الشيخ المؤيد في رسالة لـ «الشرق الأوسط» من سجن كولورادو: أحتاج إلى جهد الإخوة في مجلس النواب والشورى اليمنيين

قال إنه يعيش في زنزانة لا تزيد مساحتها عن محراب مسجده

TT

تلقت «الشرق الأوسط» أمس، رسالة خاصة من الشيخ محمد بن علي المؤيد، المحتجز في سجن كلورادو شديد الحراسة الأميركي، عبر «المرصد الإسلامي»، وهو هيئة حقوقية تهتم بأخبار الأصوليين تتخذ من لندن مقرا لها. وقال المؤيد في رسالته: «قرابة 35 الف ساعة، وأنا في محنة وبلاء ما بين تآمر واعتقال، وتحقيق وتنقلات في ظلمات سجون وأعمال شاقة، لم أعهد ولم أسمع بمثلها، لا لجرم اقترفته، ولا لذنب جنيته، وإنما جزاء حقد وغيرة على ما نقوم به من أعمال البر والإحسان، ومد يد العون للفقير المحتاج، منها إطعام لمسكين وكساء لعار، ودواء لمريض، وتعليماً لجاهل في موطني يمن الإيمان والحكمة والفقه، وفي أرضنا أرض الإسراء والمعراج أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وكانت محكمة أميركية قضت في يوليو (تموز) 2005 بسجن المؤيد، الذي كان يطلق على نفسه لقب المستشار الروحي لأسامة بن لادن، لمدة 75 عاما. وأدانت المحكمة المؤيد بتهمة التآمر لدعم تنظيم «القاعدة» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ويحتجز في نفس السجن عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المحظورة، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وعدد آخر من الأصوليين من بينهم السيد نصير قاتل الحاخام مائير كاهانا عام 1995. وتحدث المؤيد في رسالته التي تلقتها «الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني، عن رحلة العذاب من صنعاء إلى فرانكفورت إلى كلورادو مروراً بنيويورك في غياهب سجون موحشة، سكانها مجرمون وقتلة ومظلومون وما أكثرهم». وقال في رسالته: «لا نرى شمساً ولا صديقاً ولا محبوباً، وكم يعتصرنا الألم والحسرة والشوق إلى لقاء أخي ورفيق دربي الأستاذ محمد محسن زايد، الموجود معه في السجن، والذي حرم حتى من التحدث معه». وقال: «لا نستطيع التحدث حتى مع المحامي الذي وكل إليه أمرنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير». وأضاف المؤيد: «من زنزانة لا تزيد مساحتها على مساحة محراب مسجدي، أرفع يدي الضراعة إلى المولى عز وجل، أن يتقبل جهدنا وعملنا، وأن يختم لنا بخير، وأن يجعل خلوتنا هذه خالصة لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما أخط هذه الأسطر وأوجهها إلى الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، داعياً إياه لبذل جهوده الحثيثة والمتواصلة للإفراج عنا، مما نحن فيه، فلم يعد للعمر مزيد للانتظار والمذلة، وكل أملنا أن نعود إلى الوطن نودع الأهل والأبناء، نودع من أحببناهم وأحبونا، نودع الفقير ونودع الكسير، ونودع كل من وقف معنا بالعمل والدعاء وكلي ثقة بأننا سنلتقي بين يدي مليك لا يظلم عنده أحد».

وقال المؤيد: «أخط هذه الأسطر للإخوة في مجلس النواب والشورى اليمني، والذين ناصرونا منذ البداية، واذكرهم بأننا في حاجة ماسة لجهودهم في هذه المرحلة، وأتوجه بأسطري هذه لجميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وحريته والطامعة إلى إنهاء الظلم، الحالمة إلى مجتمع تسوده المحبة والعطف والتراحم والمساواة في الداخل والخارج وأدعوهم جميعاً لمناصرتنا والمطالبة بإخراجنا من محنتنا، وكلي أملٌ أن يتحقق العدل والحرية والمساواة لجميع البشر، وغداً سيبزغ الفجر وتسطع الشمس ونلقاكم ونجتمع معاً». ومن بين القرائن التي اتخذت ضد المؤيد، تسجيل صوتي سجله له عميلان لمكتب المباحث الفيدرالي الأمريكي (إف.بي.آي) في ألمانيا، يتعهد فيه بالمساعدة في توصيل أكثر من مليوني دولار أميركي إلى حماس. وكانت الشرطة الألمانية قد اعتقلت المؤيد في يناير (كانون الثاني) 2003 ورحلته إلى الولايات المتحدة. من جهته قال ياسر السري مدير المرصد الاسلامي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «عار عليكم أن تستمروا في اعتقال ومحاكمة إنسان بريء من التهم التي وجهتموها إليه، فكلها ملفقة، ويكفيكم دليلاً على كذب من نقل لكم المعلومات العنسي عميل مكتب المباحث الفيدرالية الأميركية، عن الشيخ المؤيد، أنه أحرق نفسه في سبيل المال، الذي وعدتموه به».