حركة مناوي تهدد بالحرب بعد أن استولى الجيش على مقرها الرئيسي في دارفور

المستشار القانوني للحركة: نحن مع السلام وإذا أرادت الحكومة الحرب فنحن نعرفها

TT

أعلنت حركة تحرير السودان برئاسة مني اركو مناوي، ان قوات الحكومة السودانية وميليشيات الجنجويد، استولت على منطقة «مهاجرية» المعقل الرئيسي للحركة أول من أمس، ولم يقدم تفصيلات حول ما اذا كانت هناك خسائر في العملية ام لا، فيما هددت بالخروج من الحكومة، وحذرتها بلهجة غاضبة من اللجوء إلى الحرب، مع من وقعت معهم السلام في وقت سابق.

وقال عبد العزيز سام المستشار القانوني لحركة مناوي لـ«الشرق الأوسط»، ان القوات الحكومية ومعها ميليشيات الجنجويد هاجمت «قواتنا في مهاجرية، واستولت على المدينة وبصورة لم تكن في توقعاتنا لأننا معهم في سلام وبيننا اتفاق يحفظ لكل طرف من الأطراف مواقعه التي يوجد فيها».

وشدد عشر في لغة غاضبة على أن حركته مع السلام «ولكن اذا كانت الحكومة بأفعالها هذه تريد اللجوء الى الحرب معنا، فنحن نعرف الحرب «كويس»، وبالنسبة لنا اسهل من السلام، لأن الذي لديه قضية يعرف كيف يحارب تحت كل الظروف»، وطالب عشر الحكومة «بأن تقول لحركته بشكل واضح عن سبب لجوئها الى مهاجمة مواقعنا، لنعرف ان كان نحن على حرب معها ام على سلام». وحسب عشر فإن الحكومة بعد ان استولت على حسكنيتة بحجة ان ذلك تم بطلب من الاتحاد الافريقي، استغلت الظرف وصارت تتمدد في كل المواقع باسم قوات الاتحاد الافريقي، التي صارت الآن لا تعلم شيئا عن الاوضاع في دارفور، ومضى قائلا «اذا كانت هذه القوات لا تستطيع مراقبة نفسها، فكيف لها ان تراقب الأوضاع الأخرى هناك». وقال إن الحكومة اذا كانت تريد من عملياتها الأخيرة في دارفور تحسين موقفها، قبل الدخول في جولة المفاوضات المرتقبة بينها وبين الحركات الاخرى غير الموقعة على اتفاق السلام»، فما هو دخل حركتنا في ذلك حتى تتعرض للهجوم على مواقعها».

وكانت قوات حركة مناوي استولت على المنطقة من القوات الحكومية في عام 2004، قبل جلوسهما في مفاوضات السلام في ابوجا النيجيرية والتوصل الى اتفاق السلام الهش المعروف باتفاق ابوجا. وقال علي ترايو عضو اللجنة السياسية لاتفاق ابوجا، ان ما حدث يعتبر اجهاضاً واضحاً بالاتفاق ابوجا، وترك الباب مفتوحاً لعدة خيارات ستتخذها الحركة من بينها الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية.

ونفى مسؤول الأمن في دارفور ان يكون الجيش نفذ أية عمليات عسكرية خلال الأيام الماضية في كل دارفور، وأدان بيان صادر عن السفارة الأميركية في الخرطوم ما وصفه بدمار حسكنيتة وعمليات العنف في مهاجرية. وادانت السفارة والاميركية في الخرطوم في بيان وزعته، ما وصفته بالدمار الذي حدث في مدينة حسكنيتة شرق دارفور، وقال البيان «يبدو ان العنف قد بدا يزحف نحو مدينة مهاجرية» المجاورة لحسكنيتة، واضاف البيان: ما زالت التفاصيل غير واضحة، ولكن يبدو ان المدينة (حسكنيتة) قد تم حرقها ما عدا قليل من المباني». ودعا البيان كل الاطراف لإنهاء دائرة العنف في دارفور فورا، والالتزام بوقف اطلاق النار قبل بدء محادثات السلام القادمة التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا، وأضاف البيان قائلا: ان اهل دارفور عانوا بما فيه الكفاية، وان دارفور في حاجة للبناء بدلا عن الدمار. من ناحية اخرى، تظاهر الآلاف من مواطني مدينة اويل في جنوب السودان، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم، وهتفوا ضد رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير، الذي زار المدينة بعد ساعات، وكشفت مصادر مطلعة عن أن اجتماعات جوبا وضعت خارطة طريق جديدة، لمعالجة القضايا الخلافية مع حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس البشير.

وفي لهجة هادئة، قال باقان اموم الأمين العام للحركة الشعبية في تصريحات صحافية، عقب انفضاض اجتماع الحركة، ان الحركة لم تفض علاقة الشراكة مع المؤتمر الوطني، لكن هذه العلاقة في تدهور بسبب خرق اتفاق السلام. واضاف «نحن لنا أمل في تحسن هذه العلاقة، وان ذلك سيكون رهينا بانفاذ اتفاق السلام الشامل وإنقاذه من الخروقات».

وقال اموم ان اجتماع الحركة في جوبا توصل لجملة من القرارات، التي وصفها بالحاسمة في ما يتصل بمسار الشركة مع المؤتمر الوطني لانفاذ اتفاقية السلام الشامل، كما ناقش الاجتماع استعدادات الحركة لخوض الانتخابات المقبلة، واضاف ان الاجتماع قرر ارجاء الاعلان عن قراراته حول الأزمة مع الوطني لحين حضور سلفاكير، وكذلك حضور وزراء الحركة في حكومة الوحدة الوطنية، الذين تم استدعاؤهم الى جوبا. من جانبه، كشف النائب الثالث لرئيس الحركة الشعبية مالك عقار، في تصريحات ان القضايا الخلافية بين الوطني والحركة وصلت لأكثر من ثلاثين قضية.