جبهة التوافق تهاجم «الموقف المتذبذب» للضاري من «القاعدة»

قالت إن موقف هيئة علماء المسلمين دفع التنظيم المتطرف إلى «مزيد من الإجرام»

TT

فيما عد بأنه انشقاق بين القوى العراقية السنية، وجهت جبهة التوافق العراقية، ابرز الكتل السنية في البرلمان العراقي، انتقادات شديدة اللهجة الى هيئة علماء المسلمين، التي تعد اكبر مرجعية للعرب السنة في العراق. ووصف قيادي بارز في الجبهة الهيئة وتنظيم «القاعدة» بأنهما «وجهان لعملة واحدة» وان «مشروعهما هو العنف».

وجاءت انتقادات جبهة التوافق اثر تصريحات ادلى بها الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين لقناة «الجزيرة» القطرية، والتي قال فيها «تبقى القاعدة منا ونحن منها تسعين في المائة (...) الآن القاعدة هم عراقيون»، ودعا الى عدم الالتحاق بـ«مجالس الصحوة» التي تقاتل تنظيم «القاعدة» بجانب القوات الأميركية والعراقية.

وأصدرت الجبهة بيانا أمس، دعت فيه الضاري الى اعادة النظر في «موقفه المتذبذب منها (القاعدة)». وقال النائب عبد الكريم السامرائي في تصريح نشر على موقع جبهة التوافق على الانترنت إن «موقف هيئة علماء المسلمين المتذبذب من القاعدة، هو الذي دفعها الى مزيد من الاجرام»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه، قال عمر عبد الستار القيادي البارز في الجبهة عن الحزب الإسلامي العراقي، ان المشهد العراقي معقد جدا ويحتاج الى رؤيا واضحة ومحددة، وأن «الهيئة فقدت الرؤيا الواضحة وتاهت في المشهد، وفقدت المشروع مثل القاعدة.. لقد اصبحا وجهان لعملة واحدة».

وأضاف عبد الستار في حوار هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مكتبه ببغداد ان «هذا التناغم وتبادل الأدوار وضياع البوصلة (بين الهيئة و«القاعدة») اعطى زخما للتنظيم الارهابي (القاعدة) في ان يفعل فعلته الشنيعة داخل العراق» وأضاف «لو ان الهيئة لم تأخذ هذا الطريق لكان الشارع السني في وضع آخر».

وكانت هيئة علماء المسلمين قد رفضت المشاركة في العملية السياسية، ودعت الى مقاطعتها واتخذت خطا بمواجهة القوات الاميركية والعراقية.

والقى عبد الستار اللوم على هيئة علماء المسلمين فيما سماه بـ«تأخر الشارع السني». وقال ان تأثير رجال الدين له اثر كبير على الشارع اكثر من السياسيين، وان الزخم الذي اعطته الهيئة لـ«القاعدة»، «ساهم في إيذاء الناس.. الناس لم يطيقوا الأذى الرهيب الذي تعرضوا له من القاعدة وفي النهاية قرروا ان ينتفضوا ضد القاعدة، وضد الهيئة وصار هناك انتفاضة شعبية».

وكان انصار تنظيم «القاعدة» قد أنشأوا موطن قدم لهم في المناطق ذات الأغلبية السنية وتعاطف العديد من أهالي تلك المناطق معهم، غير ان الموقف شهد تحولا عندما أسس عدد من شيوخ العشائر في تلك المدن ما يسمى بمجالس الصحوة التي أخذت على عاتقها محاربة تنظيم «القاعدة» والمتشددين. ودعمت القوات الأميركية والحكومة العراقية هذه العشائر في قتالها.

وقال عبد الستار إن هيئة علماء المسلمين ترفض الاحتلال، ولكن ليس لديها مشروع بديل سوى العنف. ودعا عبد الستار رجال الدين في العالم الاسلامي الى «نزع الشرعية عن تنظيم القاعدة» وأن «يتوقوا مما نحن عالجناه (التعاطف مع القاعدة ومن ثم محاربتها) بعد أن دفعنا الثمن غاليا».