بعد فوز مشرف: توقعات بإقرار المحكمة العليا شرعية الانتخابات في 17 أكتوبر

باكستان: مقتل 68 في اشتباكات عنيفة بوزيرستان

TT

سادت توقعات في الوسط السياسي الباكستاني بأن المحكمة العليا لن تبطل الانتخابات، التي فاز بها الرئيس برويز مشرف بفترة رئاسة جديدة، وان كان ذلك لن يلغي حالة الترقب السياسية والقضائية الحرجة، لحين صدور قرار المحكمة يوم 17 اكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وفاز مشرف أول من أمس بكل الأصوات تقريبا، في الانتخابات الرئاسية التي قاطعتها المعارضة بصورة كبيرة في البرلمان والمجالس الاقليمية الأربعة، لكن الاعلان عن النتيجة الرسمية أرجئ لحين صدور حكم من المحكمة العليا في الطعون التي قدمتها المعارضة، التي تقول إن مشرف غير مؤهل لترشيح نفسه، بينما هو قائد للجيش على الرغم من وعده بترك الجيش خلال أسابيع.

وقال المحلل السياسي نسيم زهرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الجنرال مشرف حقق فوزا متوقعا، ولكن هذا لن يزيل بالتأكيد المخاوف السياسية التي تسيطر على الأجواء»، في بلد قضى اكثر من نصف العقود الستة التي مرت على قيامه تحت حكم جنرالات انقلابيين، اما باقي سنيه فقضاها في ظل حكومات مدنية خاضعة لهؤلاء. واستولى مشرف على السلطة قبل ثماني سنوات في انقلاب ابيض.

وقد اعترضت المعارضة على إعادة انتخاب مجالس انتهت ولايتها لمشرف، وهي المجالس التي يتمتع فيها الائتلاف الذي يقوده مشرف بأغلبية قبل أسابيع فقط من حلها لإجراء انتخابات عامة مقررة في منتصف يناير (كانون الثاني). وهناك اهتمام دولي كبير بنتيجة الانتخابات مع وجود رغبة غربية في بقاء مشرف الذي يخوض حملة ضد التطرف وتنظيم «القاعدة». ولكن المحك الرئيسي لباكستان ليس في هذه الانتخابات الرئاسية، بقدر ما هو في الانتخابات التشريعية المقررة مطلع 2008، التي تجري وفقا لنظام الاقتراع المباشر من الشعب. وفي هذه الانتخابات لا يبدو معسكر مشرف، واثقا بإمكانية تحقيقه النصر وحيدا.

ورفض مشرف مساء السبت الاجابة عن سؤال عما سيفعله اذا ما الغت المحكمة العليا الانتخابات، بيد ان شائعات عدة انتشرت في هذا الصدد، مفادها بأنه سيعمد عندها الى إعلان حالة الطوارئ. واكتفى مشرف بالرد ببساطة «فلننتظر قرارها، وعندها ندلي بدلونا». وقال مشرف خلال مؤتمر صحافي انه يوم تاريخي للغاية. وأضاف «هذه هي الخطوة الاولى نحو المرحلة النهائية من الانتقال مرة أخرى الى نظام حكومي طبيعي تماما» في إشارة الى الانتخابات، ووعده بالاستقالة من الجيش بحلول 15 نوفمبر، وتولى الحكم كرئيس مدني. وأجاب عندما سئل عن مدى شرعية الانتخابات «اذا صوتت الأغلبية لصالح شيء ما، فهذا هو الحكم هذه هي الديمقراطية». وقال مشرف معلقا على نتيجة الانتخابات «أنحني أمام الله القدير، وأشكره على منحي هذا الفوز الكبير».

وبعد ستة أشهر لا سابق لها من المنازعات، طلب مشرف من المعارضة الاذعان لنتيجة هذه الانتخابات، التي تمت وفقا لنظام الاقتراع غير المباشر، أي بأصوات البرلمان بمجلسيه ومجالس الاقاليم الاربعة.

وفاز مشرف الذي استولى على السلطة في انقلاب أبيض عام 1999، بـ384 صوتا، من أصل 702 من الأصوات في الهيئة الناخبة، اي ما نسبته 55% من الاصوات، كما افاد مسؤولون حكوميون. وكان نحو 30% في المائة من أعضاء هذه الهيئة الناخبة قدموا استقالاتهم من مجالسها كافة، احتجاجا على ترشح مشرف. وقال المحلل السياسي شفقت محمود لرويترز، إنه «على الرغم من انها انتخابات مثيرة للجدل وأن هناك الكثير من المشكلات تصاحبها، فالاحزاب تحتج وما الى ذلك.. فإنني أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية على المحكمة العليا أن تبطلها». وعلى صعيد اخر, قال مسؤول في الجيش امس ان جنودا باكستانيين تدعمهم طائرات هليكوبتر قتلوا 48 متشددا من المؤيدين لحركة طالبان لكنهم فقدوا 20 من رجالهم خلال قتال عنيف في منطقة قبلية قريبة من الحدود الافغانية.

وبدأ القتال بعد ان نصب متشددون كمينا لقافلة تابعة للجيش قرب بلدة مير علي في وزيرستان الشمالية ليل السبت بعد ساعات من فوز الرئيس الباكستاني برويز مشرف الحليف الوثيق للولايات المتحدة الاميركية بمعظم الاصوات في انتخابات الرئاسة.

وقال مسؤول عسكري ان عدد الضحايا ارتفع مع هجوم الجيش واندلاع اشتباكات جديدة في مناطق اخرى قريبة من مير علي المعروف انها مأوى لمتشددي القاعدة واستمر القتال مساء امس. وتشهد باكستان موجة من أعمال العنف منذ يوليو (تموز) بعد انهيار اتفاق سلام جرى التوصل اليه مع المتشددين في وزيرستان الشمالية واقتحام قوات الكوماندوس التابعة للجيش مسجدا يتحصن به متشددون في العاصمة إسلام آباد.

وتسببت أعمال العنف في زيادة معارضة الباكستانيين لدعم مشرف للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب.