للمرة الثانية مصر تسمح بعودة 30 فلسطينيا عبر رفح

معظمهم من جرحى الانتفاضة والمطلوبين لإسرائيل

TT

سمحت مصر للمرة الثانية، فجر أمس، بعودة قرابة 30 فلسطينيا عبر معبر رفح البري المغلق منذ ما قبل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في 14 يونيو (حزيران) الماضي. وقالت مصادر فلسطينية إن غالبيتهم من حركة الجهاد الإسلامي، وبعضهم من حماس.

وأكدت مصادر في الجهاد الإسلامي أن السلطات المصرية أعادت الفلسطينيين عبر منفذ جانبي قرب معبر رفح، كما تم في المرة الأولى، مشيراً إلى أن القسم الأكبر منهم، من جرحى الانتفاضة الذين ينتمون للجهاد، وبعضهم من حماس. لكن سرايا القدس ـ الذراع المسلح للجهاد نفت أن يكونوا من عناصرها.

ويقدر مقربون من الجهاد الإسلامي أن نفي السرايا جاء لأسباب أمنية، إذ أن معظم الذين عادوا، مطلوبون لإسرائيل، وكانوا يتلقون علاجا بالخارج وفي مصر. وكانت مصر قد سمحت الأسبوع الماضي بعودة 87 فلسطينياً بذات الطريقة، معظمهم من كوادر وقيادات حماس، منهم مشير المصري ومحمد فرج الغول، عضوا المجلس التشريعي الفلسطيني، وبعضهم من حركتي فتح والجهاد، وجميعهم ممن رفضوا العودة عبر معبر العوجا الإسرائيلي خوفا من الاعتقال.

وأثارت صفقة العبور تلك جدلا واسعا، فبينما اعتبرتها حماس خطوة في الاتجاه الصحيح، قالت مصادر في فتح إن مصر ساهمت في تعزيز قوة حماس، وإحراج الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

من جانبها اتهمت مصادر أمنية إسرائيلية مصر بتسهيل دخول من سمتهم بـ«خبراء إرهاب» تابعين لحماس إلى غزة. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية آنذاك إن الأوساط الأمنية الإسرائيلية قلقلة جدا من حقيقة دخول 80 ناشطا حمساويا إلى غزة عبر الأراضي المصرية بمن فيهم نشطاء كبار في الجناح العسكري للحركة تلقوا تدريبات متواصلة في إيران وسورية.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أرسلت إلى مصر رسالة فحواها أنها تنظر بخطورة شديدة إلى حقيقة منح السلطات المصرية تصريحا بالمرور لنشطاء حماس.

ولا يزال قياديو حماس يتحفظون حول إعطاء أية تفاصيل حول الاتفاق، الذي علم أن لجان المقاومة الشعبية شاركت في حواراته، خوفا من إفشال الاتفاق الذي أعلن لاحقا أنه يتضمن عودة عالقين آخرين على مراحل حسبما قال مشير المصري.

وكانت حماس اضطرت قبل ذلك، لنفي ما أوردته وكالات وصحف حول إبرام صفقة سرية مع المخابرات المصرية، تضمنت تسليم حماس لمصر أحد قياديي تنظيم «القاعدة» المتهم بالوقوف خلف اعتداءات وقعت في محافظة أسيوط المصرية، وكان قد نجح في وقت سابق في الوصول إلى غزة.

ويزداد يوما بعد يوم عدد العالقين الفلسطينيين على الجانب المصري، وتقول مصادر فلسطينية إن لدى مصر توجها مبدئيا بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتمكين العالقين الذين يقترب عددهم من ألف وخمسمائة من دخول غزة عبر معبر العوجا، قبل حلول عيد الفطر.