تباين بين موقفي الوفدين المفاوضين وإسرائيل ترفض التطرق للقضايا الجوهرية

الطاقمان التقيا مرة واحدة من دون أجندة

TT

تيبن مع اختتام الجلسة الاولى لوفدي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي، الرامية لصياغة وثيقة مشتركة يتبناها مؤتمر انابوليس الاميركي في الخريف المقبل، ان الخلافات واسعة والتباين كبير بين مواقف الفريقين.

ورفض ياسر عبد ربه، امين سر الوفد الفلسطيني المفاوض في اتصال اجرته معه «الشرق الاوسط»، تأكيد او نفي الخلافات، مكتفيا بالقول انه ليس لديه ما يقوله الآن عن المفاوضات.

غير ان مصدراً فلسطينياً اطلع على محضر الجلسة الاولى، قال ان الفريقين لم يتوصلا الى أي شيء يذكر. وخصصت الجلسة الاولى لتعرف كل طرف على موقف الطرف الآخر. وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط»، ان الهوة في الموقفين واسعة وعميقة للغاية. لكنه اشار الى ان هذه هي البداية، وان الامر سيحتاج الى سلسلة من الجلسات، موضحا ان موعد الجلسة التالية لم يحدد بعد. ونقلت مصادر عن رئيس الوفد الفلسطيني، أحمد قريع، استياءه من عدم تحديد اجندة حتى اللحظة للمفاوضات او المؤتمر. وعلم ان الوفدين التقيا مرة واحدة دون البحث في تفاصيل مهمة، وناقشا آلية التفاوض في اللقاءات القادمة. وتحدثت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية امس عن الهوة الشاسعة في رؤية كل طرف لمضمون الوثيقة. ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين تشاؤمهم ازاء إمكانية التوصل إلى اتفاق يرضيهم. ونسبت الى مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات، قوله إن الخلاف بين الوفدين ينبع من الفرق في التوجه العام، فالإسرائيليون يسعون للتوصل إلى وثيقة تعتبر نقطة لانطلاق المفاوضات، بينما يريد الفلسطينيون أن تتضمن الوثيقة المشتركة الخطوط العريضة لنهاية للمفاوضات.

وحسب المسؤول، فإن الطاقم الفلسطيني أوضح للطاقم الإسرائيلي أن الفلسطينيين لن يقبلوا «بصياغة ضبابية لا تحدد معالم نهاية الطريق». وقال المسؤول لـ«هآرتس» بشأن القدس، أوضح عدد من أعضاء الوفد التفاوضي أن القدس يجب أن يأتي ذكرها على أنها العاصمة المستقبلية للدولة الفلسطينية. وذلك من دون الدخول في تفاصيل مفاوضات الحل النهائي التي سيُطالب فيها الفلسطينيون بالسيادة على المسجد الأقصى.

ويقول المسؤول «إنه بالنسبة للاجئين ترفض إسرائيل أي صياغة ولا حتى تلك التي جاءت في المبادرة العربية، أي حل متفق عليه وعادل لقضية اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة 194».في المقابل، فان الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى التوصل إلى بيان ضبابي وعام لا يرسم معالم الحل النهائي بحيث لا تقيد نفسها بأي تعهد للفلسطينيين في قضايا الحل الدائم. واكدت مصادر اسرائيلية لـ«الشرق الاوسط» ان اسرائيل ترفض حتى اللحظة تدوين القضايا الجوهرية خطياً، حتى لا يلزمها ذلك في المستقبل، اضافة الى انها غير مستعدة لأي تنازلات في قضايا مثل اللاجئين او الحدود او القدس في هذه المرحلة. ورغم ذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن الفريقين عقدا اول جلسة لهما يوم الاثنين الماضي، تنطوي على أهمية بالغة، لأن النتائج التي ستتمخض عنها هذه الاجتماعات ستحدد وجهة المؤتمر، وسترسم معالم الطريق للوصول إلى السلام العادل والشامل.