أعلن رائد الفضاء الماليزي الشيخ مظفر شكر اول من امس انه يأمل في ان يصبح اقرب الى الله عبر السفر في الفضاء، وذلك عشية مشاركته في رحلة الى المحطة الفضائية الدولية في شهر رمضان. وهو الماليزي الاول الذي سيشارك في رحلة فضائية من المقرر ان تستمر تسعة ايام على متن المحطة الفضائية الدولية، وقال انه يشعر بـ«المسؤولية» ازاء مسلمي العالم اجمع. وقال الشيخ مظفر شكر في مؤتمر صحافي عقده في قاعدة بايكونور في كزاخستان وهو يقف وراء زجاج يفصله عن الصحافيين لمنع احتمال انتقال اي جرثومة اليه «انني باقترابي اكثر من الله ساتفهم اكثر فاكثر الامور الروحانية، وآمل ان اتمكن من العودة بسلام لتقاسم مشاعري مع المسلمين في العالم اجمع». واضاف «أن أكون مسلما متوجها الى الفضاء يجعلني اتحمل مسؤولية كبيرة ليس فقط ازاء الشعب الماليزي بل ازاء مسلمي العالم اجمع». وتابع «لا اعرف بعد كيف، الا انني متأكد انني ساتمكن من تدبير امري للصلاة والصوم».
وقبيل بدء هذه الرحلة نشرت السلطات الدينية في ماليزيا كتيبا من عشرين صفحة تضمن شروط الصوم والصلاة في الفضاء. ويتضمن هذا الدليل دعوة لرائد الفضاء الماليزي للصلاة بحسب توقيت بايكونور. كما يشرح كيفية الصلاة وسط حالة انعدام الوزن «اذا لم تكن قادرا على الوقوف، بامكانك الانحناء والجلوس واذا لم يكن ممكنا الجلوس بامكانك التمدد».
ويشارك رائد الفضاء الماليزي في الاختبارات العلمية المقررة والتي تتضمن خصوصا دراسة تأثير انعدام الجاذبية على الخلايا السرطانية. وكانت مشاركة ماليزي في رحلة فضائية تقررت عام 2003 عنما وقعت حكومة ماليزيا عقدا لشراء 18 طائرة مقاتلة روسية من نوع سوخوي-30 بلغ ثمنها بضعة مليارات الدولارات.
ومن بين القضايا التي تناولها الدليل هو كيفية تحديد القبلة، وقال إنه يجب ترك هذا الأمر لقدرات الرائد. وكانت قضية أداء الصلاة وغيرها من الفرائض في الفضاء في بؤرة تركيز مؤتمر عقد في كوالالمبور السنة الماضية بمشاركة العديد من العلماء ورجال الإفتاء.
وسيكون الرائد الماليزي المنتظر هو تاسع مسلم يسافر إلى الفضاء الخارجي، لكنه الأول الذي يقوم برحلة خلال شهر رمضان. وكان من بين المسلمين الذين صعدوا إلى الفضاء الأمير السعودي سلطان بن سلمان الذي ذهب على متن مكوك الفضاء الأميركي ديسكفري عام 1985. وكذلك سيدة الأعمال الإيرانية الأصل الأميركية الجنسية أنوشة أنصاري، وهي آخر مسلمة سافرت للفضاء، حيث قامت برحلة سياحية إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2006». ويعمل رائد الفضاء الماليزي طبيبا حتى انه عمل لبعض الوقت عارض ازياء وتابع تدريبات لاكثر من عام قبل المشاركة في هذه المهمة الفضائية. وسيكون في هذه الرحلة على متن المركبة الروسية سويوز الى جانب الروسي يوري مالتشنكو والاميركية بيغي ويتسون. ونظريا يتعين على المسلم أن يصلي 80 مرة في اليوم على متن المحطة الفضائية الدولية لأنها تدور 16 دورة حول الأرض كل 24 ساعة. لكن الكتيب حدد عدد صلوات رائد الفضاء المسلم بخمس صلوات وأن يكون توقيت الصلاة مطابقا لتوقيت محطة بايكونور على الأرض. وأوضح كتيب الإرشاد كيفية أداء الصلاة في الفضاء رغم انعدام الجاذبية حيث أشار إلى أنه بإمكان المصلي الوقوف أو الركوع أو الجلوس وإذا لم يتسن له الجلوس فبإمكانه التمدد. وسيشارك مظفر على متن المحطة الفضائية الدولية في تجارب علمية منها بالخصوص مراقبة انعكاسات انعدام الجاذبية على خلايا مصابة بالسرطان.
وتقرر إرسال رائد فضاء ماليزي إلى الفضاء عام 2003 عندما اشترت كوالالمبور 18 طائرة روسية مقاتلة من طراز سوخوي بمليارات الدولارات.