سويسرا أعرق الديمقراطيات الأوروبية تشهد أعلى نسب العداء للأجانب

TT

في الساعة الواحدة والنصف صباحا، سمع انطونيو دا كوستا قرعا حادا على المدخل الخلفي لمطعم ماكدونالد حيث يعمل حارسا. فتح الباب وكان هناك رجلان، كل منهما يمسك بمنشار كهربائي. اتجه احدهما نحو كوستا صارخا «لا نحتاج لأفارقة في هذا البلد. نحن هنا لقتلك».

ويعبر هذا الهجوم في احدى ضواحي زيوريخ ـ التي تعتبر في كثير من الاحصاءات الدولية واحدة من اكثر المدن حيوية في العالم، عن ارتفاع حدة المشاعر العنصرية، في حين تواجه سويسرا اكثر مراحل التحول الاجتماعي في تاريخها الحديث. واحد من بين خمسة اشخاص يعيشون اليوم في سويسرا هم من الاجانب، وتلك ثاني اعلى نسبة في الدول الاوروبية.

وفي سويسرا اصبحت الاتجاهات المعادية للاجانب وللاسلام منتشرة عبر الشوارع او في المناقشات السياسية أو في مؤسسات الحكومة حيث عبرت الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومنظمة العفو الدولية والمفوضية السويسرية الفيدرالية ضد العنصرية عن قلقها في الشهور الاخيرة.

وكما سيطرت القضية على حملة الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 21 ابريل وتمثلت في ملصق في الحملة الانتخابية اثار ضجة كبيرة يظهر فيه ثلاثة اغنام بيضاء ترفس غنمة سوداء على خلفية العلم السويسري وشعار «لمزيد من الامن».

والشعار هو من اعمال حزب الشعب السويسري المعادي للمهاجرين، والذي تحول عبر ثلاثة عقود من جماعة هامشية الى حزب لديه الغالبية البرلمانية (55 مقعدا من اصل 200 في المجلس الوطني) ويلعب دورا اساسيا في الحكومة الائتلافية.

ويوم السبت الماضي القى متظاهرون معادون لحزب الشعب الحجارة والزجاجات على متظاهري الحزب خلال تجمع سياسي امام مبنى البرلمان الوطني. وقد استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

واتهم دودو دين المبعوث الخاص للامم المتحدة للتعصب العنصري، الحزب وملصقاته بتشجيع العنصرية ومشاعر العداء للاجانب».

وقال اولريتش شلور وهو عضو في البرلمان عن حزب الشعب السويسري «هذا ليس ضد العنصرية. انها ضد الناس الذين يخرقون القانون».

وقال شلور البالغ من العمر 63 سنة ان «ارتفاع معدلات الجريمة والقلق بخصوص الارهاب وزيادة الاعباء على الميزانية الوطنية لدعم المهاجرين الفقراء دفعت العديد من الناخبين للتصويت لصالح حزب الشعب السويسري».

وفي الاسبوع الماضي أقر البرلمان السويسري مشروع قرار يسمح للشرطة باستخدام الاسلحة التي تطلق شحنات كهربائية لإجبار المهاجرين على دخول الطائرات خلال ترحيلهم.

وقبل ثلاث سنوات، كان الحزب وراء سقوط استفتاء وطني لتسهيل الحصول على الجنسية للجيل الثاني والثالث من الاجانب، ويشير ملصق للحملة الى اياد بيضاء في سلة من الجوازات السويسرية. وحمل ملصق اخر صورة لأسامة بن لادن على بطاقة هوية سويسرية وتحتها عبارة «لا تخدع».

ويدعو الحزب الان الى استطلاع وطني حول حظر مآذن المساجد والسماح بترحيل اسرة اذا ما ادين واحد من اعضائها يقل عمره عن 18 سنة بجريمة. وقال ايف باتريك ديلاشو، وهو ضابط شرطة في جنيف ومؤلف قضى حياته يحارب العنصرية، «نفس الملصقات كانت تستخدم لتشجيع الناس على طرد اليهود».