المدينة المنورة: علي العمري شهد أكثر من ثلاثة ملايين مصل ومعتمر وزائر في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، مناسبة ختم القرآن، والتي تختتم بها التراويح والتي تأتي في الوتر الأخير من صلاة التراويح. كما التقت قلوب مئات ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم مساء أول من أمس، تتطلع إلى شاشات الفضائيات وإلى القنوات التلفزيونية والإذاعية لتشهد هذا الحدث الذي يتكرر كل عام من المدينتين المقدستين مكة والمدينة، إلى حيث وقف الملايين في تلك وذلك، في الأجواء الروحانية الصادقة وهم يتوجهون بالدعاء إلى المولى سبحانه وتعالى، يكررون كلمة «آمين.. آمين.. آمين» وراء أئمة الحرمين، الذين خنقتهم العبرات، بأن يتقبل صيامهم وقيامهم، ويبلغهم رمضان القادم وهم في كامل الصحة وأتم العافية.
وشهد نحو مليون ونصف المليون مصل مساء أمس في مكة المكرمة، بإشراف ومتابعة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز من جوار الكعبة المشرفة للجهود والخدمات المقدمة لقاصدي بيت الله الحرام والتي حظي بها المعتمرون وقاصدو بيت الله العتيق طيلة شهر رمضان.
من جانبه وصف الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني مدير الأمن العام السعودي الحالة الأمنية بـ «الممتازة» بين وفود المعتمرين والزوار الذين استقبلتهم ولا تزال تستقبلهم المدينتان المقدستان خلال هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم خاصة العشر الأواخر منه، وقال في تصريح لـ «الشرق الأوسط» إنه لم تسجل بفضل الله أي حالات أمنية تذكر سوى الحالات الاعتيادية التي قد تحدث في بقية أيام العام.
وقد أم المصلين في الوتر الأخير لصلاة التراويح في الحرم المكي الشريف، الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، ليستمع الجميع إلى دعائه وخلجاته في ختم القرآن الكريم، ومن خلفه زوار المدينة المقدسة وأهاليها والمعتكفون في المسجد الحرام، يرددون متضرعين إلى الله عز وجل وسط أجواء إيمانية مفعمة بروحانية عظيمة، بأن يتقبلهم الله القبول الحسن. وشهدت الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة من المدينة المنورة وجدة والطائف والليث، حركة نشطة منذ منتصف النهار، ليدرك من لم يؤد مناسك العمرة «التي تعادل حجة في أي يوم من شهر رمضان» إتمامها في هذا اليوم، ويكون له شرف حضور صلاة العشاء والتراويح ودعاء ختم القرآن الكريم. كما نقل التلفزيون السعودي بقناتيه الأولى والثانية وقائع الصلوات ودعاء ختم القرآن من الحرمين المكي والمدني بمصاحبة ترجمة باللغة الإنجليزية، وشارك في النقل ايضا عدد كبير من القنوات الفضائية التلفزيونية والإذاعية العربية والإسلامية. وفي المدينة المنورة امتلأت جنبات المسجد النبوي الشريف وأروقته والساحات المحيطة به، بالمصلين قرابة المليون مصل، توافدوا لحضور دعاء ختم القرآن الكريم، والتي جاءت في كل يسر وسهولة.
وكان الآلاف من الزوار قد توافدوا إلى المدينة المنورة على مدار الساعة وذلك لحضور هذه المناسبة والذي يصادف أيضاُ آخر أيام العمل في القطاع الخاص في السعودية وبدء إجازة عيد الفطر المبارك.
وأكد الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة في تصريح لـ «الشرق الأوسط» أن جميع التقارير الأمنية والصحية والمرورية مطمئنة منذ بدء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والتي شهدت ذروتها يوم الجمعة الماضي وليلة السابع والعشرين إضافة إلى الاستعدادات لمناسبة ختم القرآن، مؤكداً أن جميع الزوار والمقيمين يحظون بمتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأداء شعائرهم بكل يسر وسهولة.