الرئيس التركي يحذر بوش من «الإضرار بالعلاقة بين البلدين» إذا صادق على قانون مذابح الأرمن

نائب برلماني يلمح إلى أن أنقرة قد توقف الدعم الذي تقدمه في مجال الإمداد والتموين للقوات الأميركية بالعراق

TT

قال مكتب الرئيس التركي، امس، إنه كتب للرئيس الاميركي جورج بوش رسالة يحذره فيها من الاضرار التي يمكن أن تلحق بالعلاقات الثنائية اذا صادق الكونغرس على مشروع قانون يصف المذابح التي تعرض لها الأرمن عام 1915 بالإبادة الجماعية. ومن المتوقع أن تقر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي اليوم مشروع قانون بشأن قضية الابادة الجماعية، وقد تقرر رئيسة المجلس نانسي بيلوسي المعروفة بمساندتها للقضية الأرمنية طرحه للتصويت في المجلس. وقال مكتب الرئيس عبد الله غل في بيان «في رسالته شكر رئيسنا الرئيس بوش على جهوده لوقف مشروع القانون ولفت الانتباه للمشكلات التي يمكن ان يتسبب بها في العلاقات الثنائية اذا تمت الموافقة عليه» من دون مزيد من المعلومات.

ونقل عن ايغمين باغيس، وهو نائب برلماني بارز عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، قوله أمس ان أنقرة قد توقف الدعم الذي تقدمه في مجال الامداد والتموين للقوات الاميركية في العراق اذا أيد مجلس النواب الاميركي مشروع القانون. ويعبر الجزء الاكبر من الامدادات للقوات في العراق عبر قاعدة انجرليك العسكرية الجوية في جنوب تركيا. وقالت وسائل اعلام تركية من قبل ان الشركات الاميركية قد تمنع ايضا من الفوز بعقود دفاع وعقود أخرى اذا تمت الموافقة على مشروع القانون.

وترفض تركيا بشدة موقف الأرمن الذي يؤيده عدة مؤرخين غربيين وعدد متزايد من البرلمانات الاجنبية ومفاده أن قرابة 5. 1 مليون ارمني قتلوا على ايدي الاتراك العثمانيين في إبادة جماعية خلال الحرب العالمية الاولى. وتقول أنقرة ان كثيرا من الاتراك والأرمن قتلوا في صراع عرقي عند انهيار الامبراطورية العثمانية.

من جانب آخر، ادانت الولايات المتحدة الهجومين اللذين شنهما انفصاليون اكراد في شرق تركيا وأسفرا عن مقتل 25 جنديا ومدنيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في بيان، إن الولايات المتحدة «تدين هجومي السابع من اكتوبر(تشرين الاول) و29 سبتمبر (أيلول)اللذين شنهما على ما يبدو ارهابيون من حزب العمال الكردستاني في اقليم سيرناك قرب الحدود العراقية وأسفرا عن مقتل 13 جنديا تركيا و12 مدنيا».

وأضاف البيان ان «العنف الذي يقوم به حزب العمال الكردستاني لا يهدد تركيا وحدها بل ينسف ايضا امن العراق ورفاهيته»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت الخارجية الاميركية بالتزام الولايات المتحدة العمل مع تركيا «لمحاربة حزب العمال الكردستاني والمجموعات الارهابية الاخرى التي تهدد المواطنين الاتراك ومصالح» تركيا.

ودعت الخارجية الاميركية العراق الى اتخاذ تدابير ضد حزب العمال الكردستاني. وقال البيان «ندعو السلطات العراقية الى اتخاذ اجراءات فعالة ضد حزب العمال الكردستاني»، مؤكدا أن واشنطن مستعدة «لدعم الجهود التي تبذلها تركيا والعراق بكل الوسائل الملائمة، لحماية مواطنيهم ووقف عنف هؤلاء الارهابيين». وقتل 13 جنديا في هجوم شنه متمردون الاحد على وحدة كوماندوز كانت تقوم بمهمة في اقليم سيرناك. وفي أواخر سبتمبر، قتل 12 مدنيا لدى اقدام المتمردين على اطلاق النار على حافلة صغيرة في سيرناك.

ويشن الجيش التركي في كل خريف عمليات لمنع عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يدخلون تركيا في الربيع من ناحية الجبال العراقية، من العودة الى معسكراتهم لتمضية الشتاء فيها.