البطريركية المارونية تلتقي ممثلي الجناحين المسيحيين ولا آمال جدية بالتوافق على الرئيس الجديد

مسيحيو المعارضة اليوم.. ومسيحيو الموالاة غدا

TT

تتجه انظار اللبنانيين اليوم وغداً الى مقر البطريركية المارونية حيث يستضيف البطريرك نصر الله صفير القيادات المسيحية المعارضة، ثم الموالية، في محاولة لتوحيد وجهات النظر في موضوع الانتخابات الرئاسية والوصول الى اسم توافقي يتم تبنيه. غير ان المواقف الصادرة عن الطرفين لا توحي بأي آمال جدية، وخصوصاً ان البطريرك لم ينجح في جمع الطرفين، اللذين تبادلا امس الاتهامات بعرقلة الاجتماع، في موعد واحد.

وقد ابدى البطريرك صفير امس امام زواره قلقه من الاوضاع السائدة في البلد مشيراً الى ان دعوته الاحزاب المسيحية في المعارضة والموالاة هي «من اجل ايجاد حل والتوافق في موضوع الاستحقاق الرئاسي». واعتبر ان «البلد اصبح مشلولاً بفعل ما يجري. وبات الناس لا يحتملون اي ازمات جديدة». وأعرب رئيس الجمهورية اميل لحود عن امله في ان يسفر الاجتماعان المقرر عقدهما في بكركي عن «مجموعة من القواسم المشتركة التي تسمح لاحقاً بجمع كل الاطراف في الموالاة والمعارضة، في اجتماع واحد تصدر عنه نتائج ايجابية». وشدد على «ضرورة الوصول الى توافق يؤمن انعقاد الجلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بالحد الاوفر من التفاف اللبنانيين حوله ليتمكن من اعادة البلاد الى وضع طبيعي». واشاد بالدور الذي يضطلع به البطريرك صفير «من خلال دعوته الفرقاء في الطائفة المارونية خصوصاً والمسيحيين عموما الى اللقاء في بكركي».

هذا، وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض انها ستشارك في اجتماع بكركي الى جانب النائب بطرس حرب عن لقاء «قرنة شهوان»، وأعربت عن اعتقادها بان الرسالة التي سيوجهها البطريرك صفير «هي الاهم». وهي تقول ان كل نائب حر في التصويت ولمن يشاء، وكل نائب حر في موقعه السياسي. ولكن، في المقابل، ليس حراً بغيابه عن الجلسة الانتخابية لتفشيل الاستحقاق الرئاسي، وخصوصاً في هذه الفترة، وفي اجواء اعادة التسلح لكثير من الفئات اللبنانية وبنوع خاص المسيحيين».

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان «بكركي يهمها حصول اكبر قدر ممكن من التجانس والتوافق في الموقف المسيحي والوطني، لكنها لا تعمد الى فرض رأيها بأي امر»، مؤكداً ان «سيد بكركي (البطريرك) لن يتعاطى بالاسماء». ولفت الى انه «لا يجوز تضليل احد على مستوى الرأي العام بأن البطريرك يجمع القيادات المارونية في بكركي للاتفاق في ما بينها على مرشح واحد».

وقال زهرا، في حديث ادلى به امس: «اذا حدث وتم التوافق فانه (البطريرك) بلا شك يباركه ولكن هاجسه الاساسي.. هو عدم حصول فراغ، علماً اننا لا نتوقع ذلك». واسف لانه «بعدما وجهت الدعوة الى الجميع للحضور معاً لسماع رسالة واحدة من صاحب الغبطة... جرى تعطيل اللقاء الجامع واستعيض عنه بلقاءين منفصلين». واعتبر «ان هناك عائقاً اساسياً امام المقاربة الواحدة للمواضيع المسيحية والوطنية هو اصرار العماد (ميشال) عون على انه المرشح الوحيد المقبول من فريقه، علماً انه ليس هو المرشح الافضل لهذه المرحلة ولا امكان لوصوله وهو يعرف ذلك».

في المقابل، اسف امين سر تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان لان مبادرة العماد عون بالدعوة الى حوار على مستوى رؤساء الكتل النيابية الاساسية «لم تلق التجاوب المطلوب حتى اليوم»، تمنى «ان تنتج مبادرة بكركي توافقا مسيحيا ـ مسيحيا على ثوابت الكنيسة المارونية واحياء ميثاق الشرف باستبعاد اللجوء الى العنف في حل الخلافات السياسية».

واعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن ان الاجتماع في بكركي «سيتيح الفرصة لنقاش مباشر وصريح» مؤكدا «ان النائب ميشال عون سيشارك بكل انفتاح ومن دون تحفظات». من جهته، اكد عضو التكتل النائب نبيل نقولا ان «التيار الوطني الحر» سيتباين مع بكركي اذا كان الهدف من اللقاء المسيحي هو «مصادرة الدور السياسي لممثلي الشعب اللبناني وخصوصا المسيحيين». وقال رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان علي الشيخ عمار ان «اللبنانيين يتطلعون بأمل» الى اللقاء المسيحي ـ المسيحي الذي دعا اليه البطريرك صفير «منتظرين التفاهم بين الاخوة المسيحيين الذي من شأنه ان يريح بقية الاطراف في الساحة اللبنانية ويؤدي الى تجاوز الازمة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية» .