دمشق تنفي حصول أي اتصال مع واشنطن بعد لقاء شرم الشيخ

المعلم يؤكد مشاركة سورية في مؤتمر دول جوار العراق في اسطنبول

وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يتجه برفقة نظيره التركي، علي بابا جان، الى القاعة التي عقدا فيها أمس مؤتمرهما الصحافي المشترك في دمشق (أ.ف.ب)
TT

نفى مصدر رسمي في دمشق ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن أن «ثمة نشاطاً دبلوماسياً يجري حالياً لجمع الجانبين السوري والأميركي، بناء على طلب واشنطن، لبحث قضايا رئيسية، في مقدمتها مؤتمر واشنطن للسلام الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) إضافة إلى الملف العراقي». وقالت المصادر أن شيئاً لم يستجد بعد لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم بنظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، في مؤتمر شرم الشيخ، وحينها طرحت رايس أن يقتصر الحوار السوري ـ الأميركي على المسائل الأمنية المتعلقة بالشأن العراقي، وأجاب السوريون بأن ذلك يجب أن يتم تحت مظلة متكاملة تشمل القضايا كافة. وبعدها لم يحصل أي اتصال فلا هم غيروا رأيهم ولا سورية غيرت رأيها. وقال وزير الخارجية وليد المعلم إن «الاجتماع مع رايس فى شرم الشيخ كان بناء على طلبها وخرجنا منه بانطباع بأن الأميركيين سيعودون إلينا برؤيتهم حول النقاط التي أثرناها في هذا اللقاء وحتى الآن لم يعودوا إلينا بهذه الأجوبة».

ورد ذلك في مؤتمر صحافي مشترك قده المعلم مع نظيره التركي علي بابا جان في دمشق أمس. وفي رد على سؤال حول مشاركة سورية في مؤتمر اسطنبول القادم لدول جوار العراق وإمكانية لقاء وزيرة الخارجية الأميركية أوضح المعلم ان سورية ستحضر مؤتمر اسطنبول «كونها دولة مجاورة للعراق وكونه ينعقد في تركيا وستكون سورية فاعلة فيه».

وترى الأوساط السياسية في دمشق أن مصادر غربية دبلوماسية عممت خبر «النشاط الدبلوماسي الأميركي لفتح حوار مباشر مع دمشق»، وذلك لمعرفة رد الفعل السوري عليه. الا أن بعض وسائل الإعلان تعاملت مع الخبر بثقة. وحول مشاركة سورية في المؤتمر الدولي للسلام الخريف المقبل قال المعلم إن هذا متوقف على الدعوة لحضور المؤتمر وعلى مرجعياته وأهدافه والأهم هو هل سيكون موضوع الجولان على طاولة المؤتمر أم لا، آخذين بعين الاعتبار بان سورية دعيت إلى هذا المؤتمر بصفتها عضوا في لجنة المتابعة العربية بينما واقع الحال هو أن سورية طرف معنى مباشرة بالصراع العربي الإسرائيلي».

من جانبه قال الوزير التركي علي باباجان حول دور تركيا فى عملية السلام الخاصة بالشرق الأوسط أن بلاده تهتم بشكل كبير بكافة المشاكل والمسائل الإقليمية وتدعو الى حلها بالوسائل السياسية.

وأشار الوزير باباجان إلى المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة والمشاكل التي تواجهها وعلى رأسها المشكلة العراقية والمشكلة الفلسطينية وكذلك الأوضاع فى لبنان والتي تتأثر بعضها ببعض، مؤكدا على دور سورية فى الوصول الى ايجاد الحلول لهذه المشاكل، وقال إن هناك ضرورة ملحة للوصول الى سلام عادل وشامل فى المنطقة فى اطار «عملية سلام على كافة المسارات بما فيه المسار السوري»، لافتا إلى أن بلاده ستواصل دعمها ومساندتها للجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف المتمثل «بإقامة السلام في هذه المنطقة».

وأعرب باباجان عن تقدير بلاده لكافة المساهمات التى قدمتها سورية للبنان لما يربطهما من علاقة خاصة داعيا جميع الدول المجاورة والصديقة للبنان الى الاستمرار فى دعمه ومساندته.

وفي معرض رده على سؤال حول موقف تركيا من خرق الطائرات العسكرية الإسرائيلية للأجواء السورية قال الوزير التركي ان بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها وأجوائها لأي أعمال من هذا النوع تضر بأمن وسلامة الدولة الجارة سورية، مشيرا الى انه سيطلب خلال زيارته الى تل أبيب ضمن جولته الى المنطقة من الأجهزة والمؤسسات الإسرائيلية المسؤولة «تزويد تركيا بتوضيحات حول هذه المسألة». وحول ما قيل عن علم تركيا المسبق بالغارة الإسرائيلية على سورية قال وليد المعلم: «إن تركيا أكدت أنها لا يمكن ان تسمح باستخدام أراضيها وأجوائها ومياهها لشن اى عدوان ضد سورية»، مضيفا أن «كل هذه الشائعات لا تؤثر على العلاقات القائمة بين سورية وتركيا».

في زيارته الخارجية الأولى بعد تسلم منصبه حمل وزير الخارجية التركي علي بابا جان رسالة من الرئيس عبد الله غول الى نظيره السور بشار الأسد، وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنها «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين» فيما كشف وزير الخارجية وليد المعلم أنها «تضمنت دعوة لزيارة تركيا وقد وعد الرئيس الأسد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن». ومن المتوقع أن تتم بداية الشهر المقبل. وعرض باباجان على الرئيس الأسد أهداف جولته في المنطقة، وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع فى المنطقة وخاصة على الساحة العراقية حيث تم التأكيد على وحدة العراق وسلامة أراضيه والحفاظ على سيادته واستقلاله، وتم التطرق الى العلاقات التركية الأوروبية إضافة الى استعراض المواقف المختلفة من المؤتمر الدولي حول السلام المزمع عقده الخريف القادم.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان وجهات النظر كانت متطابقة لجهة إن «المؤتمر الدولي للسلام ما زال غامضاً». واتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين إزاء القضايا المطروحة إقليميا ودوليا.

وأشار الوزير المعلم الى أن اللقاء تطرق الى التحضيرات لمؤتمر دول جوار العراق الموسع الذي سيعقد فى اسطنبول إضافة الى الوضع في لبنان حيث كانت وجهات النظر متفقة أيضا حول ضرورة التوافق بين الأشقاء في لبنان على مرشح للرئاسة يؤدى إلى توحيد صفوف اللبنانيين والى تعزيز دور لبنان العربي، وكانت وجهات النظر متفقة على ضرورة مواصلة الجهود لاستئناف عملية السلام وفق مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات مجلس الأمن والتأكيد على ضرورة وحدة العمل الفلسطيني.