أصبح من المؤكد أن تدخل ليبيا وفيتنام إلى مجلس الأمن، وتفيد المصادر الدبلوماسية بأن ليبيا ستحصل على عضوية مجلس الأمن غير الدائمة للعامين المقبلن لشغل المقعد المخصص لمجموعة دول شمال أفريقيا، وبعد انسحاب موريتانيا من المنافسة، ستحظى ليبيا على التزكية للحصول على عضوية المجلس التي طال انتظارها. ويبدو من الواضح أن فيتنام سوف تحظى على تأييد المجموعة الآسيوية لشغل المقعد المحصص لآسيا للعامين المقبلين وهذه هي المرة الأولى تدخل فيها فيتنام في مجلس الأمن، ولم يسبق لها في الماضي أن رشحت نفسها عن المجموعة الآسيوية. وقد يكون من المفارقة أن تدخل الدولتان ليبيا وفيتنام في مجلس الأمن، بعد تاريخ من العداء الطويل بين البلدين والولايات المتحدة. وليس هناك أية مؤشرات ما يمنع واشنطن في عدم التصويت على ترشيح فيتنام وليبيا، إلا إذا فشلت الدولتان في الحصول على ثلثي أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة من مجموع 192 صوتا. وليبيا ستكون العضو العربي في مجلس الأمن خلال عامي 2008 و2009، لتحل محل دولة قطر التي ستنتهي عضويتها في المجلس نهاية هذه السنة. وسبق لليبيا أن رشحت مرتين لعضوية المجلس غير الدائمة، وبسبب معارضة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لترشيحها، اضطرت مرتين للتنازل عن عضويتها في المجلس عن مجموعة دول شمال افريقيا في المرة الأولى، تنازلت لصالح مصر وفي المرة الثانية تنازلت لصالح الجزائر. وكانت ليبيا حتى عام 2003 نخضع لعقوبات دولية فرضها مجلس الأمن بسبب تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية بام اميركان عام 1988 في لوكربي أسكوتلندا، والتي اسفرت عن مقتل 270 شخصا. وفي عام 2003 أعلن العقيد القذافي التخلي عن أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم توصلت ليبيا الى صفقة مع محامي عائلات ضحايا لوكربي، تم بموجبها رفع العقوبات الدولية والعقوبات الانفرادية التي فرضتها الولايات المتحدة على ليبيا، وأخيرا تم رفع اسم ليبيا من قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وتؤكد مصادر موثوقة لـ«لشرق الأوسط» أن الاتحاد الأوروبي قد دفع موريتانيا لمنافسة ليبيا، أثناء محاكمة الممرضات البلغاريات المتهمات بنقل مرض الإيدز إلى مجموعة من الأطفال الليبيين. وتضيف نفس المصادر أن الاتحاد الأوروبي استخدم موريتانيا كورقة ضغط على طرابلس، لحل أزمة الممرضات البلغاريات، وبعد حل الأزمة انسحبت موريتانيا عن منافسة ليبيا على المقعد المخصص لمجموعة دول شمال أفريقيا. ومع دخول ليبيا الى مجلس الأمن، ستكون هذه هي المرة الثانية لعضوية المجلس غير الدائمة، وسبق لها أن شعلت المقعد غير الدائم عن شمال افريقيا خلال العامين 1976 و1977.
ومن المتوقع أن تقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل، ترشيح خمس دول لشغب المقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن عن افريقا وآسيا وأوروبا الشرقية والغربية وأميركا اللاتينية. وسوف تشهد الجمعية العامة منافسة للمقعد المحصص لأوروبا الشرقية بين جمهورية الشيك وكرواتيا التي تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي. وكذلك ستشهد منافسة على المقعد المخصص لأميركا اللاتينية بين كوستاريكا وجمهورية الدومنيكان.