طليعة العودة إلى نهر البارد: 100 عائلة تستقر عند أطرافه والفصائل الفلسطينية تتنافس على استغلال المناسبة سياسياً

العودة ستشمل 700 عائلة حتى نهاية الشهر الحالي

TT

بعد ثمانية وثلاثين يوما على إعلان الجيش اللبناني رسميا حسمه معركة مخيم نهر البارد ضد تنظيم «فتح الإسلام» الأصولي، انطلقت أمس طلائع عودة النازحين من اللاجئين الفلسطينيين إلى المناطق المحيطة بالمخيم. وبدأت قوافل العائلات النازحة في رحلة العودة عند الثامنة صباحا، بعدما تجمعت أمام مدارس «الأونروا» في سيارات خاصة وشاحنات «بيك أب» صغيرة محملة بالأمتعة واللوازم وفي حافلات صغيرة وكبيرة تابعة لـ«الاونروا». وتم نقل العائدين على دفعات، بمعدل عشر عائلات كل ساعة. وكان مقررا أن تنتهي العملية عند الخامسة عصرا قبل أن يباشر اليوم بعودة الدفعة الثانية، حسب البرنامج المقرر أن ينتهي العمل به الخميس المقبل، وفق ما تم تحديده في إطار المرحلة الأولى من عودة النازحين. ويشار إلى أن الخطة الأولية الموضوعة ستشمل عودة نحو 700 عائلة في الفترة الممتدة حتى نهاية الشهر الحالي.

وقد شملت العودة أمس مائة عائلة كانت مقيمة في مدارس «الاونروا» في مخيم البداوي (شرق مدينة طرابلس) على أن تتبعها دفعات مماثلة في أوقات لاحقة وذلك بغية الإفساح في المجال أمام طلاب المدارس للعودة إلى صفوفهم مع مطلع العام الدراسي الجديد بعد أن يتم تفريغ مدارس «الاونروا» ثم المدارس الرسمية للدولة اللبنانية.

الخطوة الأولى للعودة لم تسلم من التجاذبات السياسية والحزبية بين الفصائل الفلسطينية التي أظهرت تنافسا في استغلال هذه المناسبة على خلفية الصراعات القائمة سياسيا في ما بينها، إذ أشادت الفصائل المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ولا سيما حركة «فتح»، بالخطوة واعتبرتها مقدمة لفتح صفحة جديدة ومستقبلية في التعاطي مع الدولة اللبنانية، فيما رأت الفصائل الأخرى المناوئة أن الخطوة الأولى ناقصة لاقتصارها على شريحة محددة ولكون البنى التحتية في الأحياء التي عاد النازحون إليها لم تتأمن في حدها الأدنى.

وسألت «الشرق الأوسط» بعض المواطنين العائدين عن انطباعاتهم، فرأى فادي الحاج أن الخطوة جيدة لان الدولة اللبنانية أوفت بالتزاماتها تجاه النازحين في تأمين عودتهم. وقال: «سنعمل مع الجهات المختصة على تهيئة الأجواء المناسبة لعودة العائلات الأخرى ولا سيما إلى الشقق والمباني التي لم تتضرر إلا بشكل محدود».

من جانبه، اعتبر هيثم قاسم أن هناك «تقصيرا في تأمين ظروف العودة لجهة توفير المستلزمات الضرورية وتحديدا البنية التحتية من مياه وكهرباء وشبكة صرف صحي، إضافة إلى المساعدات العينية للنازحين الذين خسروا كل شيء».

ومع أنه أشاد بالخطوة الأولى، إلا أنه تمنى «العمل بسرعة على دعم تهيئة ظروف أفضل للعائدين الذين ستزداد أعدادهم أسبوعا بعد آخر. وستزداد بالطبع مشاكلهم يوما بعد يوم، علما بان المخيم، وخصوصا القسم القديم منه، يحتاج إلى سنوات من أجل إعادة تأهيله للسكن نظرا إلى الدمار الكبير والشامل الذي لحق به».