كل ما يعين المقعدين والمسنين في المعرض الدولي لإعادة التأهيل

ملاح عبر الأقمار الصناعية لدعم حركة المكفوفين في المدن

TT

على من يعتقد بضرورة استبعاد المكفوفين عن سباقات «البايثلون» أن يعيد النظر في معلوماته، لأن التقنيات الجديدة لا تعترف بـ«سباقات الحواجز». وعرضت شركة «بيثالت» الألمانية، في معرض إعادة التأهيل الدولي لذوي الحاجات الخاصة، تقنيات تؤهل المكفوفين للمشاركة في السباق، المحسوب على الرياضات الشتوية، والمؤلف من التزلج والرماية.

واستعرض كريستيان ادلر، بطل أوروبا والعالم في البايثلون، كيف يمكنه التزلج «افتراضياً» في الطرق المرسومة للسباق بمساعدة أجهزة الملاحة العاملة بتقنية تحديد المواقع من الأقمار الصناعية. كما استطاع ادلر إصابة الهدف رغم عصب عينيه، وذلك بمساعدة إشارات صوتية تعينه على تحديد الهدف.

يعيش في ألمانيا فقط، حسب إحصائية وزارة العمل، اكثر من 8.6 مليون إنسان مقعد، يعانون قصور الحركة بهذه الدرجة أو تلك، ويحتاجون إلى مساعدة الغير لتدبير أمورهم المعيشية. ويحتاج من هؤلاء نحو 2.13 مليون شخص رعاية دائمة ومساعدة كاملة كي يتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل طبيعي. وتكشف هذه الأرقام مدى حاجة مجتمعات «المسنين»، مثل ألمانيا وغيرها، إلى المساعدات التقنية، التي تمتد بين «الروبوت الممرض» وأجهزة الاتصالات الحديثة، بهدف تحسين أمور الحياتية اليومية.

ويركز المعرض الدولي لإعادة التأهيل Reha Care، وهو أكبر معرض في نوعه بالعالم، على التقنيات الحديثة الهادفة إلى مساعدة المقعدين وذوي الحاجات الخاصة والمسنين في حياتهم. كما تهدف هذه التقنيات إلى إعادة تأهيل ذوي الحاجات الخاصة لسوق العمل وفك العزلة عنهم في دور رعاية المسنين والمقعدين. يشارك في المعرض، في دوسلدورف (غرب)، اكثر من 750 شركة من 30 دولة، افتتح المعرض يوم الأربعاء الماضي 3/10 وأغلق أبوابه يوم 7/10. وضمن الأجهزة التي استأثرت بانتباه الجمهور جهاز يعمل بالليزر ودمجت فيه كاميرا صغيرة جدا. وحجم الجهاز والكاميرا لا يزيد عن حجم رأس فرشاة أسنان، لكنه قادر على مساعدة المكفوفين على القراءة. تتولى الكاميرا مسح الحروف والكلمات بدقة وسرعة بينما يتولى الجهاز في الحال كتابتها بأحرف بارزة خاصة بالمكفوفين. ويمكن حمل الجهاز في الجيب أو نصبه على النظارات كي يعوض عن العينين.

و«التريكر» عبارة عن ملاح إلكتروني، يعمل بتقنية الأقمار الصناعية، ويحدد للمكفوف أماكن تحركه. والجهاز مصغر ومحمل بخرائط المدينة، ويتولى القمر الصناعي، باستخدام تقنية تحديد المواقع، إيصال المكفوف إلى هدفه بدقة تصل إلى 10 أمتار فقط. ويمكن حمل الجهاز في الجيب، أو يعلق في الحزام، كما يمكن وضع السماعة في الأذن بغية الاستماع للإرشادات. والجهاز لا يعوض عن العينين بالطبع لكنه يكفي الحاجة إلى مرافق ويوصل المكفوف إلى هدفه في المدن الغربية.

وتحدث هانز ماير، رئيس اتحاد المكفوفين الألمان، عن نهضة واسعة في تقنية إعادة تأهيل المكفوفين في المعرض. ورحب ماير بالتطورات التي تترافق مع إحصائية لوزارة الصحة الاتحادية تتحدث عن زيادة عدة المكفوفين في ألمانيا بنسبة 30% حتى عام 2032. وأثبت معرض «ريهاكير» أنه لا يعنى بمساعدة الناس للمشي على الاقدام فقط، فعرض تقنيات لمساعدة الناس على قيادة السيارات. فقدمت 70 شركة في المعرض تقنيات جديدة لمساعدة المعاقين على قيادة السيارات. واستعرض اليساندرو زنادي، 40 سنة، إمكاناته للعودة إلى سباقات السيارات بفضل التقنيات التي توفرها سيارة «بي إم دبليو ز4 كوبيه». وكان زنادي قد تعرض إلى حادث رهيب أثناء سباقات الفورمولا1 وفقد في الحادث ساقيه عام 2001. وزودت الشركة المعروفة سيارتها بمقود صغير و«جوي ستيك» يعين السائق على التحكم بالسيارة بيديه فقط، وبإصبعين.

وقال زنادي انه يستخدم «الجوي ستيك» للحركة والانطلاق ثم ينظم كل شيء من خلال الشاشة المرنة «Touch Screen» المنصوبة أمامه. وعبر السائق المقعد عن أمله في المشاركة في سباقات المقعدين أولا رغبة منه في العودة إلى الفورمولا1. وشكلت تقنيات العيش المنفرد للمعاقين في «بيوت الأحلام» مركز ثقل نزعات المعرض هذا العام. وترمي التقنية في الأقل، لولوج بيوت 250 ألف مقعد، في ألمانيا يحاولون التكيف مع الحياة بمفردهم. وأبواب بيوت وغرف المقعدين بلا قبضات وتنفتح آلياً، والسلالم إما كهربائية وإما درجات تتحول بلمسة إلى منصة مائلة يرتقي عليها كرسي المقعدين، إضافة إلى تقنيات الاتصال المباشر بالمراكز المسؤولة وأنظمة الرقابة والتحذير المبكر.

ونقلت بعض الشركات تقنية «الجوي ستيك» إلى مقاعد المقعدين بهدف تحسين سيطرته على المقاعد التي ما انفكت تنخفض وزناً وتزداد سرعة. والجديد هنا أن الكرسي أصبح مزودا أيضا بملاح كي يتحول إلى سيارة صغيرة للمكفوف أيضا. ويتيح «الجوي ستيك» لذي الحاجة الخاصة أن ينزل على عكاز ويتمشى في حديقة ثم يستدعي الكرسي إليه متى ما تعب. وكرسي المقعدين اليوم مزود بملاح إلكتروني؛ هاتف جوال وجهاز إنذار يرسل نداء استغاثة للشرطة عند انقلابه أو حصول حادث.

وعرضت شركة «ليزافون» جهازها الجديد «ليزافون كومباكت» الذي يقرأ النصوص للمكفوفين وذوي الحاجات الخاصة. ويتلقى الجهاز الأوامر، وينتقي النص المطلوب، من خلال التوجيهات الشفهية للمعاق. والجهاز يحرر المعاق من الكبس على الأزرار وانتقاء النصوص والبحث على الشاشة.

وتقول شركة «فيتال» الألمانية إن عصر «الجيمناستيك» التقليدي قد ولَّى بفضل نظامها الجديد «التسلق العلاجي»، وهي طريقة للتسلق في العيادات تجمع بين تقوية العضلات، وزيادة التركيز، وإعادة تأهيل ذوي الحاجات الخاصة بعد فترات نوم طويلة على سرير المرض.

ودعت وزيرة الصحة الاتحادية، اولا شميدت، خلال الافتتاح، إلى حملة بناء بيوت تتناسب مع مجتمع «المسنين» المقبل. وأعلنت مشاركة 17 مؤسسة لرعاية المسنين وشركات البناء من أجل بناء ربع مليون وحدة سكنية جديدة، أو مجددة لتلائم المسنين وذوي الحاجات الخاصة.