك اهداف للحرب اروع من ذلك، ولاظن انه مسموح لكم بالتراجع الان انها جريمة، اطلقوا النار على النسر الاقرع واقتلوا فرسان الصليب». وينتقل ابوالوليد من الجانب السياسي التنظيري الى الجانب العسكري فيقول: «الوضع لديكم ولدينا في كل مكان تقريبا لا مكان فيه للامثل، والمسألة هي نكون او لا نكون نبقى او نفنى يبقى اسلام فيه دخن وتلبيس ام تأتي نصرانية لا لبس فيها». ويقول ابوالوليد ناصحا زوج ابنته: «مقترحاتك جيدة ضع قواعدك في الجبال، وتحرك في كل مكان، واقتلوهم حيث ثقفتموهم، وتوسع في ارهاب المدن وبث الالغام على الطرقات، واستخدم كل ما يمكن من اسلحة الحرب الخفية من الاشاعة الى السموم الى الخنق الى التفجير الى الهجوم الصاعق على اهداف صغيرة، وكن زئبقيا لا تدعهم يمسكونك او يحددون مكانك او يجروك الى مواجهة عسكرية، املاء عليهم الفضاء مثل الهواء أي تكون موجودا وغير مرئي». ويوضح ابوالوليد: «يمكنكم وضع برنامج سياسي عملي واخر عسكري غير مكلف واخر اقتصادي على قد الحال، من اجل التغلب على مشكلة التمويل المالي». ويقول: «لقد من الله على قريش بان اطعمهم من جوع وامنهم من خوف»، ان الجوع والخوف يحطمان النفس البشرية، وتمحق فيها العزة، واذكركم بغزوة بدر الكبرى وكيف كانت افضل الغزوات في التاريخ, لانها تحركت على قاعدة ايمانية اقتصادية، لانها استهدفت اقتصاد الخصم وشريانه المالي». ويقول ابوالوليد: «تأمل يافتي واعمل بسنة رسولنا الكريم، النقاط العملية التي وردت في رسالتكم الثانية لعلاج الوضع هي بسيطة وعملية ومفيدة، ستنتصرون في ميدانكم هناك ويوم اذن يفلح المؤمنون بنصر الله، وفي النهاية لقد اطلت عليكم، ولكن اقول لكم قولا فاصلا لا تغضب، قبلاتي لزوجتك العزيزة ولابنتك الجميلة والسلام عليكم ورحمة الله». عمك ابواليد (جهاد وال) الخميس 30 سبتمبر 1993. اما الرسالة الثانية فموجهة من حسان الطاجيكي احد قيادات القاعدة موقعة من منطقة «جهاد وال» يتحدث فيها عن العقبات في ارض خراسان وهي موجهة لابي عبد الله اسامة بن لادن، وتأثير الوضع الداخلي والاقليمي والدولي على اعمال الحركة الجهادية في طاجيكستان، ويتحدث عن العقبات منها قلة طاقم التدريب وعدم وجود طاقم عسكري عربي. وفي الرسالة الثالثة الموجهة من ابوالوليد المصري الى سيف العدل يتحدث عن مساعيه الى السفر الى الصومال بعد النصر الذي حققه المجاهدون هناك، لكنه اكتشف انه مطلوب امنيا في باكستان التي وصفها في رسالته بدولة «النفاق». ويقول ابوالوليد اصعب ما في الموضوع انني مضطر ان اكتب اليكم ما كنت ان اقوله اليكم شفاهة، كما كانت عادتنا في ليالي افغانستان الساحرة، ويضيف منظر القاعدة «لم احضر التجربة الصومالية باكملها، وكنت على الارجح مستمعا من الدرجة الثالثة، ويمكن ان اتخيل واستنتج بل اوجه النصائح لنفسي اولا ثم لكم، ويمكن ان اوجز بالتالي ان الفيلق الافريقي لم يدخل الى الصومال وهو يملك رؤية استراتيجية سواء عسكرية او سياسية، وبالمثل فان القوات الاميركية ذهبت الى هناك بدون ان تمتلك رؤية واضحة لاهداف تواجدها، والنتيجة كما يقول ابوالوليد ان فيلقنا الافريقي تساوى لاول مرة مع الاميركيين ولكن في مساحة محدودة»، ولكن كيف انتصر الفيلق الافريقي مع الجوعى المسلمين على القوة الاعظم في العالم، هذا السؤال هو جوهر الموضوع ؟». ويجيب منظر القاعدة بقوله: «ان جوهر الموضوع هو صدامنا مع الغرب الكافر سواء اميركا اليوم او اوروبا غدا او تحت سيطرة اليهود دائما وابدا، هذا جوهر صراعنا ضد الباطل في الماضي والحاضر والمستقبل وحتى يرث الله الارض ومن عليها، واذا نسينا تلك الحقيقة لثانية واحدة هلكنا لا محالة». ويتطرق ابوالوليد الى ان انتصار الفيلق الافريقي للقاعدة في الصومال لا يعني هزيمة اميركا عسكريا، لانه لم تقع بهم خسائر عسكرية او بشرية مؤثرة، كل ما في الامر ان الموقعة الصومالية كشفت نقاط ضعفهم النفسي والسياسي وربما العسكري. وتحدث منظر القاعدة عن ميزات الفيلق الافريقي بقوله لسيف العدل: «وصولكم المبكر الى ارض الصومال قبل العدو «اميركا» اتاح لكم فرصة ممتازة للتعرف على ارض المعركة، والتجهيز المبكر لادوات القتال من افراد واسلحة ومعرفة ملابسات الوضع السياسي والعسكري، ويمكن القول ان التطبيقات تؤكد الحديث الشريف: «بورك لامتي في بكورها». وقال ان الميزة الجوهرية للفيلق الافريقي هي كونه مستودعا للخبرة العسكرية الثمينة من حروب العصابات، وهذا اخطر ما في الامر وهذه اغلظ عصا في ترسانتنا ولابد من استخدامها من تنميتها بمهارة وحكمة». وتحدث عن الاخطاء القاتلة للفيلق الافريقي وهي سرعة استبدال الاهداف الاستراتيجية لدرجة ان الاعمال باتت كلها تكتيكية ومرتجلة، ومهما صادف النجاح بعض هذه الاعمال الا ان الخط العام للسيرة سوف يضيع ويفقد اتجاهه ويفقد كل انجازاته، واذكركم بقولكم انكم ذاهبون للعمل في القلب أي المنطقة العربية بعد ان فقدتم الامل في هؤلاء الاعاجم، وتقولون اليوم انكم حققتم مكسبا استراتيجيا في الصومال، ولكن اين الصومال أليست على الجناح الجنوبي للعالم العربي، لقد ذهبتم لمعاونة السلفية الصومالية ضد الشيوعية الصومالية، وفجأة تغيرت المعركة الى معركة اسلامية شاملة ضد الكفر الدولي فماذا حدث انهزم الغرب وفر من الصومال. ويقترح ان يكون المحور الافريقي مركزه السودان، والمحور الاسيوي مركزه افغانستان. وبثت المواقع القريبة من البنتاغون ايضا صور جوازات سفر لمشبوهين بالارهاب من الذين تورطوا في تفجيرات سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام عام 1998.