أوعية دموية.. من جلد الإنسان لإعادة سريان الدم

طريقة واعدة لعلاج مضاعفات تلف الشرايين والأوردة

TT

نجح العلماء في إنماء اوعية دموية داخل المختبرات، وتمكنوا من زرعها في الجسم بهدف اعادة سريان الدم في المناطق المحيطة بشرايين وأوردة المرضى التالفة.

وهذه هي المرة الاولى التي امكن فيها انتاج اوعية دموية، كلية من انسجة المريض نفسه، وفقا لما اعلنه باحثون على صفحات مجلة «نيو إنغلاند جورنال اوف ميديسن». وانتجت الاوعية شركة «سايتوغرافت تيشيو إنجينيرنغ» في نوفاتو في كاليفورنيا، وذلك بطريقة تطلبت صنعها لفترة امتدت بين 6 و9 اشهر. ولان الاوعية صنعت من خلايا الشخص نفسه، فقد انتفت الحاجة الى حقنه بمواد مثبطة للمناعة. ولانها كانت خالية من أي مواد صناعية او هياكل (لبنائها) فانها لا تسبب أي مضاعفات مثل ردّات الفعل المؤدية الى حدوث الالتهابات.

وقال فريق البحث ان الاطباء في الارجنتين اجروا اول اختبارات بشرية للاوعية على ستة مرضى. كما تمت زراعتها في عمليتين أخريين منذ تاريخ تقديم الدراسة للنشر، وفقا لما قاله الدكتور تود أن. ماكاليستر الباحث في «سايتوغراف». وتمت متابعة المرضى لفترة امتدت 13 شهرا. وقالت «سايتوغراف» ان الاوعية واعدة للمرضى المصابين باضرار في اوعيتهم الدموية بسبب داء السكري او تصلب الشرايين او العيوب الخلقية، وامراض اخرى. الا ان فريق البحث قال ان هناك حاجة للمتابعة لفترة اطول، قبل ان يصبح استخدام هذه الاوعية مسألة اعتيادية.وقال الدكتور توشيهارو شينوكا المشرف على جراحة القلب والاوعية الدموية للاطفال في جامعة يل الذي يخطط لاجراء دراسات مشتركة مع «سايتو غراف» على الاوعية الجديدة، ان «الطريقة لها امكانات كبيرة في ميدان جراحة الاوعية الدموية». واعتبر الطريقة متقدمة على تلك التي وظفها على اطفال في اليابان والتي جرى فيها إنماء الخلايا على هياكل قابلة للتحلل، كي يمتصها الجسم. واتفق اطباء من غير المرتبطين بالشركة، على اهمية الطريقة الجديدة. وقال الدكتور ديباك سريفستافا مدير معهد غلادستون لامراض القلب والاوعية الدموية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو انها «تقدم فوائد ممكنة ربما للاطفال الصغار والاطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب». واضاف «ان اوعية «سايتوغراف»، سيمكن لها النمو مع نمو الطفل، وذلك بخلاف الاوعية التي تنتزع من الموتى لزرعها.

واجريت دراسة «سايتوغراف» في مركز مرموق لطب القلب والاوعية الدموية في الارجنتين، حيث التكاليف الطبية اقل بكثير من مثيلاتها في الولايات المتحدة. ويعالج كل المرضى في الدراسة بطريقة غسل الكلى لتنقية الدم من المخلفات. وكقاعدة قياسية في مثل هذا العلاج، يقوم الاطباء جراحيا، بقطع شريان او وريد في ساعد اليد ثم يربطونها عبر توصيلة تسمى «المجاز»، الامر الذي يسمح لزرق الابر مرات كثيرة وهو شيء لازم لتوصيل المريض مع آلة غسل الكلى. ويمكن لمثل هذه المجازات البقاء لمدة تصل الى 15 عاما. الا ان ظهور الخثرات الدموية والعدوى في المجازات يقلل او يوقف تدفق الدم، ولذلك ينبغي استبدالها.

وقال الدكتور سيرغو غاريدو الجراح في الاوعية الدموية في بوينس آيريس انه زرع الاوعية التي صنعتها «سايتوغراف» في ساعد اليد، وفي اعلى الذراع بعد اجراء تخدير عام، في مناطق اخرى غير منطقة المجاز. وتمت العملية في غضون 60 الى 90 دقيقة. وفي احدى العمليات التي يعتبرها الفريق واعدة، سيمكن للاطباء توظيف هذه الاوعية لانقاذ اصابع الرجل او منطقة اسفل الرجل للمرضى الذين يعانون من صعوبة تدفق الدم في الشرايين بسبب التلف الناجم عن اصابتهم بداء السكري. اما الاحتمال الواعد الثاني فهو وضع مجازات كي تتجاوز الشرايين التاجية التالفة. وتعمل «سايتوغراف» على تنفيذ هاتين العمليتين على متطوعين في بولندا وسلوفاكيا.اما الاحتمال الواعد الثالث فهو طب الاطفال، للاطفال الذين يولدون بعيوب خلقية. ولا تحتاج عملية ازالة قطعة من الجلد لاكثر من 15 دقيقة، وذلك تحت التخدير الموضعي.

*خدمة «نيويورك تايمز»