لحود يعتبر لقاء مسيحيي «14 آذار» و«8 آذار» محطة أساسية في مسار انتخاب رئيس للجمهورية

TT

وسط التوتر السياسي المتصاعد في لبنان نتيجة الانقسام الحاد حول الاستحقاق الرئاسي الذي تقترب مهلته الدستورية من منتصفها مع حلول موعد الجلسة التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري في 23 الشهر الحالي، عادت الانظار لتتركز على مقر البطريركية المارونية كـ«صخرة خلاص» مع تواتر الحديث عن لقاء للقيادات المسيحية في الموالاة والمعارضة في بكركي غداً وبعد غد، تلبية لدعوة البطريرك نصر الله صفير، كون البطريركية هي اول من يدرك خطورة عدم انجاز الاستحقاق الرئاسي على لبنان عموماً ودور المسيحيين خصوصاً.

وفي هذا السياق، رأت مصادر قريبة من رئيس الجمهورية اميل لحود ان اللقاء المسيحي في بكركي لا بد ان يشكل محطة اساسية في مسار انجاز الاستحقاق الرئاسي. وقالت ان الرئيس لحود هو «مع كل خطوة من شأنها المساهمة في انجاز الاستحقاق الدستوري بمناخ من الايجابية والتفاهم والتعاضد والتعاون والوفاق بين اللبنانيين. وهو يرحب بهكذا خطوة». وأضافت ان لحود يعتبر ان اهمية مثل هذه اللقاءات تكمن في انتاج «توافق وتفاهم لا ان تكون مجرد لقاءات. وهو يقدر الدور الذي يقوم به البطريرك صفير ضماناً لوحدة الصف المسيحي الذي هو مكمل لوحدة الصف اللبناني ككل، لاسيما ان البطريرك الماروني رسم في موضوع رئاسة الجمهورية اطاراً من الثوابت التي تحمي وحدة لبنان وخصوصا في موضوع نصاب غالبية الثلثين التي تتلاقى مع الاعراف والأصول الدستورية التي ينادي بها الرئيس لحود».

الى ذلك نقل وزير الخارجية السابق فارس بويز عن البطريرك صفير قلقه على الاستحقاق الرئاسي لجهة مصير الوطن والمسيحيين. وافاد بويز رداً على سؤال: «سمعت من غبطته (صفير) انه سيضع الافرقاء امام مسؤولياتهم وواجباتهم والاخطار التي يعتبرها محدقة بالوطن سعياً منه الى تنبيههم الآن او الى لفتهم الى اخطار عدم الوصول الى انتخابات رئاسية ضمن المهلة الدستورية». واضاف: «نحن ندرك كل الادراك الحالة المارونية التي تحتاج الى معالجة وتقريب وجهات النظر. وهذا الامر يعود الى بكركي في الدرجة الاولى. وما يمكن ان يكلفنا به غبطة البطريرك في سبيل المساهمة في هذا الامر نحن مستعدون له».

وقال النائب روبير غانم ان «مبادرة الحوار التي تطلقها بكركي تنطلق من ارضية مسيحية وطنية من اجل تأمين الاستحقاق الرئاسي والوصول به الى الوفاق» مشيراً الى ان «مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لا تزال مطروحة بجدية ومتابعة بجدية». واضاف: «لا اعتقد ان ثمة مسؤولا سياسيا واحدا في لبنان يرغب في ايصال البلد الى الخراب. كذلك تأتي اليوم مبادرة الحوار التي تطلقها بكركي من اجل تأمين الاستحقاق. وهي مبادرة تصب في خانة الوصول بالاستحقاق الى الوفاق».

وفي السياق ذاته أعلن عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان ان رئيس التكتل النائب ميشال عون قبل الدعوة للقاء المسيحي في بكركي. وان بكركي لها ملء الحرية ولها الحق بان تختار الالية المناسبة. واضاف: «اعتقد ان الهاجس هو الوصول الى نتيجة اكثر مما هو عملية اجتماع شكلي. وبالتالي يمكن ان تؤمن هذه الصيغة امكان عقد لقاء ثالث يجمع الجميع في نظر الذين ينظمون هذا اللقاء.. هناك ضرورة لان نصل الى نتيجة. وهذه النتيجة تحتاج الى مشاورات وربما الى الآليات. وقد تكون الاليات التي اختارتها بكركي هي افضل من غيرها في هذه المرحلة».

واعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، في مؤتمر صحافي عقدته امس، انها تلقت دعوة لحضور الاجتماع المسيحي في بكركي وقالت: «طبيعي اننا جميعا ملزمون تلبية الدعوة لانها حول اهم مركز مسيحي في المشاركة الوطنية، مركز فقدناه واستفقدنا له كثيرا».

واضافت: «حان الوقت لكي نضع الاستحقاق الرئاسي في الاطار الصحيح. ما هي الرئاسة وما هي الثوابت المسيحية الوطنية اللبنانية التي نريد تأكيدها في هذا الاستحقاق؟ هذه الثوابت هي سيادة لبنان واستقلاله وعروبته والنظام الديمقراطي».

وفي الاطار نفسه، اكد المرشح الرئاسي لقوى «14 آذار» النائب السابق نسيب لحود تجاوبه مع «كل المبادرات الصادرة عن الكنيسة المارونية التي تضطلع على الدوام بالدفاع عن استقلال لبنان وسيادته وانتظام عمل مؤسساته الدستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي لا يجوز ان تتعرض لأي فراغ». وذكر انه تلقى دعوة من البطريرك صفير للمشاركة في اللقاء المسيحي.

اما الرئيس اللبناني الاسبق الرئيس الاعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل فأعلن ان يده ممدودة ويريد تشجيع «كل المبادرات، من مبادرة الرئيس بري الى مبادرة بكركي واي مبادرة عربية ودولية». وقال «اننا لن نستسلم أيا تكن التهديدات والضغوط. نحن يد واحدة وسننتصر. حققنا إنجازات كبيرة منذ عام 2005 وقطعنا ثلاثة أرباع الطريق وما زال أمامنا المزيد من الجهود. وسنخوض المقاومة السياسية مهما كانت التضحيات. ان الاستحقاق الرئاسي مصيري لأنه سيتم، وللمرة الأولى، من دون وجود جيوش غريبة على أرضنا، فهذه فرصتنا».